نشر بتاريخ: 18/05/2015 ( آخر تحديث: 18/05/2015 الساعة: 12:01 )
الكاتب: صادق الخضور
سبعة وستون، رقم يتكرر لينطبق على ذكرى وذكرى، النكبة، والنكسة، سبعة وستون عاما على أولى كانت مقدمّة لحدوث الثانية، ولا زلنا نرواح المكان، والأماكن كلها مهما رحبت، ضاقت بنا، فاليرموك يئن، ومتاهات النفي والتشريد لا زالت عاجزة عن احتواء الراحلين رغما عنهم، حتى البحار تواصل ابتلاع الراحلين بحثا عن فرصة خلاص، فإذا بهم على موعد مع الخاص ذاته!! فالبحر على اتساعه يضيق!!!
قالوا حينها: الخيمة كالغيمة في سماء المهجّر، وما عرفوا أن الغيمة عبرت، والخيمة بقيت، وظلّت المأساة شاهدا على قضية تحمل في ثناياها كل أبعاد المأساة، فالفاجعة، والوجع، والرحيل، والتشرّد، والتشتيت، والاقتلاع، ومن يتأمل المفردات جميعها يكتشف مدى فظاعة الحدث.
وحينها قالوا: ظلوا على أمل، ظلت المقولة، وظل الأمل، وتداخلت عرى المأساة التي ارتسمت معالمها فصولا من التشرّد، ولا نبالغ إذا ما قلنا إن اللجوء ملحمة، فما جدوى أن نواصل القراءة عن جلجامش، والأوديسا، وننسى توثيق هذه المأساة وما تحمله في ثناياها من قصص؟! ولماذا يتواصل تغليب البعد الخطابي على ما عداه؟
هنا مشرّد، وهناك لاجئ، وما بين النمطين قصص من ملاحم الإصرار على بقاء القضيّة حاضرة في أذهان الأجيال، وحضور بارز لأبناء المخيمات فرسان الفعل في دائرة الحضور الفلسطيني.
الخيمة تم استبدالها في اليرموك ببيوت، لكن القضية ليست قضية جدران، بل قضية أمان، وإن كان المطلوب قرع جدار، كما طالب غسان في روايته.
سبعة عقود من عمر الزمن، والذاكرة لا زالت تخترن، المأساة والحزن. والأمل لا زال باقيا باعتباره أملا وجزءا من تكوين فريد يتعاطى مع النصف المليء من الكأس.
النكبة باقية بعد سبعة وستين عاما من عمر الزمن، والرهان دوما على ذاكرة لمّا تزل تختزن كل الذكريات، والحلم باق.
سبعة وستون عاما......... أي بضعة سنوات في عقد، وبضعة عقود في قرن، إذا حسبناها أياما فستكون هناك صعوبة في حصر الرقم.
النكبة باقية بمآسيها، لكن الحلم لا زال أكثر اتساعا من كل كل سفوح الألم، والأفق لا زال حاملا معه أملا قد يطول انتظاره لكنه باق... هذا على الأقل ما يبقي على البصيص.
الخيمة والتشريد واللجوء، ملامح اعترت المشهد، وظلّت ثابتا رغم تحولات لامست العالم كله.