الثلاثاء: 19/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

اراء في اقتصاد البقاء...

نشر بتاريخ: 19/05/2015 ( آخر تحديث: 19/05/2015 الساعة: 15:21 )

الكاتب: م. طارق أبو الفيلات

الاقتصاد مدارس وأساليب وأسماء كثيرة ومفردات عديدة,واجتهادات وأطروحات
ومؤتمرات وندوات,فهذا اقتصاد حر وذاك اقتصاد موجه وهذا اقتصاد دولة وذاك اقتصاد مفتوح وأخر منغلق
ولكل شيخ طريقة وأسلوب لكن المفهوم ان كل مجتمع أو دولة أو كيان يختار لنفسه النوع الذي يحقق له أمنه وأمانه الاقتصادي وفق منظومة أهدافه ومصالحه العليا.

ما نوع الاقتصاد الفلسطيني الذي نريد؟ وأي اقتصاد وطني ننشد؟,في دستورنا نص ان اقتصادنا حر ، فهل نحن أحرار ليكون لنا اقتصاد حر,هل لدينا ما يمكن وصفه في الواقع الفلسطيني بالحر حتى ينال اقتصادنا هذا اللقب فيكون كل شيء عندنا تحت الاحتلال ونعلن ان اقتصادنا الوطني الفلسطيني حر فلا عجب إذا تسللت ضحكة صفراء من عارف بطبيعة أمورنا مطلع على مدى حريتنا إذا سمعنا نفاخر بحرية اقتصادنا فكن حرا أولا ثم فكر في الاقتصاد الحر.
أذا اقتصاد دولة نريد؟

كررها رئيسنا ابو مازن أكثر من مرة أننا دولة بلا دولة وسلطة بلا سلطة وقد قطع بهذا قول كل خطيب.
لكن لا بد لنا من نظام اقتصادي بغض النظر عن اسمه ووصفه لان الأمور لا تصلح ان تترك هكذا بلا ضبط أو ربط,وإلا فان البديل هي الفوضى وهذا والله ما سيؤخر ويعيق كل مشروع وطني أو حلم تحرري.
لكي نحدد ملامح اقتصادنا اقترح ان نتفق أولا على أولى أولوياتنا في هذه المرحلة وأنا أراها قبل كل شيء
أولوية لا نقاش فيها ألا وهي البقاء.

نعم ان نبقى على هذه الأرض نتبارك بالسجود على ترابها خمس مرات كل يوم,نسمع أصوات مآذنها وأجراس كنائسها صباح مساء,فالمشروع الوطني لن ينجح إلا بشقية: وطن ومواطن ,وطن أكد واتعب في بناءه ويحنو علي بعد الممات ترابه.
إذا اتفقنا ان البقاء هو هدفنا وانه هو الأولوية الأولى لدينا حتى لا يهاجر كل شبابنا ولا يصبح حلم التغريب هو الأحلى والأغلى فليكن لنا اقتصاد البقاء.
نستعرض أركاننا الاقتصادية بتجرد تام ونبحث كل قضايانا ونقرر ما الذي يخدم فكرتنا وهدفنا ألا وهو البقاء

كل ممارسة تسبب البطالة وتقلل فرص العمل تدعونا إلى الرحيل واللا بقاء هي مرفوضة في اقتصادنا لان اقتصادنا هو اقتصاد البقاء.
إذا كان دعم الصناعة ورعايتها وإذا لزم حمايتها يخدم فكرة البقاء فهذا من أبجديات اقتصادنا اقتصاد البقاء.
إذا كان تقنين الاستيراد وضبطه يخلق فرص عمل ويخنق البطالة فهذا من أبجديات اقتصادنا اقتصاد البقاء
إذا كان دعم المنتج الوطني ونشر ثقافة ان دعم المنتج الوطني واجب وليس تفضل يخدم فكرة البقاء فهذا من أولويات اقتصاد البقاء.
إذا كان تأخير الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية يخدم هدف البقاء فهذا من أولويات اقتصاد البقاء.
فليكن مقياسنا دائما وابدأ ان كل نشاط يهدف إلى خلق فرص عمل تعزز البقاء والصمود هو نشاط اقتصادي .

لا يهم ان خرجنا بمدرسة اقتصادية جديدة وفكرة لم يعرفها العالم من قبل وطرحنا نموذجنا الخاص لا حر ولا مر ولا اقتصاد دولة ولا اقتصاد موجه لا رأسمالي ولا اشتراكي انه اختراع فلسطيني يحقق هدفا فلسطينيا هو الأهم والأغلى والأسمى هو بقاء الفلسطيني فوق التراب الفلسطيني,ولنكن نحن رواد هذا النهج الاقتصادي فلا نقبل إلا ما يعزز صمودنا ويثبت جذورنا فنحن لا نعيش لكي نأكل ولكن نأكل لكي نعيش .
أمور كثيرة كنا روادها ولولانا ما سمع بها العالم ولا عرفت بها الدنيا ولنكن نحن رواد اقتصاد البقاء خدمة لأنفسنا وتعزيزا لصمودنا ومنعا لهجرتنا ودعما لمشروعنا الوطني ولا يضيرنا إذا تعلم العالم هذا الدرس منا.
عرفوا بأعيننا الحياة فليتهم ------------------ يروون كيف "يبقى" شعب كابر