الأربعاء: 13/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

بعد انتهاء قمة السبعة في ميونخ ، الدفاع الهجومي العربي هو الطريق

نشر بتاريخ: 09/06/2015 ( آخر تحديث: 09/06/2015 الساعة: 17:15 )

بقلم : بسام ابو شريف



بعد اعتراف اوباما الصريح بأن الولايات المتحدة لا تملك استراتيجية كاملة لدحر داعش ويجب علينا ان نذكر البعض بما قلناه باستمرار حول المخطط الاميركي الصهيوني لتحويل المنطقة المحيطة باسرائيل الى منطقة صراعات طائفية دموية تنهي الرابط القومي الذي طالما شد ( ومازال ) يشد الجماهير العربية نحو اهداف الحرية والوحدة .

والامر يتضح حتى الانصار الخضوع للولايات المتحدة يوما بعد يوم .

فقد اعترف اوباما خلال قمة ميونخ " بأن من الصعب الحاق الهزيمة بداعش اذا استمر تدفق المسلحين والمقاتلين من تركيا الى سوريا والعراق " وهذا يشير الى دور تركيا الخطير .

ويضيف اوباما بعد لقاء العبادي بأن الولايات المتحدة ستزيد من مساعدتها لتدريب الجيش العراقي – وكان المشكلة هي في الجيش العراقي .

لقد دمرت الولايات المتحدة عسكريا وسياسياً الجيش العراقي عندما غزت العراق ، وأنشأت جيشاً ليقوم بمهمات امن داخلي وليس الدفاع عن الوطن ، وهذا هو سبب ضعف الجيش وتفككه .

وقامت بتوقيع اتفاق مع تركيا ( عضو الناتو ) بتدريب آلاف ممن اطلقوا عليهم لقب " المعارضة السورية المعتدلة ) ولتسليح هؤلاء وارسالهم الى سوريا ( ومنها حيث ينشاء داعش .

الولايات المتحدة تعيش حالة من الارباك واللاوزون في رسم سياستها واستراتيجيتها ، فهي التي اسست بالتعاون مع اسرائيل والسعودية ودول خليجية داعش التي هي شجرة نبتت من جذع القاعدة وتشابكت اعضائها لخلاف حول الزعامة والصراع بين الظواهري والبغدادي وغيرهم ، اربك الراعيين امريكا واسرائيل والممول السعودي فالصراع على الزعامة خلق صراعات تحاول قيادة القاعدة لملمتها او حسمها من خلال القذف بعشرات الالاف من المرتزقة الذين سيشكلون ضحايا خلافات الموظفين على رأس القاعدة من قبل المخابرات الاميركية والاسرائيلية والسعودية .

وتتكفل تركيا في هذه العملية بتمويل الارهاب الداعشي عبر شراء النفط بسعر زهيد جداً ( 20 $ ) للبرميل وتبيعه بسعر السوق لزبائن عبر الساحل التركي ( 50 – 60 $ ) وتجني هي الفارق وتغسل اموال داعش عبر بنوك اوروبية واميركية ( بنوك الناتو ) .

واذا كان كلام اوباما واضحا كما هو أي ان اميركا لا تملك استراتيجية لدحر داعش واذا كانت واشنطن قد وقعت اتفاقاً مع تركيا لارسال الارهابيين لسوريا والعراق بعد تدريبهم وتسليحهم واذا كانت واشنطن تثير فضائح فيفا المزعومة وتصمت على غسيل تركيا لاموال النفط الداعشي ( مليارات ) فاننا نرى ان واشنطن تتبع استراتيجية واضحة ، هي تلك التي خطط لها الصهاينة الاسرائيليين والصهاينة الاميركيين أي استمرار الصراع الدموي لتدمير المنطقة .

ومن الطبيعي ان نرى ترابط هذا مع ما يجري في ليبيا من هجوم داعشي بدعم تركي للسيطرة على الهلال النفطي الليبي ، ومع ما يجري في اليمن لمنع القوى اليمنية الوطنية من السيطرة على نفط اليمن وما تخزنه حضرموت من كميات نفطية هائلة .

هي حرب امريكا واسرائيل والسعودية لكن حربنا نحن هي الحرب الدفاعية في وجه هذا الارهاب الدموي والتدمير المنهجي لبلادنا وامتنا ولن نهزم ، بل سنقلب الدفاع الى دفاع هجومي وستنتصر الامة رغم كل المؤامرات وسيشهد المتأمرون اياما صعبة داخل بلدانهم .