الكاتب: فارس الصرفندي
لم تكن اكثر من ثلاث كلمات صاغها احد قادة الجهاد الاسلامي في قطاع غزة ولا ادري ان كان من قادة الصف الاول ام لا حتى ضجت وسائل الاعلام الفلسطينية والعربية بالتحليل والتاويل وسبر الاغوار وتحميل الكلمات الثلاث ما لا تحتمل ...القيادي في حركة الجهاد الاسلامي كتب على حسابه على تويتر (فش شي ببلاش ) بعد دقائق خرجت علينا المواقع الالكترونية تحمل النبأ اليقين ...العلاقة بين ايران والجهاد الاسلامي توترت وامين الحركة العام رمضان عبد الله شلح غادر طهران على عجل والجمهورية الاسلامية اوقفت الدعم المالي للحركة والحركة تعاني من ازمة انعكست على مؤسساتها الاعلامية والاجتماعية ...ورغم ان احدا من الجهاد الاسلامي لم ينبس ببنت شفه وبعضهم ابتسم ضاحكا من قول الاعلام الا ان التكهنات استمرت ليصل الامر الى درجة التكهن بان حركة الجهاد الاسلامي بدات تبحث عن حضن دافىء جديد غير حضن ايران كما فعلت حماس حين تدثرت بحضن قطر ...المضحك هو في بعض ابناء حركة حماس الذين بداو بالتشفي بحركة الجهاد الاسلامي وكانهم يقولون لها ((ما قولنالكم تعالوا معنا على قطر ما قبلتو)) ...
لقد قرات خلال الاسبوع الاخير العشرات من المقالات والتحليلات والاخبار والتكهنات ولم اجد منها ما بني على معلومة صحيحه ...ولم تخرج علينا وسيلة اعلام عربية واحدة لتبث علينا الخبر من قلب الحدث ...لا اريد ان ابدو وكاني اعلم الخبر وما قبله وما بعده ولكني ساعود الى تصريحات بعض السياسيين في حماس والجهاد الذين اكدوا ان ايران كانت تقدم الدعم غير المشروط للمقاومة الفلسطينية سواء للجهاد او حماس ...وبان ايران لم تقطع التمويل يوما عن حماس حتى حين خالفتها الراي في اتفاق مكه في العام 2007 ...ولا اعتقد بان ايران اليوم ستذهب الى قطع العلاقة مع حركة الجهاد لان الحركة كما جاء في بعض المواقع رفضت ان تصدر بيانا تؤيد الحوثييين ...الذين كتبوا واسهبوا في التاويل اعتمدوا على ازمة ماليه تصيب كما قالوا قناة فلسطين اليوم التابعه للجهاد الاسلامي والتي مقرها بيروت ... والحقيقه ان الازمة المالية تصيب كافة وسائل الاعلام في العالم العربي وساكون اكثر وضوحا بان الجمهورية الاسلامية كانت تدرس منذ فترة جدوى القنوات الكثيرة التي تتبع لاتحاد القنوات الاسلامية والذي مقره طهران والذي يضم قناة فلسطين اليوم ...
فلا يمكن تحميل ازمة مالية (لا ادري مدى صدقها ) في قناة تلفزيونية اكثر مما تحتمل ..لكن لان هؤلاء الذين يكتبون لا يعلمون فهم يتخيلون ...ولان الخيال خصب عند العرب وصل الامر الى ما وصل اليه ...لا يمكن ان نخفي الجسد خلف الاصبع ...فالجمهورية الاسلامية اليوم تقدم دعما غير مشروط وغير محدود لعدد من التيارات في عدد من الدول ولا تخفي ذلك وهي تتهيأ لعدو يجثم على بعد اميال منها ...كل ذلك سيؤثر دون شك على الموازنات والاقتصاد الايراني وحجم الدعم المقدم ...لكن فكرة الطلاق بين حركة الجهاد وايران غير صحيحه وفكرة الحلف القائم اقوى بكثير من ان ينهار بالشكل السخيف الذي تصوره البعض ...الاختلاف بالراي في بعض المراحل كان موجودا وحتى بين حزب الله وايران وبعض قادة حزب الله يعترفون بذلك لكن هذا لم يصل الى حد الصراع والقطيعه ...والامر لا يختلف في العلاقة بين طهران والجهاد الاسلامي .