الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

حين تبصق امرأة في وجه الجنرال

نشر بتاريخ: 03/07/2015 ( آخر تحديث: 03/07/2015 الساعة: 12:56 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

تقول الرواية الفلسطينية إن الجنرال "يسرائيل شومير" قائد لواء "بنيامين" هو شخصيا من ترجل من سيارته وطارد فتى صائما واطلق النار على الشاب محمد هاني الكسبة 17 عاما بعد اصابة سيارته العسكرية بحجر من طفل اخر ، اما الشهيد الصائم ومعه شبان اخرون فكانوا يحاولون التسلق على الجدار ( ارتفاعه 15 مترا من الاسمنت ) في بلدة الرام للوصول إلى مدينة القدس، لأداء صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان المبارك. مع الاشارة ان الشهيد محمد هو شقيق لشهيدين اخرين هما سامر وياسر .

تقرير الشرطة الاسرائيلية الذي صدر ليلة الخميس ، اي قبل ساعات حمل تهديدا واضحا ، مفاده ان اسرائيل ستتعامل بقسوة مع اية محاولة " لخرق النظام " وهنا يظهر السؤال : لماذا قام الجنود الاسرائيليون بقمع وقفة سلمية صباح الخميس قبالة مستوطنة ادم التي خرج منها قتلة الطفل ابو خضير ؟ ولماذا جرى التعامل بقسوة وخشونة وضرب ورش فلفل وغاز ضد الصحفيين رغم انها وقفة سلمية وامام الكاميرات ؟ فهل كانوا هؤلاء ايضا رشقوا سيارة الجنرال شومير بالحجارة ؟

ان اطلاق النار باتجاه الفتى محمد لم يكن بسبب رشق الحجارة وانما كان بسبب الاوامر التي اعطاها نتانياهو للجيش لقمع سكان الضفة ، وان الجنرال شومير كان يريد ان يعطي مثالا لباقي الجنود وخصوصا كتيبة المشاة التي تم نشرها في رام الله والقدس وبيت لحم ، ليحذون حذوه . وان يفتحوا النيران الحية باتجاه الاطفال والمتظاهرين . على طريقة الانتفاضة الاولى .

مشهد اخر حين قام مستوطنو سوسة جنوب الخليل بضرب الجنود الاسرائيليين ، واهانة جنود وضباط حرس الحدود ، خرج المستوطنون " الارهابيون " يريدون الاعتداء على العرب فخرج لهم المستعربون ولكن المستوطنين اوسعوهم ضربا وركلا وبصقا . ولم يجرؤ حينها الجنرال شومير وأمثاله ان يدلوا بتصريح واحد ضد هؤلاء .
مشهد ثالث في مستوطنة ايتمار ، حين قام اولاد المستوطنين باتلاف اطارات سيارة قائد الجيش شخصيا ، وطردوا الجنود من المعسكر ورشقوهم بالحجارة . لم نر حينها الجنرال شومير يثور  لشرفه العسكري ولم يجرؤ اي جنرال مثله ان يصفع او يعتقل اي مستوطن من المنظمات الارهابية هناك !!!

مشهد رابع ، تخرج مستوطنة وقحة في الخليل وتبصق في وجه جنرال اسرائيلي وتصفعه بيدها ،  فلا يحرك ساكنا ، ويخرس ولا يجرؤ على القول ان شرفه العسكري اصبح تحت حذائها ، ويخرج المستوطنون واتباع كاهانا ويحرقوا المساجد ، ويضعون الشرق الاوسط كله في خطر الموت ، ولم نر الجنرال شومير يجرؤ ان يسجب سلاحه او حتى يترجل من سيارته !!!!

نتانياهو الذي فقد الغالبية في الكنيست لا يجرؤ اليوم على الوقوف في وجه الاحزاب الصهيونية خارج الائتلاف الحكومي ، وهو يخشى من انتفاضة شعب في الضفة الغربية ،  والمستوطنون يفقدون الشعور بالأمان لان نتانياهو لا يملك خطة سلام او خطة امن وجوار مع الفلسطينيين ، وهو وحكومته استسهلوا ان يظهروا " العين الحمراء"  لسكان الضفة ، من خلال اقتحام مناطق " الف"  كل ليلة ونشر كتائب الجيش في المدن الفلسطينيين  ، واطلاق النار على الاطفال الصائمين لله ،  الذين يحاولون التقاط سلفي مع المسجد الاقصى .
طز في شرف الجنرال اسرائيل شومير ، ونتحداه ان يسحب سلاحه في وجه اي ارهابي يهودي من قتلة كريات اربع .