نشر بتاريخ: 01/07/2015 ( آخر تحديث: 01/07/2015 الساعة: 14:53 )
الكاتب: رمزي نادر
بعد عام على العدوان ال ابو جامع مازالوا يعيشون الكارثة ويقدمون شكرهن للإمارات وسمو الشيخ خليفة
خرج مكرها للحديث للإعلام ومواجهة الكاميرا مرة اخرى لأنها تجدد حزنه الذي لا ينطفئ على اثر فقده اسرتة التي افنتها طائرات الاحتلال في 22من تموز اليوم الرابع من العدوان على غزة ولكن لأنها الحقيقة التي يتوجب على العالم ان يسمعها مرارا وتكرار لعلها تحيي الضمائر على صمت جرائم الاحتلال حدثنا توفيق ابو جامع احد الناجين الثلاثة من المذبحة عن تفاصيل جديدة عن المجزرة وروى لنا كيف يعيش بعد سنة تقريبا من وقوع الجريمة التي راح ضحيتها 27 انسان في لحظة.
قال توفيق ابو جامع انه كان يجلس على مائدة الافطار مع زوجته وأبناءه وأمه العجوز وعدد من افراد عائلته من ابناء اخوته وابن اخته اليتيم عندما سقطت قنبلة ثقيلة على منزله وهو ممسك بالتمرات ليكسر بها صيامه وشعر بنفسه يسحب الى باطن الارض .
ساوت القنبلة المنزل المكون من ثلاث طبقات بالأرض محدثة حفرة عميقة احتوت اشلاء معظم الشهداء من النساء والأطفال الموجودين في المنزل و اخرجت جثث الشهداء بعد بحث استمر 12 ساعة متواصلة يقول الجيران انهم كانوا يسمعون خلالها انين الاطفال الذي بدأ يخفت مع طول ساعات البحث وشح الامكانات المتوفرة لذلك فاخرج الاطفال جثث وأشلاء .
كما روى الجيران من المناظر الفظيعة التي واجهنها اثناء البحث مشاهد افطار الاسرة المختلط بدمائهم وأشلائهم ومشهد الام صباح التي وجدت وهي تحتضن وليدتها الصغيرة وحدثتنا احدى النساء من اقارب الاسرة التي تسكن بالجوار وهي تبكي انها لم تستطع تخيل المشهد فقد كانت تحدث قريباتها من شباك منزلهم قبل لحظات وتروي ان احفادها مازالوا يسألون عن اصدقائهم الذين استشهدوا في المكان .
الطفل نور وهو الناجي الثاني والطفل الوحيد الذي خرج من المجزرة مازال يعيش حالة من الذهول والصدمة ولا يصدق انه فقد امه وإخوته ويعتقد انهم ذهبوا الى نزهة وتركوه وحيدا ويحدثهم احيانا عبر الصور ليراقبه والده بقلب يتمزق وقد تراجع مستواه الدراسي ويعيش حالة من فقد التركيز والرغبة في عدم تصديق الواقع .
الناجي الثالث و الاخير تيسير ابيدت اسرته بالكامل حدثنا عن الواقع الاقتصادي القاسي التي يعيشونه بعد ان فقد منزلهم الذي مازال يسدد في ديونه والآن هو مطالب بإعادة بناء حياته من جديد والصعوبة اليومية التي تقابلهم في حياتهم مطالبا العالم كله ان يقف معهم ويؤكد بأنه لن يتنازل عن حقه وبأنه توجه بشكوى للجنايات الدولية وسيستمر في المطالبة بحقه .
المشهد الاكثر صعوبة هو حديث الوالد توفيق عن طفلته التي لم يطلق عليها اسم حيث ولدت صباح يوم المجزرة واستشهدت في المساء .
في ختام اللقاء تحدث الاخوة الناجين من المجزرة بامتنان شديد عن دولة الامارات ووقوفها الى جوارهم وتقديمها مبلغ 5000 $ لكل شهيد ساعدت في التخفيف من وضعهم المادي الكارثي مؤكدين على انها الجهة الوحيدة التي قدمت لهم هذا المبلغ ووجهوا شكرهم العميق لسمو الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان رئيس دولة الامارات العربية الشقيقة وولي العهد سمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان وكل ابناء زايد .
وطالب ال ابو جامع دولة الامارات بالاستمرار في الوقوف الى جوار ابناء الشعب الفلسطيني كما عودته على المواقف النبيلة والأخوية منذ زمن الشيخ زايد رحمه الله .