الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ماذا في صراحتك على الباروميتر من صراحة ؟

نشر بتاريخ: 25/06/2015 ( آخر تحديث: 25/06/2015 الساعة: 02:00 )

الكاتب: بهاء رحال

بيت لحم –كتب –بهاء رحال -بإطلالة خفيفة الظل وبصورة مختلفة عن المعتاد خاصة في الاعلام المحلي الفلسطيني إن لم يكن في الاعلام العربي ايضاً ، يقدم الصديق محمد اللحام برنامجه على فضائية معاً والذي هو عبارة عن حلقات يومية يتم عرضها خلال أيام الشهر الفضيل ، شهر رمضان المبارك حيث يستضيف من خلاله عدد من الشخصيات عرف منهم حتى اليوم سبعة ضيوف ممن هم في الصفوف المتقدمة من مراكز صنع القرار ، وكمشاهد أسجل أن هذا البرنامج هو من البرامج النادرة التي تطفي على قلب المشاهد مساحة خفيفة الظل وفسحة للتعرف عن قرب على المسؤول أو القائد ، سواء كان وزيراً أو عضواً في المجلس التشريعي او قيادياً بارزاً في احدى التنظيمات والفصائل الفلسطينية، ومن باب الاعتراف ايضاً فإن هذا البرنامج هو من البرامج النادرة التي يخضع فيها الضيف لجملة من الاسئلة الخاصة ( الحياتية والاقتصادية والاجتماعية )، لهذا فهو يقدم اطلالة على جانب خفي للمشاهد الذي هو لا يعرف الكثير من التفاصيل عن هؤلاء الاشخاص الذين هم في مراكز صنع القرار والقيادة ، لهذا تمنيت كمشاهد يتابع هذه الحلقات لو أن الضيوف كانوا أكثر ادراكاً لطابع الأسئلة ولجوهر البرنامج ولمعنى أن تفتح لهم نافذة تقربهم من المواطن ولم يكونوا بشكلهم المعتاد الذي يراه المواطن كل يوم عبر اللقاءات التلفزيونية والبرامج الصحفية او المؤتمرات التي يكون فيها هذا المسؤول او ذاك ملزماً ببروتوكول معين وبترتيبات مسبقة وعناوين حاضرة للنقاش الدبلوماسي الواسع في كثير من الاحيان

كما وتمنيت ان تكون اجاباتهم عفوية مطلقة ، بسيطة ، هادئة ، قريبة من الناس ، صادقة ودون دبلوماسية ، وتمنيت ايضاً لو أنهم لم يبالغوا في ردودهم التي ذهب البعض فيها الى مستوى الفضيلة الكاملة والزهد المفقود والى التعالي عن كل المكاسب ، وتوقعت انهم سيستغلون هذا اللقاء للتقرب من المواطن بطبيعتهم العادية دون أن يستخدموا نفس اساليبهم وأدواتهم وعباراتهم ، ودون هذا الكم الهائل من المثالية المزركشة ، ودون أن يكونوا مقيدين بهذا الشكل وأن يستغلوا جرأة الاسئلة لصالحهم وأن يتخذوا من هذه المساحة التي اعطيت لهم كأداة لكسب رأي المواطن العادي البسيط والذي أنا واحد من هؤلاء الذين تبادر الى أذهانهم بعد حضور الحلقات التي عرضت حتى الان مجموعة من الاسئلة ، والتي هي على النحو الآتي :
هل علينا ان نصدق ان المسؤولين في البلد بهذه الشفافية ؟
هل علينا ان نصدق ان المسؤولين في البلد بلا خصوم ؟
هل كانوا بهذا الوجه اللطيف طيلة حياتهم ، ولهذه الدرجة متسامحين ؟
هل علينا أن نصدق أن علاقاتهم كانت تتمحور في السجن والعمل الوطني ولم يدخل أحداً منهم في علاقة غرامية ؟ وما العيب في ذلك لو كانوا صادقين !! وهل يعيبنا الحب ام يا ترى نعيبه !!
وهل يمكن لشخص ان يصبح وزيراً بمحض الصدفة ، وكيف تلعب هذه الصدفة لتكون وزيراً ثم سفيراً ثم ماذا بعد ؟
وسؤالي المباشر لك يا صديقي محمد اللحام : هل تظن أن الذين قابلتهم اجابوك بصراحة كما هو هدف البرنامج ؟ أم أنهم يا ترى كذبوا عليك وعلينا يا صديقي ، وتقبل مني التحية والتقدير على هذا البرنامج الذي نأمل أن يكون مساحة للصراحة العميقة والأجوبة الصادقة والمكاشفة المحمودة بعيداً عن الدبلوماسية والتهرب من الاسئلة ، فبعض التذاكي من الضيف في مثل هذا النوع من البرامج لا يفيد ولا ينفع .