نشر بتاريخ: 20/05/2015 ( آخر تحديث: 20/05/2015 الساعة: 14:40 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
قبل نحو ست سنوات شرع رئيس الوزراء السابق سلام فياض رفع شعار جهوزية الدولة ومؤسساتها ، وارفق رؤيته هذه بتقارير من البنك الدولي والاتحاد الاوروبي والرباعية اننا جاهزون لاقامة دولة ، وقال انه وخلال ثلاث سنوات فقط ستكون فلسطين قد انجزت جميع نواحي ومستلزمات الكيان المستقل ، علم ونشيد ووزرات ومطار وحدود وقوى امن واستقلال ذاتي ، حتى ان خرائط اقامة المطار كانت جاهزة ومثلها الميناء والخطوط الجوية ومهابط الهيلوكبتر . فقال البعض ان المطار في اريحا وقال اخرون في طيبة رام الله ، وكانت غزة ترمقنا بعين الاعجاب والتمني .
وفي فندق جراند بارك برام الله عرض خطته على قادة القوى والفصائل الذين أعربوا عن قلقهم من عدم التشاور معهم قبل رفع هذا الشعار امام الجماهير ، ووقف بعضهم وقال : ماذا لو جاء العام 2013 ولم تعلن الدولة ؟ وماذا سنقول للجماهير ؟
الجماهير تردد ، ثم تمنّعت ثم سخنت ثم قدحت شرارة من هنا وشرارات من هناك ، فولّعت ولعلعت واقتنعت بضرورة انجاز الدولة قبل العام 2013 ، وانخرط الاعلام بهذا الحلم الجميل ، ولكن عدد من الجهات السياسية التي ترعبنا دائما بتشاؤمها قالت انها تتحفظ على الامر برمته ، فقد اعلن الزعيم عرفات دولة على الورق منذ العام 1988 ولا داعي لان نخوض اللعبة مرة اخرى ونطلبم ن نفس الدول التي ايدتنا حينها ان تجدد اعترافها بنا ، ولكننا رحنا نجوب اصقاع الارض / مشارقها ومغاربها بحثا عن اعترافات ، وحققنا اكثر من 150 اعتراف دولي من اصل 192 دولة عدا اسرائيل . والنتيجة ، عدنا الى نفس النقطة التي انطلقنا منها .
حلم جميل ، ولذيذ . ولكن اسرائيل ومعها امريكا وكندا ناصبت العداء للمشروع الوطني الدولي واجهضته عند ولادته ، فطار الحلم وطار فياض وطارت الاموال وطار عقل المواطن وطار الحلم في دهاليز البيت الابيض .
وأجمل صفة في رئيس الوزراء الحالي د. رامي الحمد الله انه لا يحلم كثيرا ، وكذلك الرئيس اوباما كفّ عن الحلم وكأنه يعلن التوبة امام العالم ولن يتدخل مرة اخرى في القضية الفلسطينية ، واللافت للانتباه ان رئيس وزراء اسرائيل لا يملك اية احلام ايضا والاتحاد الاوروبي والرباعية ( شكلها مثلث ) والبنك الدولي وجامعة الدول العربية ( لا تجمع الا عند القسمة ) ، ومثله قادة الفصائل من اليمين واليسار ، والمواطن نفسه فقد الشهية للحلم ،
وفي الصالونات يتهامس قادة كبار في رام الله ان حلم الجنايات الدولية طريق طويل ، ويتركون الرئيس وحيدا يحمل هذا الحلم ، ويظلّ الرئيس لوحده يحلم بالدولة عن طريق الجنايات الدولية ، فاما ان يعلّمنا استراتيجية الحلم مرة اخرى ، او أننا نعلّمه تكتيك النسيان . مرة اخرى .