نشر بتاريخ: 05/07/2015 ( آخر تحديث: 05/07/2015 الساعة: 13:25 )
الكاتب: عماد توفيق عفانة
كثيرون وصفوا انتصار المناضل خضر عدنان على الكيان الصهيوني أنه يمَثِلُ مرحلة متقدمة في إطار تعاقب فصول الصراع، ويمهد لكسر السياسيات العنصرية التي ينتهجها الكيان.
صحيح ان انتصار عدنان يُسَجِل نقطة فارقة في صراع الارادات مع العدو الصهيوني، ويعتبر إنجاز وطني كبير يعتبر إضافة نوعية ومتقدمة في رصيد الشعب الفلسطيني عموما والحركة الأسيرة على وجه الخصوص، ودليل واضح أن النهج المقاوم بكل أشكاله ووسائله السبيل الأمثل لتحرير العباد والبلاد، والخيار الأجدر في تحصيل الحق الفلسطيني من براثن العدو، ويحق لنا كذلك وصف ما حققه عدنان بالإنجاز الوطني الكبير والإضافة النوعية المتقدمة في رصيد الشعب الفلسطيني المرابط.
يثبت خضر عدنان من جديد أن مدرسة صمود الأسرى يمكن ان تخرج قامات وطنية وجهادية كبيرة تحتذى في مقارعة الصلف الصهيوني، وأن ما حققه إضاقة إلى أنه يمثل انتصاراً كبيراً للأجيال القادمة، إلا أنه يمثل نموذج قابل بل وجدير بالاحتذاء والتكرار.
الأمر الذي يفرض على الحركة الاسيرة ربما توظيف انعكاسات انتصار خضر عدنان، والاستفادة من هذا التأثير الكبير على كل المناضلين الذين يتعرضون للاعتقال الإداري الظالم ، بهدف كي وعي الاحتلال وجعله على يقين بأنه سيحسب ألف حساب للمعتقلين الإداريين وكل الأسرى الفلسطينيين قبل إيقاع الظلم عليهم.
ان من يخوض درب المقاومة ومن يختار ان يضحي بالغالي والنفيس في المواجهة المفتوحة في مع الاحتلال في اطار معركة التحرير المقدسة، لن يكون كثيرا عليه ان يكمل هذه المواجهة مع العدو خلف قضبان الاسر، ولكن بسلاح مختلف هذه المرة وهو سلاح الامعاء الخاوية.
لذلك يمكن ان نرسم عدد من الخطوات لصناعة ابطال كثر من الحركة الأسيرة امثال البطل خضر عدنان على النحو التالي:
- الاحتلال لا يحتمل تداعيات موت أسير أمام العالم ومنظمات حقوق الانسان جراء اضرابه عن الطعام، خصوصا اذا كان هذا الأسير لم يخضع لأية محاكمة ولم توجه له أية تهمة كما هو حال المعتقلين الاداريين، وهذه قاعدة يجدر الانطلاق منه لخوض فصول المعركة.
- ثم يقع على عاتق الحركة الاسيرة عبئ القيام بحملة وطنية مكثفة لتشجيع كافة الاسرى الاداريين على خوض معركة الامعاء الخاوية.
- خضر عدنان لم ينتصر في معركته الا عندما وصل في معركة عض الأصابع الى حافة الهاوية وتدهورت حالته الصحية كثيرا، وبدأت أعراض الموت تبدوا عليه، ما شكل حالة من الرعب للسجان، الأمر الذي يثبت ان كل مضرب عن الطعام يجب ان يواصل مشوار التحدي وصولا الى حافة الهاوية مع الاحتلال.
- هددت حركة الجهاد الاسلامي الاحتلال بانها في حل من التهدئة مع الاحتلال في غزة حال تعرض خضر عدنان لأي خطر على حياته، الأمر الذي ساهم في دفع الاحتلال للتفكير مرتين قبل ان يقرر مواصلة اعتقاله خوفا من موته في الاضراب واندلاع مواجهة جديدة سيكون مبررها انساني أمام العالم.
الأمر الذي يفرض على فصائل المقاومة توظيف ضغطها الميداني انتصارا للمناضلين في الأسر، وما يؤسف له ان الفصائل تتعامل بشكل حزبي مقيت مع اضراب الاسرى، حيث كان يفترض بها ان تهدد الى جانب حركة الجهاد بنقض الهدنة مع الاحتلال انتصارا لحرية خضر عدنان وكافة اسرانا خلف القضبان.
- العمل على تحشيد مختلف منظمات حقوق الانسان، ومنظمات دعم الاسرى خلف أي اسير يعلن الاضراب خلف القضبان، لما لذلك من اثر معنوي وبعد حقوقي وقانوني يرخي بظلال الدعم والاسناد على اضراب الاسير خلف القضبان.
- اخيرا وليس اخرا اسناد ذلك كله بحملة اعلامية محلية ودوليه باستخدام كافة وسائل الاعلام ووسائل التواصل الجديد توحد مناصري الحق الفلسطيني في ميادين النصرة والاسناد، لتشكل عامل ضغط آخر موجع ومؤثر على كيان العدو.