الأحد: 08/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

هدف امريكا اسقاط النظام في سوريا ..

نشر بتاريخ: 14/06/2015 ( آخر تحديث: 14/06/2015 الساعة: 16:12 )

الكاتب: بسام أبو شريف

استقال وزير الدفاع الأميركي ، وعين مكانه وزير دفاع أخر .. لكن ديمبسي بقي ديمبسي رئيس أركان الجيش الأميركي .

نبدأ بما يقوله العسكر لأنهم يلخصون الموقف السياسي بكلمات قصيرة تشبه طلقات مسدس هذا الجنرال او ذالك .

في العراق قال ديمبسي أمس : ندعم العراق ضد داعش لكن لدينا أولوياتنا في محاربة الإرهاب .

وكان قد صرح قبل يومين بأنه سينهي العمل ضد داعش ويركز على إسقاط النظام في سوريا .

وكان مسئولون امريكيون أطلقوا أكثر من تصريح مقتضب حول إرهاب النظام في سوريا

توجه اوباما بقوله لقد دمر الاسد بلده ليحافظ على مركزه .

فيما قال الأمير سعود الفيصل أثناء لقائه مع كيري .. لابد من دعم جدي للمعارضة لإسقاط الأسد .

ودبت الجرأة مرة اخرى في موظفي الولايات المتحدة والسعودية الذين يشكلون الائتلاف المعارض والمتمركز في فنادق أوروبا فأعلن بعد هذه السلسلة من التصريحات انه " لا حل الا بذهاب الاسد " .

وكأنهم يحاولون إرجاع عقارب الساعة للوراء .

هذه الفورة الجديدة من الهجوم الكلامي لم تأتي من فراغ . بل جاءت كنتيجة وكفصل متمم للاتفاق الذي ابرمته الولايات المتحدة مع تركيا بشأن ما أسمته تدريب وتسليح جيش جديد من المعارضة المعتدلة !! .

ورغم ان قرار تدريب وتسليح المعارضة كان قراراً قديما الا ان فترة طويلة من الوقت مرت بين الإعلان وتوقيع الاتفاق . فقد تطلب ذلك تعديل الإستراتيجية الأميركية لاستنزاف سوريا بحيث تتلاءم مع مطالب كل من تركيا و إسرائيل .

والدولتان تركيا وإسرائيل تطمعان في جزء من ارض سوريا . فإسرائيل تريد الجولان كاملاً وان تسلخ سوريا نفسها عن قضية فلسطين .

وتريد انقرة الشمال السوري الذي تعتبره أوساط اليمين التركي وحكام انقرة ( قادة الإخوان المسلمين ) تركيا وتحديداً حلب وريفها وتلالها وجبالها وتمتد المنطقة المستهدفة على طول الشريط الحدودي . ( وهذا سبب الصراع مع أكراد سوريا واوغلان ) .

إقامة قواعد للتدريب والتسليح في تركيا سوف يعطي تركيا كل مفاتيح هذه اللعبة ، بحيث تتحكم هي بالعدد والنوعية وانتماء المتدربين وجنسياتهم ، وكذلك فان البند الاهم الذي استهلك وقت طويلا لأخذ موافقة اميريكة عليه هو اعتبار المناطق التي سيدخلها المدربون مناطق محمية من تركيا أي إقامة حزام امني بشكل أمر واقع دون الإعلان عنه بالضرورة !.

وسيفتح هذا المجال على اوسع نطاق لتهريب السلاح لداعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية التكفيرية التي ستنضوي جميعها تحت راية النصرة ، التي بدأت الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة يزنون لها الطريق كمعارضة معتدلة ! .

أما إسرائيل التي تريد ابتلاع الجولان فالعمل في القيادة العسكرية الإسرائيلية قائم على قدم وساق لتوجيه ضربات لايران ( في سوريا ولبنان ) ولسوريا ولحزب الله .. أي لقوى المقاومة التي تواجه بشكل جاد داعش والتكفيريين .

لقد قال كيري : لسنا غافلين عن دور إيران في العراق وسوريا واليمن ولبنان .

وهذا ترجمة لما قاله نتنياهو امام الكونغرس مبيناً لخطورة إيران التي ( كما يقال ) تسيطر ألان على أربع دول عربية وهذا ما لا يجب ان تسمح به !! .

التغيير في الإستراتيجية الأميركية يصطدم مع الأمم المتحدة وجهودها و أوروبا و جهودها والسباق محتدم .

لن تمرر الولايات المتحدة مشروع المبعوث الدولي دميستورا .

ولن تجعل من مؤتمر جنيف المقترح بين المعارضة والحكومة امراً سلساً او سهلا .

لكن هذه الفترة من زمن الصراع هامة جداً لأن كافة الاطراف ترمي بثقلها من كافة الاتجاهات وبكافة الأهداف من أجل تعديل ميزان القوى على الأرض كي تتحدد المواقف بعد صمت المدافع وان كان صمتاً مؤقتاً واستدعى هذا الأمر أي المخطط الأمريكي الإسرائيلي من كافة المسلحين وفصائلهم أن يعيدوا حساباتهم ويجمعوا طاقتهم من أجل تحقيق أهداف اختراقية لبلبلة صفوف الجيش والمقاومة الشعبية التي تتصدى لهم بنجاح واضح في أكثر من مكان ودفعت تركيا بالاف المسلحين وآلاف الأطنان من الذخائر نحو الأراضي السورية بهدف تحقيق انجازات تدعيها الفصائل التكفيرية المسلحة في ادلب والحسكة وتدمر وحلب وباتجاه الساحل السوري ( اللاذقية ) ونرى ألان أن الانتصارات الباهرة التي أنجزت على جبهة القلمون والجرود اللبنانية المواجهة جعلت الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل تستنفر كل قواها وتزج بطاقات تعجز الفصائل التكفيرية عن استيعابها من أجل التخفيف من وقع الانتصارات في القلمون على ميزان القوى السياسي .

ألان وقد وصلت الأمور إلى نقطة مجابه ساخنة جدا بعد إعادة ترتيب وموضعة كل قوة من القوى لإمكانياتها على جبهتها المواجهة لابد لنا من ان نقول ان خطوة اوباما إسرائيل تركيا والرجعية العربية بالتصعيد الدموي ضد سوريا وجيشها واستهداف السويداء ( وهو ليس استهداف ليس الدروز بل استهداف الوطن ) لابد للقوى الوطنية المتمثلة بالجيش السوري والوطنين والمقاومة للدفاع عن الوطن لابد لهم من ان يحدثوا تغييراً في تكتيكاتهم يواجه ويوازي التكتيك الأمريكي الإسرائيلي وهذا يعني وبكلمة مكثفة اللجوء للدفاع الهجومي بدلا من الاستمرار في الهجوم الدفاعي . لماذا تبقى مواقع أطراف معسكر الأعداء الذين يسلحون ويمولون المرتزقة ويرسلونهم الى ارض سوريا لماذا تبقى مواقعهم آمنة ومستقرة .

في الشرق لا يمكن برمجة الإنسان كما يفعلون في الغرب فالروح والانتماء والشعور الوطني والقومي عوامل مؤثرة لا يمكن لأي حاسوب ان يقيسها واللجوء للهجوم الدفاعي سوف يجعل أطراف معسكر الأعداء في حيص بيص .