نشر بتاريخ: 28/05/2015 ( آخر تحديث: 28/05/2015 الساعة: 12:31 )
الكاتب: محمد العويوي
قيل "بدك تحفظ أرضك سجلها بالطابو وخوذ كوشانها" ويُقال: "تسجيل ملكية الأراضي في الدوائر المختصة واجب وطني على كل مواطن وفيه مصلحة اقتصادية للفرد و المجتمع".
لكن حال الواقع يقول: "إن ما نسبته 70% تقريباً من أراضي الضفة الغربية غير مسجلة في سجلات سلطة الاراضي الفلسطينية". وهذا يدلل على وجود العديد من المعوقات التي تقف حائلاً بين قيام المواطنين بتسجيل اراضيهم، وربما اللامبالاة هي السبب الرئيسي وراء ارتفاع نسبة عدم تسجيل الاراضي.
توجهت قبل شهرين الى مكتب سلطة الاراضي في الخليل لتسجيل ملكية قطعة الارض التي امتلكها وأحصل على الطابو، 10 مرات راجعت الدائرة، وفي كل مرة يطلب مني مدير او موظف الدائرة اكمال معاملة الملف.
في المرة الاولى كنت امتلك ورقتين، الوكالة الدورية وخريطة لموقع الارض، وحينما أخبرت الموظفة بأنني اريد تسجيل الارض، كان جوابها: "لا يمكن ان نسجل الارض الا بحضور الشخص الموجودة باسمه الأرض ..".
جهلي بعملية التسجيل دفعني لأصدق كلام الموظفة، وأخبرتها بأن الشخص المكتوب باسمه الارض غير موجود في فلسطين، وأصرت على موقفها، وفي الطريق الى العمل قابلت أحد الاصدقاء، فأخبرته بقصتي، فقال لي الوكيل الدوري هو الشخص المخول بالمثول أمام موظفي دائرة تسجيل الاراضي.
في اليوم التالي عدت أدراجي الى دائرة سجل الاراضي، وقابلت ذات الموظفة، فأخبرتها بأنني قد اشتريت الارض بالوكالة، والوكيل الدوري موجود ومستعد للحضور، ولكن قبل ان أحضره، ماذا افعل وما هي الاجراءات الواجب علي عملها والخطوات التي يجب ان اتبعها.
لكن الموظفة وبعد أن اطلعت على السجلات لديها، عادت لتخبرني، بان الوكالة التي احملها لا تنفع، وعلي احضار ممثل المؤسسة التي اشتريت منها قطعة الارض.
تركت الدائرة، وانا اتمتم... وذهبت الى ممثل المؤسسة التي اشتريت منها الارض، فقال لي، الوكيل الدوري هو المسؤول عن عملية التنازل وليس نحن، وعليك مراجعة مدير الدائرة يوم غد وهو الذي "سيسلك" لك المعاملة.
في المرة الثالثة من زيارتي لدائرة الاراضي، وقبل الحديث عن المرة الثالثة، لماذا لا تحول الحكومة الدوائر الى مثلثات او مربعات، فالدائرة لا يوجد فيها زوايا، لكن المثلت والمربع فيهما زوايا، ويمكن ان من خلال هذه الزوايا ان تنهي معاملتك وبسرعة، لكن في الدائرة، لا تنفط عن الدوران والدوران و... .
بالعودة الى المرة الثالثة، دخلت الى مكتب المدير، وجلست على أحد الكراسي، مضت نصف ساعة منذ أن جلست، وظننت بأن المدير قد وضعني ضمن عشرات الملفات المتناثرة هنا وهناك في مكتبه، حالة من الفوضى، كان يدخل مكتب المدير اشخاص ذكور وإناث، ويقوم بمساعدتهم، بينما أنا بقيت على حالي، وبعد أن اصابني الملل، قلت للمدير وبصوت مرتفع: انا لست أحد هذه الملفات المبعثرة، اريدك ان تساعدني، ولم انتظر حتى يسألني أو يرد علي، مددت له الورقتين، وقلت اريد تسجيل هذه الارض باسمي.
تفحص هذا المدير مشكوراً، ملف الارض في سجلاته، وطلب مني ان احضر الوكيل، فقلت له، اكتب لي على ورقة ما هي الاجراءات التي يجب علي اتباعها، فأخرج ورقة صغيرة وكتب عليها: براءة ذمة من ضريبة الاملاك، براءة ذمة من البلدية، حلف يمين للبائع من المحكمة، حملت ورقة الاجراءات وطرت الى المحكمة، وبعد ساعتين من متابعة الاجراءات في المحكمة حصلنا على حلف يمين من المحكمة باسم الوكيل على أنه لم يقم بالتصرف بقطعة الارض ويتحمل مسؤولية اي خطأ، والغريب في الأمر، أن ورقة حلف اليمين مذيلة بجملة: (علماً بأن المحكمة غير مسؤولة عن صحة محتوياته).
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا كما سيطرح نفسه مرة أخرى بعد قليل في بلدية الخليل: ما اهمية حلف اليمين في المحكمة، طالما أن المحكمة غير مسؤولة عن صحة محتوياته!
ثم توجهت لدائرة ضريبة الاملاك، واتمنى بان اتوجه اليها مرة أخرى وقد سميت "مثلث أو مربع" ضريبة الاملاك، وبعد يومين حصلت على براءة الذمة بعد ان قمت بالدفع في البنك، وعلى ذكر البنك، دفعت مبلغ 30 شيكل مقابل الحصول على براءة الذمة داخل مقر ضريبة الاملاك، وقمت بدفع مبلغ وقدره في البنك، لماذا كل هذا العناء في الذهاب للبنك للدفع، طالما انه يمكن الدفع في نفس المكان، وهنا وجب على وزارة المالية وضريبة الاملاك مراجعة هذه الخطوة للتخفيف على المواطنين.
حصلت على براءة الذمة من ضريبة الاملاك، وتوجهت لبلدية الخليل، للحصول على براءة الذمة، وفي البلدية حدث ولا حرج، وبعد اسبوع وبمساعدة من رئيس البلدية الدكتور داود الزعتري و نائب الرئيس جودي ابو اسنينة، حصلت على براءة الذمة والحمد لله.
ويبقى السؤال المطروح في بلدية الخليل، ما اهمية الحصول على براءة ذمة من البلدية، طالما تقول البلدية في كتابها الموجه لمدير تسجيل الاراضي في الخليل:" ولا تتحمل البلدية أدنى مسؤولية عن الملكية في هذه المعاملة".
في المرة الرابعة، تتابعون معي:" حملت براءات الذمة وتوجهت لتسجيل الاراضي، وتفاجئت من طلب المدير باحضار شهادة مختار، وفي المرة التاسعة طلب اعلان بالجريدة، وفي العاشرة التحكير وفي ... ولا زلت مصراً على تسجيل الارض باسمي.