نشر بتاريخ: 22/05/2015 ( آخر تحديث: 22/05/2015 الساعة: 11:04 )
الكاتب: جهاد حرب
علا صوت صاحبي في مكتبه يردد أغنية "طالعلك يا عدوي طالع... من كل بيت وحارة وشارع... بسلاحي وايماني طالع... طالعلك يا عدوي طالع... حربنا حرب الشوارع ... طالعلك يا عدوي". قاطعت صاحبي وغنائه قائلا ما الامر الذي عاد بك لاغاني الثورة التي انتشرت في سنوات السبعينات والثمانينات ولا تسمعها إلا عبر صوت الثورة الفلسطينية، أي أغاني العصر الجميل على رأي الفنانين أو العصر الكلاسيكي للثورة الفلسطينية برأي المؤرخين. قال لي ألم تحضر برنامج "لقاء اليوم" مساء أمس على تلفزيون فلسطين الذي استضاف الاخ ابو رامي. قلت له "مين ابو رامي" مستغربا.
أجاب صاحبي مسرعا قبل ان أكمل جملتي؛اللواء جبريل رجوب رئيس اللجنة الاولمبية الفلسطينية، قلت له ما العلاقة بين اغاني الثورة القديمة والرياضة، وأضفت جل اهتمامات سعادة اللواء اليوم بالرياضة وكرة القدم في طليعتها. بدأ صاحبي يتحدث عن تطور الرياضة في البلاد، وهو موضوع لا أعرف فيه أو لا اتابعة بتفاصيله، والنهضة الحاصلة في كرة القدم كدوري المحترفين، واحتراف اللاعبين، والتأهل لبطولة آسيا، والملاعب المعشبة والمدارس الكروية التي فتحت في كثير من النوادي وغيرها كإجراء مباريات دولية في ملاعب مقامة على ارض فلسطين أي تم تجسيم الدولة رياضيا. قلت لصاحبي هذه انجازات رائعة وتُحسب لرئيس اتحاد كرة القدم اللواء جبريل رجوب، وهي تعبر عن ارادة الانجاز التي يتمتع بها شعبنا عندما يوضع على المحك. وعدت من جديد لسؤال صاحبي ما وجه العلاقة بين أغنيتك واللواء رجوب.
قال صاحبي ألم تسمع عن المعركة الدائرة الآن في أروقة الاتحاد العالمي لكرة القدم "الفيفا" حول مشروع القرار المقدم من اللواء رجوب بخصوص معاقبة اسرائيل وطرد اتحاد كرة القدم من الفيفا بسبب المضايقات التي تضعها سلطات الاحتلال على الرياضة الفلسطينية؛ من اعتقال لاعبين ومنعهم من السفر للالتحاق بالمباريات الدولية، وعدم السماح للفرق الرياضية بالتنقل بين الضفة الغربية وقطاع غزة ما يمنع وجود دوري واحد في دولة فلسطين، ناهيك مشاركة "لعب" فرق كرة القدم للمستوطنات في الدوري الاسرائيلي. وأضاف صاحبي يعني الاخ ابو رامي استثمر كرة القدم في مناهضة الاحتلال ومقارعته في ساحة غير متخيلة.
قلت لصاحبي هذه المعركة لا تقل اهمية عن معركة الاعتراف بالدولة في الامم المتحدة، والمعارك العسكرية التي خاضها الشعب الفلسطيني في لبنان وغزة. واستدركت قائلا لكن المعارك بنتائجها وليس في خوض معركة غير محسوبة التكاليف.
ضحك صاحبي، شعرت حينها انه سَخِرَ مني، هذه المعركة لها نتيجتان لصالح فلسطين، وان كانت تلعب في ملعب واحد "كونغرس الفيفا" ، الاولى سياسية وهي محاسبة اسرائيل على جريمة الاستيطان من خلال طرد اتحاد كرة القدم الاسرائيلي من الفيفا. والثانية مطلبية وهي تعهد اسرائيل أمام مؤتمر الفيفا القادم بعدم التأثير على كرة القدم الفلسطينية سواء في تنقل اللاعبين أو منع انشاء المرافق الرياضية وتدمير ها وذلك من خلال تقديم ضمانات بما فيها ادوات رقابة صارمة تنشئها اللجنة التنفيذية. ان تحقق الامران معا انتصارٌ للفلسطينيين، وان تحقق الامر الثاني فهو انجازٌ لكرة القدم الفلسطينية في طريق مراكمة الانجازات في حرب التحرير.
هنا أَدركتُ معنى ربط صاحبي بين أغنية من الزمن الكلاسيكي للثورة ومعركة الرياضة التي يخوضها اللواء جبريل رجوب في الطريق الى قاعدة مؤتمر "الكونغرس" الفيفا، قلت في نفسي هذه التجربة يمكن تعميمها وخوض معارك في كافة الاتحادات الدولية في مواجهة الغطرسة الاسرائيلية والتمييز العنصري الذي يمارسه في شتى مجالات حياتنا، وهي "معركة الرياضة" تستحق الدعم والتشجيع والمشاركة بشكل واسع من قطاعات المجتمع المختلفة بهدف تحقيق المطالب الفلسطينية في هذا المجال. وننتظر معركة آخرى في مجال آخر بنفس الاصرار والعزيمة والإرادة تجسيما لشعار "طالعلك يا عدوي طالع... من كل بيت وحارة وشارع... بسلاحي وايماني طالع... طالعلك يا عدوي طالع... حربنا حرب الشوارع ... طالعلك يا عدوي".