نشر بتاريخ: 21/06/2015 ( آخر تحديث: 21/06/2015 الساعة: 02:51 )
الكاتب: بسام زكارنه
" دعه يعمل دعه يمر " شعار أطلقه آدم سميث فحواه بشكل عام عدم تدخل الدولة في الحياة الاقتصادية إلى أضيق ما يمكن بهدف الدفع بعجلة التنمية نحو الإيجاب, و منه تحرير التعاملات والعلاقات الاقتصادية على أوسع نطاق ممكن فتصبح بذلك الأسواق حرة تلقائية تحكم نفسها بنفسها .
نجح هذا الشعار في الدول التي لديها شمولية في تطبيق الرأسمالية وما توفره من خدمات للمواطن تتعلق في التعليم والصحة والخدمات العامة وإعالة ذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير دخل للعاطلين عن العمل وكبار السن وكذلك وجود تنافس حقيقي بين الشركات الكبرى واعتماد العرض والطلب في كبح جماح استغلال فئة محدودة للشعوب.
في دول العالم الثالث فشل ذلك تماماً ، تحررت الأسواق, و توسعت التعاملات الاقتصادية والعلاقات الدولية بشكل عام، ولكن .. على أشلاء الشعوب .
في فلسطين وبشكل مباشر الحكومة تتصرف تحت شعار " شو دخلني " فتجد مجموعة صغيرة جداً من رؤوس الاموال تتحكم في السوق وهمها الوحيد الربح دون اي تدخل من الدولة بحيث اصبح المجتمع مقسم فقط لطبقتين فقيرة وهي اغلب الشعب وغنية تمثل عدد بسيط ناهيك ان الدولة تشارك هؤلاء في استغلال المواطن تحت شعار " دخلني " بلا خدمات بحيث انه اي المواطن يدفع ٤٣٪ من دخله ضرائب دون الحصول على ابسط الخدمات في الصحة والتعليم والبنى التحتية ( تعتمد على المساعدات الدولية) وذوي الاحتياجات الخاصة وصرف رواتب لهم وللعاطلين عن العمل وكبار السن ناهيك ان المواطن لا يسترد اي نوع من الضريبة مثل ضريبة القيمة المُضافة ولا تخصم فواتير استهلاكه من ضريبة الدخل ( باستثناء من له راتب ) علما ان رؤوس الاموال واصحاب الشركات تسترد لهم ضريبة القيمة المُضافة وتخصم المصروفات من ضريبة الدخل .
نجد ان المواد الاساسية غير مدعومة مثل السكر والطحين والوقود بحيث ارتفع كيس الطحين من ٧٠ شيكل ل ١٦٠ شيكل وعاد ليصل ١٣٠ شكل وكذلك المواصلات ارتفعت بنسبة ٧٠٠٪ واللحوم ( الخروف ) ثمن الكيلو من ٥٠ شيكل ل ٨٥ شيكل والدجاج ثمن الكيلو من ١٠ شواقل لتصل ل ٢٤ شيكل والحكومة تتصرف تحت شعار " شو دخلني".
نسبة المواطنين تحت خط الفقر وصلت ل ٧٠٪ ونسبة البطالة وصلت ل ٣٠٪ تضاعفت في السنوات الاخير بحيث اصبح العدد ٢ مليون و ٢٠٠ الف وكذلك الخدمات الصحية ارتفعت بنسبة تزيد عن ٦٠٠٪ فمثلا صورة الرنين المغناطيسي كانت ٥٠ شيكل وصلت اليوم ل ٢٠٠ شيكل بنسبة ٣٠٠٪ واقساط الجامعات ارتفعت بنسبة اكثر من ٥٠٠٪ حيث كانت الساعة المعتمدة بعشرة دنانير وصلت اليوم ل ٥٠ دينار والحكومة تفرض الضرائب وتعمل تحت شعار " شو دخلني".
سياسة الدفع المسبق تحصل الشركات على ملايين بلا فوائد ودون تحديد نوع الخدمة ونوعها ووقتها ومن يحدد ذلك ؟؟؟الشركة نفسها !!!!! مثل شركة الكهرباء والماء وشركات الاتصالات ( نظام الكرت) والحكومة لا ترى تحت شعار " شو دخلني".
مثلا لاحظوا البنوك عندما تودع لديها ١٠٠ الف لا تأخذ فائدة سوى اغورات والعكس عندما تحصل على قرض تدفع الاف، والحكومة غائبة تحت شعار " شو دخلني ".
حماية المستهلك الاصل ان تكون من مهام الحكومة التي تعتمد علية في توفير خدماتها وانهياره يؤثر مباشرة عليها.
من هذا نكشف ان غياب دور الدولة في المراقبة والمتابعة واصدار المحددات التي تمنع القلة من استغلال الشعب والتدخل بالاسعار وفوائد البنوك وخاصة انه وللاسف تستطيع القلة ادارة عجلة الاقتصاد لصالحها وتجيير الحكومة لخدمتها ومن يدفع كل ذلك المواطن الفقير .
والحكومة التي تتصرف وكأن شعارها الواضح في وجه شعبها " شو دخلني" الشعب بكل بساطة ودون تردد اطلق شعار لها " حلّي عنا" .