الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
انطلاق صفارات الإنذار في تل ابيب وكفار سابا وهرتسليا

حارة اليهود لا تصلح دولة وحكم ذاتي لليهود يكفي

نشر بتاريخ: 21/06/2015 ( آخر تحديث: 22/06/2015 الساعة: 12:09 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

من اخطر ما يواجهه المثقف العربي هو الاستسلام للمسلّمات، ولعلنا بعد عشرة اعوام او اكثر سنجرؤ على كتابة مقالة حول ( فوائد داعش ) لانها على علّاتها قلبت بعض المسلمات التافهة رأسا على عقب وحطمت اصنام الفكر الكلاسيكي، وان كانت في طريقها حطمت كل شيء كأية حركة عدمية .


في نوفمبر 1947 لم يكن لدى المنظمات الصهيونية كلها أي طموح في احتلال فلسطين، وانما كان السقف الاعلى لطموحاتهم الحصول على حكم ذاتي لمناطق التجمعات اليهودية التي جرى الاستيطان فيها ( حارة اليهود في يافا ) او بلدة الخضيرة التي بناها المستوطنون بعد خسارتهم للمواجهات في عكا  وهكذا .


بل ان يهود صفد رفضوا اخذ المدينة بعدما هرب العرب منها بأمر من قيادة الجيوش العربية، وظلت صفد ثلاثة ايام فارغة يرفض اليهود فيها دخول منازل العرب لانهم كانوا على يقين ان العرب سيعودون من سوريا لاستردادها، لكن الجيوش العربية لم تسمح للسكان بالعودة وباستثناء بعض المناطق التي تمنى اليهود الحفاظ عليها لم يخطر على بالهم السيطرة على شمال فلسطين او عكا او الجليل او النقب او القدس او نابلس او الخليل او السبع .

ومع مؤامرة ال48 فوجئ الانجليز بهروب الجيوش العربية ( لانهم خططوا لمنح اليهود حكما ذاتيا وليس دولة ) والدليل ان اسم فلسطين ظل مكتوبا في ادبيات الحركة الصهيونية وظلت يافا تحمل اسم المدينة الى حين تغييرها الى تل ابيب في اوائل السبعينيات. وحتى تهجير اليهود كان تحت شعار ( اذهبوا الى فلسطين وليس الى اسرائيل ) والصحف العبرية ظلت تصدر تحت اسم فلسطينة. والذي يصدم اكثر ان اليهود انفسهم كانوا قد بنوا جدارا حول تجمعاتهم في منطقة الساحل التي يطلق عليها الان باللغة العبرية "لخيش " ، ولم يفكر او يحلم اي قائد صهيوني بان يحدث ما حدث .

حكم ذاتي لليهود ( مليون يهودي ) وسط 300 مليون عربي كان هو المنطق الاكثر قبولا عند العالم، وفي اوساط المنظمات الصهيونية ، اما الحديث عن حكم ذاتي للعرب فهو "مسخرة " سياسية وادارية وتاريخية لا يمكن جوازها، حكم ذاتي للفلسطينيين لا يجوز شرعا وفرعا وقرعا وزرعا ، لانه مخالف لحركة التاريخ وسيخلق كل عدة اعوام حرب جديدة  .


في العام 1967 كانت المفاجأة الاكبر ، ويقول شلومو جزيت في كتابه "العصا والجزرة " ان موشيه ديان حين احتل الضفة الغربية وسيناء ومناطق في الاردن تورط وورط الحركة الصهيونية في مساحات لا يمكن السيطرة عليها ، وان غولدا مائير رئيسة وزراء اسرائيل اّنذاك ، كانت تنتظر من اي زعيم عربي ان يتصل بها ويمنحها الامان لتقوم اسرائيل باعادة مناطق الـ67 فورا للعرب مقابل وعد "بحكم ذاتي اّمن لليهود" !!!!

هل يجوز ان يمنح الرجل الابيض حكما ذاتيا للسود في افريقيا ؟ هل يجوز ان تمنح جورجيا او القرم حكما ذاتيا لروسيا ؟ هل يجوز ان تقوم جمايكا باحتلال الولايات المتحدة الامريكية ؟؟؟؟


هناك خلل كبير في فهم التاريخ ، وحكومة نتانياهو اذ تطلب دولة يهودية فانها ترش ماء النشادر السياسي على وجه المارد العربي النائم .


لا يجوز الدعوة بحكم ذاتي للفلسطينيين ، والاصح ان يطلب نتانياهو حكما ذاتيا لليهود  .