مشاهِدٌ تستفزُّني

الكاتب: عطا الله شاهين

- يستفزُّني ذاك المشهَد حينما أُشاهِدُ شخصاً يقفُ بجانبِ سلّةِ المُهملاتِ ويقومُ برمي عُلبة الكوكا كولا بعد الانتهاء مِنْ شُربها على جانبِ الشّارع ، مع أنّه كان بإمكانه رميها في المكانِ المُعدّ لها ..
- يستفزُّني ذاك المشهَد حينما أُشاهِد فتىً يجلسُ في المقعدِ الأوّل بالحافلةِ وتراه امرأة عجوز فتُحدّق فيه وكأنّها تقول له : استحِ وأجلِسْني ، ولكنّه يبقى مُطأطأً برأسه باتجاهِ أرضيةِ الحافلة وكأنّه لا يرى تلك المرأة العجوز ..
- يستفزُّني ذاك المشهَد حينما أُشاهِدُ الرُّكابَ وهُم يصطّفون في طابورٍ مُنتظمٍ ، ويستعدون للصّعودِ إلى الحافلةِ بالتتابع ، ويأتي شخصٌ على حين غرة ولا يلتزم بالصّف ويُزاحمُ الواقفينَ لكيْ يصعدُ قبل الجميع ..
- يستفزُّني ذاك المشهَد حينما أُشاهِدُ أُناساً يفترشون أرصفةَ الشّوارع ِلبيعِ خضرواتهم الموسميّة ، ويأتي المسؤولون فجأة ، ويقومون بزجرِهم وإبعادهم عَنْ الأرصفةِ ، مع أنّه بإمكانِ المسؤولين أنْ يخصّصوا لهم مكاناً لبيعِ خُضارهم لكيْ يَعتَاشوا مِنْ تعبِهم الجليّ على وجوههم ، لا أن نقوم بزجرهم.
- يستفزُّني ذاك المشهَد حينما أُشاهِدُ فتيةً وهم يقومون بتكسيرِ أشجارٍ زُرعتْ للتو على أرصفةِ الشّوارعِ .. فحبّذا لو تقومُ وزارة التّربية بتخصيصِ حِصصٍ لتثقيف التلاميذِ عنْ أهميّةِ أنْ نرى وطننا أجمل بأشجاره ..
- يستفزُّني ذاك المشهَد حينما أُشاهِدُ رجلاً يهينُ زوجته أمام المارّة لا لشيء ، فقط لأنّها تريدُ شراءَ مستلزماتٍ ضروريّة للأطفالِ مع أنه بإمكانه مجادلتها بهدوء حينما يصلا إلى منزليهما..
- يستفزُّني ذاك المشهَد حينما أُشاهِدُ أُناساً يسيرون في وسطَ الشّارع المُخصّص للسيّاراتِ ، مع أنّ الأرصفةَ تكونُ فارغةً من النّاس ، وباستطاعتهم السّير عليها بكل أريحية .. فسيرهم المجنون في وسط الشّوارع والميادين يُعيقُ حركة السّير ويسبّبُ أزمةً مرورية ، بالإضافة إلى أنّ المشهدَ غير حضاري ..