نشر بتاريخ: 31/05/2015 ( آخر تحديث: 31/05/2015 الساعة: 13:00 )
الكاتب: خالد معالي
ما أن انقشع غبار معركة تعليق عضوية "اسرائيل" في الفيفا؛ حتى راح "نتنياهو" يهنئ نفسة وجمهوره بفشل خطوة السلطة الفلسطينية بطرده من الفيفا؛ ودقت طبول الأفراح والليالي الملاح؛ في دولة الاحتلال، وتشفا فينا "نتنياهو" وزمرته من المتطرفين أمثال "بينت" وغيره؛ وهو ما شكل خيبة أمل في صفوف الفلسطينيين والمؤيدين لهم.
أوساط في حكومة الاحتلال اعتبرت مطالب طرد اتحاد الكرة "الإسرائيلي" من الاتحاد الدولي "فيفا" والاتحاد الأوروبي "ويفا" تهديد استراتيجي، وتعاملت معه بأقصى درجات الجدية، وأعدت حملات سياسية ودبلوماسية وإعلامية لمواجهة ذلك، وهو ما يعكس أن هذه الحملات لها أثر هام في تنبيه الدول إلى خطورة انتهاكاتها لحقوق الإنسان واقترافها لجرائم حرب، وهو ما يعني ضرورة مواصلتها بجدية وتخطيط محكم وأكبر.
طلب الرجوب جاء بعد انتهاكات الاحتلال المتزايدة للقواعد القانونية المنظمة لعمل الفيفا وأخلاقيات كرة القدم وقواعد التعامل، خصوصاً في الحرب "الإسرائيلية" على غزة الصيف الماضي، من قتل وتدمير، وما يواصله الاحتلال من حد لحرية حركة الرياضيين الفلسطينيين على المعابر والحواجز.
علل رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب في بيان له نشرته بعض وسائل الاعلام؛ سبب سحب الطلب الذي تقدم به للجمعية العمومية للاتحاد الدولي "فيفا" لطرد "إسرائيل" من الاتحاد، بسبب انتهاكاتها التي تمارسها بحق الرياضة الفلسطينية، بالقول : أما بخصوص سحب الطلب الفلسطيني الداعي لطرد "اسرائيل" من عضوية الفيفا، فاني أؤكد هنا أن هذا القرار قد تم بالتنسيق مع غالبيه الاتحادات العربية والاتحادات الداعمة؛ والذين أيدوا ذلك بقوه تحسبا لأي ردات فعل سلبية من قبل دولة الاحتلال واعتبار ما تم تحقيقه في هذا الصدد هو انجاز يجب البناء عليه.
في ردود الأفعال على خطوة الرجوب؛ حملت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين السلطة الفلسطينية مسؤولية سحب طلب تعليق عضوية "إسرائيل" في الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، واصفةً ما جرى بأنه ضرب للجهود الرامية لفضح الاحتلال وجرائمه وعزله من المؤسسات الدولية المختلفة.
واعتبر المرصد الحقوقي أن سحب الطلب يعني إتاحة الفرصة لاستمرار سياسة الإفلات من العقاب، خصوصاً أن هذا السحب سبقه ما جرى في مجلس حقوق الإنسان سنة ٢٠٠٩ بعد صدور تقرير "غولدستون" حول انتهاكات الحرب على غزة، وتعطيل مشروع قرار سابق كانت تقدمت به دولة قطر في مجلس الأمن سنة ٢٠٠٨ لإنهاء حصار غزة.
الكل يعلم أن ضغوطا مورست وستبقى تمارس؛ ولكن كان يجب أن لا يتم الاستسلام لها؛ حيث قال الرجوب والذي قام بسحب الطلب إنه "استلم تهديدات يومية من "إسرائيل"بسبب طلب تعليق عضوية إسرائيل بالفيفا".
كل خطوة تربك او تلاحق الاحتلال وتعريه في المحافل الدولية مطلوبة؛ بحيث أن ذلك يمهد إلى إنهاء الاحتلال "الإسرائيلي" للأراضي الفلسطينية، ووقف دوامة العنف المستمرة منذ عقود، وان طال زمانها.
الثمن الذي جناه الرجوب من خطوة الانسحاب لا يرقى لمستوى تجميد او تعليق عضوية دولة الاحتلال لو أنها توبعت وتمت بنجاح؛ وحجم الضغوط على الرجوب وعلى كل خطوة فلسطينية في المحافل الدولية هي أمر متوقع؛ وعادي جدا أن تكون كبيرة من قبل الاحتلال؛ ولذلك كان يجب أن يكون عند الرجوب خطة للتغلب عليها وهو للأسف ما لم يحصل؛ واكتفى بانجازات لحظية لا ترقى لمستوى الحدث وقوته.
في كل الأحوال ما حصل هو مجرد جولة من بين جولات مقبلة؛ ولا بد من اخذ العبر؛ ولا بد من التجهيز المسبق والجيد للجولات القادمة؛ فخسارة جولة لا تعني خسارة المعركة؛ والاحتلال فرحته مؤقته كونه دخيل وطارئ لا بد له من الرحيل؛ طال الزمن أم قصر.