السبت: 21/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

عودة مشتاق

نشر بتاريخ: 23/05/2015 ( آخر تحديث: 23/05/2015 الساعة: 17:13 )

الكاتب: فاطمة البشر

لم يدر أيقبلها أم يحضنها؛ فالشوق فاض عن جسده، ومن دموع الاشتياق ابيضّت عيناه، من أين يعانقها، أين يقبلها، هل يهمس لها أم يصرخ!

على مرأى الجميع عانقها، ولثم وجهاً اعبرّ من طول الانتظار، لمس ملامحَ شحبت يأساً من أن يأتي ملوحاً لها فعانقته لأنه خذلها، اعترف لها أمام الرائح والغادي بحبه اللامتناهي وعشقه الأزليّ.

هي أمه قبل أن يُخلق، وحبيبته مذ دغدغت أطياف الحب روحه، وستبقى حبيبته إلى أن تحتويه بثراها، وقد يبقى حبها يبعث به شيئاً من الحياة حينما تذوب رفاته في طهر جسدها.

قابل نساء الأرض واحدة تلو الأخرى، قبّلهنّ قبلة وربما أكثر، لكن ما تجذرت فيه واحدة منهنّ كما تجذرت هي، ولم يُنْسِه جمال أي واحدة منهنّ روحها النقية وعبق جسدها المتأصل في عمق تاريخه.

كيف ينساها وهي تحفر اسمها في قلبه دون أن يشعر، تنساب في جسده برفق كما غدير يرسم مساراً أبدياً لا يمكن محو آثاره.

بريق جدائلها الذهبية شمس تقول للشمس عودي أدراجك، وصوت الله منها يرتفع أعلى ليمتزج غبار طلع الأمل بإرادة الحالمين، أجراس روحها صوت يسوع ينثر ورود الحب والسكينة في قلوب العاشقين، حروف اسمها لحن أغنية كفاحٍ امتزجت بالدم الملتهب شوقاً للنزف لها، حباً أن يبقى جسدها وروحها كما عهدهما في صغره!

عاد إليها بشوق جمع شوق كل العاشقين كله وأكثر، يرى عشقه عادياً رغم أنه جمع عشق العاشقين كله وأكثر! عاد إليها يصرخ في الأنحاء، يشيع بين القاصي والداني: "عدتُ ولن أرحل، ومن سوى فلسطين أعشق!".