الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الأمم المتحدة و(إسرائيل) ..لائحة عار

نشر بتاريخ: 22/06/2015 ( آخر تحديث: 22/06/2015 الساعة: 15:03 )

الكاتب: غسان مصطفى الشامي

تواصل الأمم المتحدة ظلم فلسطين، وتواصل انحيازها علنا وصراحةً للاحتلال الإسرائيلي .. وتواصل لعب دورها الخبيث والخطير في القضية الفلسطينية، فقد رفضت مؤخرا إدراج (إسرائيل) على اللائحة السوداء للدول التي تنتهك حقوق الأطفال وترتكب جرائم ضد الطفولة.

فقد أعدت الأمم المتحدة مؤخرا تقريرا خاص حول أوضاع الأطفال في العالم في مناطق النزاعات المسلحة، سيقدم إلى مجلس الأمن الدولي يتم فيه إدراج القوات والمجموعات المسلحة التي ترتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الأطفال في لائحة خاصة تسمى " لائحة العار"، وفي تطور خطير رفض السكرتير العام (بان كيمون) إدراج (إسرائيل) على لائحة العار، حيث تقوم (إسرائيل) وأمريكا بحسب مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة بحملة قوية من أجل وقف القرار عبر ممارسة الضغوطات على (كي مون) الذي يبدو أن سيخضع لهذه الضغوطات .

ويذكر أن مجلس الأمن الدولي يتلقى تقارير دورية حول الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال خلال الحروب، خاصة بعد أنه أصدر قرار رقم (1612) عام 2005م، يقضي بإنشاء آلية تابعة للأمم المتحدة قائمة على الأدلة لمراقبة الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال خلال النزاعات المسلحة؛ وقد نُشر التقرير الخاص بالأمين العام للأمم المتحدة المتعلق بالأطفال والنزاعات المسلحة مشيرا إلى أن (557) طفلا فلسطينيا قتلوا عام 2014م، وهو ثالث أعلى رقم بعد أفغانستان (710) والعراق (679)، وهو أكثر من عدد الأطفال الذين قتلوا في سوريا (368)، كما بين التقرير أن (543) مدرسة على الأقل تضررت أو دمرت في فلسطين المحتلة، وأن هذا الرقم هو الأعلى في عام 2014م.

الغريب في الأمر أن قرار (كيمون) عدم إدراج جيش الاحتلال في لائحة العار جاء مخالفا لتقرير سابق صدر عن الأمم المتحدة في شهر إبريل الماضي أقر أن (إسرائيل) مسؤولة عن اعتداءات على مدارس وملاجئ تابعة للأمم المتحدة في قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل 44 فلسطينيا من ضمنهم أطفال.

ويستغرب كاتب هذه السطور على المؤسسة الأممية هذا القرار وهذا الاستغفال للعالم، وأعضاء الجمعية العامة، خاصة أن (إسرائيل) لم تلتزم يوما بمعاهدات وقرارات الأمم المتحدة؛ ولا ينسى الفلسطينيون ذلك التاريخ الأليم في أيام حرب الفرقان عام 2009م، عندما زار (بان كي مون) فلسطين خلال الحرب على قطاع غزة التي استمرت حوالي 20 يوما، حيث زار (كي مون) الكيان الصهيوني، والتقى وقتها رئيس الوزراء الصهيوني ، فيما كانت الطائرات الإسرائيلية تقصف مقرات " الأونروا" في غزة، وتدمر مخازن الوقود والمواد التموينية فيها؛ كما لا تنسى ذاكرة فلسطين أن طائرات الاحتلال في كل حروبها على غزة كانت تستهدف مؤسسات الأمم المتحدة، فقد استهدفت في عدوان 2009 مدرسة الفاخورة للاجئين، وارتكبت مجزرة مروعة أدت إلى استشهاد 42 فلسطينيا بينهم 14 طفلا، ولا ينسى التاريخ أن طائرات الاحتلال الإسرائيلي أغارت خلال الحرب الأخيرة على القطاع في يوليو 2014م على إحدى مدارس وكالة الغوث في مخيم جباليا، مما أدى إلى استشهاد العشرات من الأطفال والنساء وجرح المئات في وهذه المدرسة كانت تأوي أكثر من (2000) لاجئ من النازحين من بيوتهم المدمرة، وأدى قصف المدرسة إلى استشهاد قرابة 15 مدنيا منهم أربعة أطفال وسقوط العشرات من الجرحى.

إن (إسرائيل) ترفض في كثير من الأوقات التعاون المؤسسات الدولية الحقوقية حيث منعت سلطات الاحتلال الأسبوع الماضي مقرر الأمم المتحدة لحقوق الإنسان (مكاريم ويبيسونو) من زيارة الكيان، لإكمال تحقيقات بشأن الحرب الأخيرة على غزة لوضع تقرير سيرفع إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك خريف العام الجاري، ويعد ( مكاريم ) أرفع خبير في مسألة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية.

في ظل التعامل المخزي والمذل من قبل الكيان مع الأمم المتحدة وتمريغ أنفها بالتراب، لا أدري لماذا يصر (بان كي مون) على حذف (إسرائيل) من لائحة العار، مع أن (إسرائيل) لها سجل تاريخي أسود في قتل الأطفال منذ اغتصاب أرض فلسطين عام 1948م.. لا أدري لماذا أعطى (كي مون) صك البراءة والغفران للكيان من جرائمه ضد أطفال فلسطين وضد العالم؟؟

إن قرار ( كي مون) يمثل مكافئة للكيان على جرائمه؛ وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد قتلت (إسرائيل) خلال الحرب الأخيرة على القطاع حوالي 538 طفلا، واستهداف 340 مدرسة ومركزا صحياً، ألا يشكل ذلك جرماً جسمياً يستدعي إدراج (إسرائيل)على لائحة العار.؟؟

إن الأمم المتحدة تتعامل بظلم كبير مع القضية الفلسطينية، وهي تشجع الكيان الصهيوني على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق أطفالنا، والاستمرار في سفك دماء شعبنا الفلسطيني البريء، كما أن خوف الأمم المتحدة من الكيان وعدم مسائلته يؤدي إلى فقدان النزاهة والشفافية في عمل المؤسسة الدولية وانحيازها الواضح للظلم والاستبداد بحق الفلسطينيين .

علينا كفلسطينيين ألا نعوّل كثيرا على الأمم المتحدة في الحصول على حقوقنا الثابتة وأرضنا، وأن نضع نصب أعيينا دوما العبارة التاريخية التي تقول ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وقد سطر هذه المقولة شهداؤنا العظام وأسرانا البواسل ولقد استطاعت المقاومة تحرير غزة بالقوة، وهي تعد العدة لتحرير باقي أرضنا الفلسطينية من دنس المحتل الغاشم .