الثلاثاء: 19/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

فلسطين: على طريق الانتصار، وسلاح الفاتيكان

نشر بتاريخ: 18/05/2015 ( آخر تحديث: 18/05/2015 الساعة: 19:47 )

الكاتب: عوني المشني

انتصر الشعب الفيتنامي في كل بقاع المعمورة قبل ان يجسد انتصارة على ارض فيتنام ، اما شعب جنوب افريقيا فقد حقق انتصارا كاسحا في كل بقاع الكون قبل ان يقر النظام العنصري بانتصاره ، هكذا هي مسيرة الشعوب فان اخر من يقر بحقوقها هي الدولة او النظام الاستعماري ، في فلسطين ناخذ نفس المسار ، ها هي قضيتنا العادلة تنتقل من انجاز دولي الى انجاز في ظل تعاظم عنجهية وهمجية الاحتلال المتزايدة اصلا ، والتحولات التي تجري في اوروبا وامريكيا تجاوزت مرحلة التراكمات الكمية لمنسوب الدعم والتاييد لعدالة قضية فلسطين لتصل الى تحولات كيفية لها علاقة بالتعامل مع اسرائيل كنظام تمييز عنصري تزداد عزلته يوما بعد يوم.

اهذا يكفي لانتزاع حقوقنا ؟؟؟ بالتأكيد لا ، فوصول تلك التحولات لمرحلة تفرض على النظام في اسرائيل الرضوخ لم تحن حتى اللحظة وذلك لمجموعة اسباب
ما زالت الحكومات في اسرائيل تعتقد ان بامكانها استيعاب الضغوطات الدولية وتحملها ومن ثم تجاوزها ببيع الوهم للمجتمع الدولي عبر سياسة ادارة الصراع ، من جانب اخر ان حكومات اسرائيل ما زالت مقتنعه ان بامكانها عبر هذه السياسة انتزاع تنازلات فسلطينية اضافية وذلك لانها تعودت انه بالضغوط تستطيع انتزاع تنازلات من الجانب الفلسطيني وبشكل تدريجي ، وسبب ثالث ايضا لتعنت الحكومات في اسرائيل انها حتى الان قادرة على تضليل مجتمعها من ان التنازل للفلسطينيين يضاعف الاخطار على اسرائيل وسكانها ، لانتزاع تلك الاسباب وصولا لارضاخ اسرائيل مطلوب فلسطينيا سياسة واستراتيجية واضحة ومحددة تقوم على مجموعم مفاهيم:

اولا : عدم اعطاء اسرائيل فرصة بالافلات من الصغوطات الدولية سواء عبر الدخول في مفاوضات دون برنامج واضح وملزم بانهاء الاحتلال او عبر الانجرار الى مربع العنف الذي يخرج اسرائيل من ازمتها الدوليه ويمكنها من استخدام قوتها المتراكمة وبمبررات مقنعة دوليا ، ان التراخي والقبول بمفاوضات عبثية هو الوجه الاخر للعملة ذاتها التي يحمل وجهها الاول الانجرار الى عنف عبثي ، كلاهما فرصة اسرائيل للخروج من عزلتها المتزايدة.

ثانيا: في رد احد غلاة المتطرفين الذين يواصلون اقتحام الاقصى على تساؤل حول سبب ذلك قال : سيتعود الفلسطينيين والعرب على ذلك ، يرفضون ذلك اولا ثم يتعايشون معه وبعد ذلك يتقبلونه كامر واقع ثم يشرعونه !!!!!! وهذا الفهم لدى الحكومات الاسرائيلية يجعلها تعتقد بان مزيدا من الضغوط في المفاوضات تسفر عن مزيد من التنازلات الفلسطينية ، ان اصرار الجانب الرسمي الفلسطيني على ذات الموقف المعلن من المفاوضات هو الوصفة الصحيحة والقادرة على احداث تراجع اسرائيلي ، وحتى لو توقفت المفاوضات للابد ، اما هؤلاء الذين يقتاتون على تواصل المفاوضان ويبنون امجاد وهمية لهم كافراد ولا يجيدو شيئا سوى التنازل التدريجي فيجب ان لا يحكمو ويتحكمو بمصير ومستقبل شعبنا ويجروه مرة اخرى لعشرين عاما من مفاوضات عبثية تعطي اسرائيل الوقت والفرص والافلات من العزلة.

ثالثا: ايلاء جهد خاص متميز وبرؤية واضح للعمل في الوسط الاسرائيلي الشعبي والشبه رسمي والمؤسساتي ، ان التفريق بيت التطبيع المراد منه تكريس الاحتلال، والعلاقة مع اواسط اسرائيلية على قاعدة واضحة هي انهاء الاحتلال هو المدخل الحقيقي لهذا الجهد ، التغيير في الوسط الاسرائيلي مهمة نضالية لا غنى عنها ، ومقولة ان المجتمع الاسرائيلي يجنح لليمين ليست كافية لاعفائنا من هذا الجهد بل قد يكون هذا القول سببا يؤكد على اهمية هذا الدور ، ان التطبيع المرفوض وطنيا يجب ان لا يبقى حائلا دون علاقة جريئة ومنهجية مع مؤسسات وافراد اسرائيليين على قاعدة ازالك الاحتلال.

بهذه الرؤيا المتكاملة قد نشكل مدخلا لاستراتيجية نضالية فاعلة وقادرة على احداث تغيير ، واعتراف الفاتيكان بدولة فلسطين قد يعتبره البعض شيئ معنوي ليس بذي قيمة تذكر انطلاقا من عدد الدبابات والطائرات التي تمتلكها دولة الفاتيكان !!!!!!! ولكن هذه الدولة وان كانت لا تمتلك قطعة سلاح واحدفانها تمتلك قيمة اخلاقية ومعنوية وسياسية اهم من عدد قطع السلاح الاسرائيلي باكمله . ولنتذكر ان الفاشية والنازية قد هزمتا وبقي الفاتيكان منتصرا.