الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
انطلاق صفارات الإنذار في تل ابيب وكفار سابا وهرتسليا

خمس اهداف في المرمى الصهيوني

نشر بتاريخ: 01/07/2015 ( آخر تحديث: 01/07/2015 الساعة: 11:49 )

الكاتب: عماد توفيق عفانة

خمس سفن وعشرات الناشطين المصممين على تحقيق هدف واحد وهو اعادة تركيز العالم على حصار غزة، وهذا ما يصمم منظمو اسطول الحرية على تحقيقه، لن تمنح "اسرائيل الفرصة لأسطول الحرية للنجاح في كسر الحصار، لكنها لن تستطيع منعه من كسر التعتيم الاعلامي على حصار ملايين الاحرار في غزة.

كما كان متوقعا لم يتطور تصدي الاحتلال لسفينة ماريان الى مواجهة في عرض البحر امام شواطئ غزة كما حصل مع سفينة مافي مرمرة، حيث ربما حازت الاحوال الجوية وارتفاع الامواج لأكثر من مترين ونصف على اهتمام المشاركين في القافلة اكثر مما حازته سيناريوهات اعتراض السفينة.

من بين المشاركين برلمانيين اوروبيين وعرب من الاردن، غير ان ابرزهم هو الرئيس التونسي الحر السابق منصف المرزوقي الذي حاز على الاهتمام الاعلامي الى جانب العضو العربي في الكنيست باسل غطاس، اضافة الى طاقم اعلامي من القناة العبرية الثانية، رغم حرص المنظمين على سرية الاجراءات تخوفا من عمليات صهيونية خاصة ضد السفن والمشاركين.

لم تستخدم قوات الاحتلال المروحيات في اقتحام السفينة كما كان متوقعا واكتفت باعتلاء السفينة والاعتداء على عدد من المشاركين بالصعق بالعصي الكهربائية، ربما لأن "إسرائيل" لم ترغب في رؤية الصور التي رآها العالم عشية اعتراضها لسفينة مافي مرمرة سنة 2010م، وتلقت نصائح حتى من داخل "اسرائيل" بالسماح للقافلة بالوصول لغزة.

إلا ان "اسرائيل" التي ترى في القافلة خطر سياسي وليس امني هدفه نزع الشرعية عن "اسرائيل" من خلال لفت انتباه العالم الى حصار غزة المستمر منذ 9 سنوات، و تعزيز النظر الى "الإسرائيليين" كإرهابيين، الأمر الذي عززه تقرير الامم المتحدة الخاص عن حرب الـ51 يوما، والذي نظر الى المقاومة كمقاتلين مقابل مقاتلين وليس كإرهابيين كما اعتادت "اسرائيل" تصويرهم امام العالم، الأمر الذي يعتبر فشلا ذريعا لجهود صهيونية استمرت في الاعلام وفي المحافل الدولية لعشرات السنين.

يبدوا ان الفلسطينيين محصنين ضد الاحباط، الامر الذي تثبته اساطيل الحرية التي يحرص مناصري القضية ونشطاء الحرية على ارسالها الى غزة بين الفينة والاخرى كلما خبت جذوة الاهتمام العربي والغربي على حد سواء بحصار مليوني انسان في غزة، بسبب الفوضى التي تضرب اماكن مختلفة في الشرق الأوسط.

حتى ولو لم يصل أي من سفن اسطول الحرية الى هدفها على شواطئ غزة، فان الاسطول حقق هدفه الاساس بإعادة اهتمام وسائل الاعلام بحصار غزة ومعاناتها حتى ولو لفترة قصيرة حتى انطلاق اسطول الحرية التالي.

صحيح ان سفينة ماريان هي سفينة صغيرة اقلت نحو 20 من المتضامنين العرب والاجانب، وظلت لساعات تتمايل بين امواج البحر، لكنها في ذات الوقت نجحت في ارباك كيان العدو الذي سيظل يتمايل وهو يتلقى ضربات نزع الشرعية والمقاطعة والادانات الدولية على جرائمه المستمرة، حتى يحقق شعبنا مطلبه بالحرية.

غزة ليست عطشى الى زجاجات الماء التي تحملها سفن اسطول الحرية، لكنها عطشى حرية حجبت عنها طول تسع سنوات قاسية