الخميس: 26/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاحتفالات الوطنيه واحترام الحضور

نشر بتاريخ: 28/05/2015 ( آخر تحديث: 28/05/2015 الساعة: 14:59 )

الكاتب: عباس الجمعة

نحن نقف امام الاحتفالات الوطنية الفلسطينية والعربية بشكل عام ، لان الاحتفال بأي مناسبة وطنية عظيمة والحضور تلبية للدعوة هدفها هو تقدير لهذا الحزب او الفصيل لدوره النضالي ، ويجب على المستقبل ان يرحب بالضيوف الحاضرة دون تمييز ، لان من يحضر هو يمثل حزب او فصيل او هيئة ، لم يأتي كمجرد تغيير في رقم، فهو بالنسبة لمن يحترمون الوقت، محطة وطنيه، ومن خلالها يتم استخلاص الدروس، وتجنب الوقوع في اخطاء ما كان ينبغي الوقوع فيها.

في الواقع، فإن الاحتفالات الفلسطينية واللبنانية والعربيه ، بمعطياتها وتفاصيلها وبالفاعلين فيها، لا تعرف شيئاً اسمه المراجعة، ولا تعترف بالنقد الذاتي، وهو بكل تأكيد يشكل مساسا بالقائمين عليه، بدأ العام بتنافر شديد، لذلك فأن الدعوة لاي حزب او فصيل او قوى يجب ان تلقي الاحترام وليس التجاهل والتهميش من قبل المستقبلين ، والتي تزيد الشعور بالاحباط من ادائهم.

ان الصفحة المشرقة لاي احتفال بمناسبة وطنية او عامة هو يكون بالاستقبال وعلى المستقبلين ان يكونوا يعرفوا الحضور ، بدلا من تبديد الجهد في تعداد مظاهر لا تستقيم مع المناسبة ، اقول ذلك من موقع الحريص على العلاقات الوطنيه .
ومن هنا ارى ضرورة ان يكون عمل الإنسان كاملاً، لذلك هو بحاجة دائمة إلى تصحيح، والتصحيح أنواع أحدها النقد، ومن بين أنواع النقد أجد في "النقد البنّاء" مساهمة كبيرة في هذا السبيل. وفي أبسط صور هذا النقد أن نرى ان على الحزب او الفصيل في اي مناسبة وطنيه الوقوف امام الاخطاء، وان يقيم المناسبة ليس فقط بحضور الجماهير ، بقدر اين اخطأ بأستقبال الضيوف ، لذلك أوجّه هذه الرسالة من موقع تقديري لجميع الفصائل والقوى والاحزاب لمعالجة أخطاء تقع هنا وهناك ، والخطأ إن لم يُعترف به سيبقى خطأ، لان هناك من يحضرون المناسبة هم قادة ومناضلين قضوا جل أعمارهم في العمل النضالي ، وغالبيتهم قد كبروا في العمر حاملين على أجسادهم أثر المعارك التي خاضوها، وهؤلاء هم مقاومون لهم تجربة وبطولات، فهم لا يحبون تسليط الأضواء عليهم.
ولعل الناس تتفاجأ من هذا المشهد ، تسأل لماذا هذه التفرقة والتهميش لهذا القائد او ذاك او هذا الحزب او التنظيم او ذاك ، من يتحمل المسؤولية، والذي يحصل ليس بجديد بل اصبح مشهداً .

ان تجاهل البعض من ضمنها التمييز بين العديد من الشخصيات، تتطلب وقفة نقدية تكمن برسم الحقيقة، لأن المنطلقات النقدية واحدة من حيث المبادئ الأساسية خاصة في جوانبها الاخلاقية التي يجب أن تحكم ما هو سياسي إذا أردنا المصداقية في التوجهات والمنطلقات الوطنية .
ومن هذا الواقع نقول لاصحاب الامتيازات ، ان القضية أعمق من التشخيص والقول بأننا نعيش في ازمة،او ان الواقع والظروف الموضوعية مجافية،بل ان المراجعات لا تطال الجوهر، وعلى الأغلب تجري مراجعات شكلية ،ولا يتم الوقوف بجرأة امام الأخطاء والإخفاقات، فكل االاحزاب والفصائل وبدون إستثناء تجد نفسها امام أزمات في احتفالاتها ان من جهة الاستقبال تتجذر وتتعمق،وتصبح شاملة، ،أبعد ما تكون محل العلاقات والأصول الحزبية.
انا لا اعرف كيف يجري كل هذا دون وقفة جريئة ،حتى اللحظة الراهنة،الفصائل والقوى والاحزاب تريد ان تحدث نقلة نوعية في اوضاعها، حيث لم تستطع ان تتقدم خطوة واحدة على هذا الصعيد، وتتحدث عن صحة نهجها وخيارها وبرنامجها واستراتيجيتها،وبانها تعيش حالة تقدم ونهوض.

ومن هنا أرى بان تكون المناسبات الوطنيه،هي محطة لتقيم اين اصبنا واين اخطأنا وهذا يتطلب الجرأة فيها،حتى تستفيد من التجارب للمرات القادمة و مع كل التقدير للجهود الكبيرة التي تبذل على صعيد هذا الفعل حتى نرتقي الى مستوى تغليب المصالح الوطنيه فوق المصالح الخاصة والفئوية،نريد ان لا يكون هناك تميز على مستوى الاستقبال ،لاننا كلنا يقدر حضور المناسبة الوطنيه بغض النظر عن الجهة الداعية لأن العمل الوطني الثوري خلق هوية وطنية وقومية مشتركة ما كانت لتوجد لولا الفعل الثوري.

ختاما لا بد من القول : يجب أن نؤسس لمرحلة جديدة حتى نتمكن من مواجهة المخاطر التي نتعرض لها ، وان نقف امام ما تقدمه قوى المقاومة من التضحيات ، وان نقدر مناسباتنا الوطنيه والقومية بثقافة فكرية قادرة على مواجهة الاخطاء ، وهذا الوضع يجب معالجته من خلال عدم الوقوع في اخطاء سلبيه تؤثر على العلاقات الوطنية.