نشر بتاريخ: 02/07/2015 ( آخر تحديث: 02/07/2015 الساعة: 15:02 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
تشرّفت بزيارة منزل صديقي في المهجر ، انقطعنا عن التواصل منذ ايام الجامعة والانتفاضة . وهناك تناولنا أطراف الحديث وحاولت ان اظهر له مدى التقدم الذي وصلنا اليه في فلسطين ، وكيف أننا الان بدأنا نستخدم الطاقة الشمسية في الكهرباء . وان الرئيس افتتح قبل ايام مشروعا في أريحا يعتمد على الطاقة الشمسية ، وانني انا شخصيا استخدم الطاقة الشمسية في منزلي منذ سنوات . قلتها بفخر شديد وأردفت : بعد عدة سنوات ستكون جميع المساجد والوزارات الحكومية ودوائر السير والمؤسسات واضاءات الشوارع والطرقات العامة تعتمد على الواح الطاقة الشمسية .
صديقي موسى مسالمة درس الطب في ألمانيا ويسكن في برلين ، منحني الفرصة للشعور بالتفوق والفخر ، وأكد ان فلسطين بلاد خير وان الشمس فيها تتواجد طوال أيام السنة وليس مثل اوروبا ، شمسها ضعيفة وباهتة .
لم يدم شعوري بالتفوق على حضارة اوروبا كثيرا ، فقد أخبرني ان منزله هذا الذي نجلس فيه يستمد الكهرباء من باطن الارض !! وان الطاقة المستخرجة من تحت منزله تكفيه حاجته كاملة .
لم أستوعب الفكرة اولا وسألته اذا كان يقصد ان أسلاك الكهرباء تمتد تحت الارض ؟ فأوضح لي ان الكهرباء ذاتها تأتي من تحت الارض ، لان الحكومة لديهم الان توفر للشركات لاستخراج الكهرباء من باطن الارض ، حيث يقوم المهندسون مقابل مبلغ مقطوع بمدّ انبوب معدني عمودي ( واحد او اثنين ) بعمق 40 مترا تحت الارض ، وهناك تسخن الألياف داخل الاسلاك بقوة 6 درجات مئوية وتصعد الكهرباء الى جهاز تخزين صغير بجانب المنزل وتتجمع بكثافة لتولد طاقة مجانية كثيرة تكفي لتزويد كل المنزل بكل احتياجاته من الطاقة .
هناك لا يوجد شمس ولا بترول ، لكن يوجد علم متطور .وهنا يوجد شمس وبترول ، والجماهير العربية تبكي من فواتير الكهرباء .