الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ما زالتْ الصُّورة بلا ألوانٍ

نشر بتاريخ: 24/06/2015 ( آخر تحديث: 24/06/2015 الساعة: 11:07 )

الكاتب: عطا الله شاهين

أخافُ أنْ أتّجهُ صوبكِ مرّة أُخرى فأقتُلُ ما بقي منِّي، تشفّياً بزمنٍ انبغى عليه أنْ يأتي ولمْ يأتِ..
أخشى أنْ لا يبقى لك منكِ ما كانَ لكِ بالبارحةِ القصيّة.. وأرتاعُ أنْ لا يظلّ لي منّي ما كانَ لي في ذلك الزّمان الدّاني..
أخافُ أنْ تكونَ القصاصات التي أخفتها الحكايات القديمة، لمْ تُبقِّ متّسعاً لقصِّة قد نرويها سويةً بمائةِ مساءٍ ومساءٍ..

وتشائين للقصِّ أنْ لا يقتلُ مُقدِّمة السّرد .. أنْ لا يراوغُ آصرةَ الأبطال في استبدالِ العاقبةِ المُقدّرة .. أنْ لا يكوّمُ باسمِ الوهمِ كلَّ التُّرّهات التي لمْ تؤُبْ مثل الصّدْق..

لا التباسُ على الليلةِ التي قد ولّتْ.. ولا منامات تُغطّي مُحيّا ذلك الذي سيحضرُ.. وأنتِ المُستترة هنا تحْتَ السُّلْم المتشقّق تئنّين تَحْتَ وزْرٍ لم يكنْ مِنْ انتقائكِ ، و تراوغين العنكبوت المُنطلق لسدِّ جوعه.

لا تحاسبي الحكاية في آخرِ صفحةٍ عن حِكْمةِ النّهايات .. القصّة لمْ تكنْ واضحة ، لكنّها لمْ تستُر عورة الرّاوي بما يكفيه آثام الإتِّهام..

في النّهاية..
أخشى أنْ تكونَ فترات البارحة قدْ ولّتْ دون أنْ نتشاركَ جذلاً كنّا نرتشفه فجرا من نبيذِ تمرٍ تسيّل خمرا هناك في باديةٍ لمْ تُجرّب غِوَايةَ الحواضِر الجميلة.. فالصُورة أُشاهدُها بلا ألوانٍ ، والسّواد يُغطّي على البياضِ لدرجةِ عدم الوضوح .. فالصورة جميلةٌ لكنّ الألوان تفرّحها .. فهلْ سأرى الصُّورة مُلوّنة بعد كشفِ القصّة؟