الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

في الذكرى 67 للنكبة ... كل واحد يفاوض نفسه

نشر بتاريخ: 14/05/2015 ( آخر تحديث: 14/05/2015 الساعة: 11:17 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

منذ نحو عام تعطّلت المفاوضات تماما ، فارتاحت الخيول التي كانت مرتاحة اساسا ، وابتلت العروق التي لم تيبس من قبل ، وجلس كل طرف مع نفسه ، فلا نحن نحارب ولا نحن نصالح ، وهو منهاج على طريقة " مدرسة الممانعة " التي عاشتها الدول العربية لردح طويل من الزمن . زمن اللاءات السياسية والاّهات الفنية .
وعلى طريقة ميكافيللي فان مواجهة الخصم يكون على ثلاثة اشكال ، الاستئساد ،ولا اظن ان العرب عاشوا هذه المرحلة مع اسرائيل . والثعلبة والمكر ،ويمكن ان يكونوا حاولوا مع اسرائيل هذا الاسلوب . أو الارنبة ، وهو الاختباء والركض وفي هذا المجال أيضا لم يبدع العرب كثيرا ... ويبدو ان العرب اخترعوا طريقة رابعة تجمع اشكال ميكافيللي الثلاثة : فنحن نستأسد على بعض ونتثعلب على الحلفاء ونتأرنب مع الاعداء ... وهو اسلوب أذهل علماء السياسة .

وبعد 67 عاما على النكبة وصلنا الى هذه المرحلة . ان الذي يفاوض لا يريد ان يقاتل ، وان الذي يقاتل لا يريد ان يفاوض ، وان الذي لا يقاتل لا يريد ان يفاوض وان الذي يفاوض لا يريد ان يفاوض ، وان الذي يقاتل لم يعد يريد ان يقاتل ، وان الذي لا يقاتل ولا يفاوض لا يريد لغيره ان يفاوض ولا يريد لغيره ان يقاتل ، ومن يريد ان يريد لا يستطيع ، ومن يستطيع لا يريد !!
فلسطين بخير ، وشعب الارض المحتلة بخير . ولكن النخب السياسية ليست بخير ، والقيادات ليست بخير وهي تكرّس جل جهدها وقوتها الان في منافسة المراسلين الصحافيين في تغطية الاحداث واصدار البيانات ، وقبل ايام اعلنت حكومة نتانياهو الجديد ة عطاءات لبناء 900 وحدة استيطانية في القدس فارسل لنا جميع القادة بيانات استنكار وشجب ضد هذه الخطوة ، وكأنهم يعتقدون انفسهم اعضاء في الكنيست وينسون انهم قادة !!

قال لي احد اصدقائي الوزراء ان تظاهرة خرجت أمس في رام الله بمناسبة يوم النكبة  وان عشرات من المسؤولين والوزراء ووكلاء الوزراء حضروا بسياراتهم الى مكان التظاهرة ولكن الشعب لم يحضر ، لم يشارك الناس في التظاهرة ؟؟ وهذا هو حالنا في ذكرى النكبة ، غابت الجماهير وحضرت القيادات . غابت القضية وحضر أصحاب القضية .