نشر بتاريخ: 01/06/2015 ( آخر تحديث: 01/06/2015 الساعة: 10:35 )
الكاتب: إبراهيم المدهون
آن الأوان للتفكير جديا لإنهاء فوضى السلاح في قطاع غزة، ودمج الفصائل الفلسطينية المسلحة بجيش مقاوم واحد، يحمل راية فلسطين ويضم جميع أبنائها عبر قيادة مركزية وطنية، تقاتل وتحارب بأمر ووفق مصلحة الشعب الفلسطيني، ولا تسمح للعبث والفوضى والارتجالية والمزاجية والنكاية أن تكون حاضرة في معادلة الصراع المسلح مع الاحتلال.
فهناك عشرات التشكيلات المسلحة وبأسماء مختلفة وأيدولوجيات متناقضة وكل فصيل أضحى يعد عشرة وعشرون مسلحا دون تنظيم ولا ناظم ولا مسؤولية، وإن استثنيا الفصائل المركزية فإننا أمام غابة من البنادق غير الموجهة والتي تحتاج لدراسة وتقييم ورؤية لاستثمارها بمشروع تحرير رابح. ولا أحد ينكر أن التباعد الأيديولوجي يعرضها للتحول من صراع العدو المركزي للصراع مع بعضها البعض، وإن نجونا اليوم من هذا الاشتباك فلا ندري في المستقبل أين تصل الأمور، كما أن هذه التشكيلات وسهولة تكوينها وتسليحها يمنح مساحة خطرة يمكن استغلالها من هذا الطرف أو ذاك.
إن القضية الفلسطينية مرت بمراحل عديدة ولكل مرحلة متطلباتها وخصائصها والتزاماتها، وما كان واجبا في مرحلة ما يحرم في أخرى، وعلاقتنا اليوم مع العدو تمتاز بالحروب المفتوحة الشاملة، والتي تحتاج لإعداد متواصل ومتكامل ومن جوانب مختلفة، وفق مدة زمنية كبيرة وبإمكانات كبيرة توائم حجم العدوان وطبيعة الصراع والمواجهة، وهذا يعني ان هذه الفصائل المتعددة لا يكون لها دور في اي مواجهة مع الاحتلال وسيكون أثرها ضعيف في مواجهات كبرى، كما أن قرار الحرب والسلم اضحى أكثر تعقيدا من أن تبادر إليه مجموعة هنا أو هناك، ومع كل مواجهة يوجد استحقاق واستثمار لا يتأتى البناء عليه إن كنا بهذه الحالة.
كما أن الثورات لم تنتصر إلا حينما تحتم عليها بمرحلة ما توحيد عملها العسكري، وصهره بجيش موحد ذو مرجعية مركزية وعقيدة قتالية صلبة، وخطة شاملة ومتكاملة، كان ذلك في الجزائر وفيتنام. حتى الحركة الصهيونية لم تنجح في إقامة مشروعها الاستعماري على أرض فلسطين إلا بعد قرار بن غوريون التاريخي بإنشاء جيش الدفاع الإسرائيلي، وإخضاع الفصائل الصهيونية المسلحة بالقوة لهذا القرار.
أدرك مدى ارتباط مصالح الكثير بهذه الحالات المتناثرة، وأعرف انهم سيدافعون عن استمرارها، وسيقللون من فكرة الجيش الوطني الفلسطيني، ولكن للأمانة نحتاج لوقفة جدية ودراسة الحالة وإنضاجها وتقديم رؤى لها واتخاذ قرارات وطنية فيها، وأعتقد أننا كفلسطينيين وبعد العصف المأكول مؤهلون اليوم عسكريا لمثل هذه الخطوة الجريئة والكبيرة، وحينها يمكن استثمار قدراتنا النضالية استثمارا أمثلا سياسيا وعسكريا، وسيضطر العالم للتعامل باحترام وتقدير مع نضال ومطالب شعبنا.