الأحد: 06/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

قصتان قصيرتان

نشر بتاريخ: 14/05/2015 ( آخر تحديث: 14/05/2015 الساعة: 12:08 )

الكاتب: عطا الله شاهين

امرأة تنتصرُ لشرفِها
تقفُ المرأةُ على أحد الحواجز وتستجدي جُندياً ذات صباحٍ ، لا لشيء فقط لكيْ تنقذَ طفلها المريض ، ولكنّ الجُندي ينظرُ صوبها وغير آبه لمعاناتها ، ورغم محاولات المرأة بالتّوسلِ له إلا أنّه كان يزجرها كلما اقتربتْ منه.

تبتعدُ المرأةُ عنه لخطوات قليلة ، ولكنّ الجندي كان يرمُقها من بعيدٍ بنظراتٍ شريرة وكأنه يُريد شيئاً منها ، ويقترب مِنها ويهمسُ في أذنها كلاماً يجعلها تقطبُ حاجبيها الجميليْن ، ولكنّها توميء له بأنّها ليست موافقة أبداً.

يقوم الجندي بطردها من على الحاجز.. تأخذ المرأة طفلها المريض إلى البيتِ وتقول له سامحني يا ولدي فأنا لم ولن أقبل أن يقوم جندي بمسّ شرفي لكي أعالجك وأنقذك من موتكِ .. فالله لا ينسى عباده ، وسيشفيك من مرضكَ.. فكن واثقاً لنْ أعطي جسدي لأحدٍ ولنْ أجعلَ أحداً أنْ يذلّني فشرفي سيبقى إلى الأبد مُقدّسا وسأظلُّ امرأةً شريفةً حتى يأتيني ملاك الموت ليأخذني إلى سماءٍ هادئة فأنا الآن أعودُ منتصرةً إلى بيتي وأحضن طفلي بكل حبّ وأبكي على استمرار الظلم بحق شعب ما زال يتعذّب على حواجزِ الذّلِّ.

ساعي بريد غلبان يهذي بعد مكوثه مع امرأة فاتنة
يصعدُ ساعي البريد الدّرج مُنهكاً ، يصلُ إلى الشُّقةِ المقصودة .. يقومُ بقرعِ الجرس.. تخرجُ امرأةٌ متشحة روباً.. ينبهرُ ساعي البريد مِنْ جَمَالِها ويتلعثمُ في الكلامِ وينطقُ هذا الظرف لكِ.. كان مُحيّاه يتصبّبُ عرقاً .. تتناولُ المرأةُ منه الرّسالة وتدعوه لشربِ فنجان قهوة ، لكنّه كان في البداية يرفضُ.. ولكنْ وبإلحاهها المجنون يستجيبُ لدعوتها وتجلسُه على أريكةٍ بيضاء مصنوعة من الجلد .. تذهبُ المرأة لإعدادِ القهوة.

يتمتم في ذاته جمالها يفوق امرأتي بألف مرّة أذكر أنني لمْ أرَ امرأة ساحرة كتلك التي تعدُّ القهوة في مطبخٍ بلا أبواب وبديكورٍ عصري ليس كمطبخي الذي بلا خزائن ومجلى وها وأنا أنظر لجنون جمالها مع أنني أحيانا أثمل من نظراتي إليها لكن زوجتي تختلف عنها لربما هي أجمل في حنوها عليّ وأحبها وتعودت على سذاجتها الرائعة .. يسكتُ السّاعي الغلبان وتعودُ المرأةُ السّاحرة الجمال وتجلسُ بجانبه ومحيّاه يحمرّ خجلاً.. ويعمُّ الغرفةُ صمتاً رهيباً.. فيبدو أنه كان مُرغماً على المكوثِ بجانبها فهي امرأةٌ فاتنة جدا ، ولمْ يستطع أنْ يبقى صامدا فجمالها هزمه ذات مساءٍ على وقع الصمت الرائع حينما كانتْ تهمسُ له عن أشياءٍ رائعة لمْ يسمعها من قبل .. وبعد وقت قصير يقف مذهولا ، ويهمُّ بالخروجِ وينزلُ الدّرجَ وهو يهذي عن روعة الجَمَال النّادر وعن روعة الصوت الأُنثوي النّادر.