الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

يجب الغاء قانون حظر المفرقعات والألعاب النارية

نشر بتاريخ: 10/07/2015 ( آخر تحديث: 10/07/2015 الساعة: 11:00 )

الكاتب: م. طارق أبو الفيلات

القوانين وضعت لتطبق وتنفذ ويتم الالتزام بها وكثيرا ما سمعنا عن شيء اسمه قوة القانون فلا يصبح القانون قانونا الا اذا توفرت قوة لتطبيقه وإرادة لتنفيذه لذلك ومن باب احترام هيبة القانون ومكانة القانون لا بد من الغاء قانون حظر المفرقعات والألعاب النارية والإعلان انه لا مانع من بيع وتداول واستخدام المفرقعات والالعاب النارية لان اكثر ما يثير السخرية ان تكون في شوارع المدن الفلسطينية بالامس وان تسمع ان تداول وبيع واطلاق المفرقعات هو امر مخالف للقانون وتحت طائلة المسؤولية.

الاثر الوحيد لمنع المفرقعات كان تحويلها من السوق البيضاء الى السوق السوداء وهذا ادى الى ارتفاع اسعارها كمكافأة لمهربيها وبائعيها ولاحظنا بعد منعها ان الطلب ازداد عليها واصبح اطلاقها تعبيرا عن الفرح من ناحية وعن الاستخفاف بالقانون وبالسلطة من ناحية اخرى مما جعل المبالغة في اطلاقها يضيف للحدث نشوة فوق نشوة المناسبة ذاتها .

لذلك اقترح ان تلغي السلطة كل التعليمات الخاصة بهذا الموضوع بل اقترح ان تقوم السلطة بتوزيع المفرقعات باسعار تشجيعية بواقع علبة لكل ناجح او عريس ربما بهذه الطريقة نضمن انخفاض الكميات الى حد معقول فيقل الهدر ويتحجم الخطر ويعتدل الطلب وننزع حجة الممنوع المرغوب.
السلطة فشلت في تطبيق القانون بل اخفقت ووقفت عاجزة امام اصرارنا على تبديد اموالنا وتهديد سلامتنا وتبديد سكوننا فشلت لاننا قررنا ان نفشلها وهذا يؤكد ان اي سلطة في العالم اذا لم يتعاون معها المجتمع لن تستطيع ان تنفذ اي امر ولن تتمكن من تطبيق اي قانون ولست بصدد الدفاع عن السلطة ولم يسبق لي ذلك لكنني اسجل اننا نحن من فشلنا في تغيير ثقافتنا وتحديد اولوياتنا ونحن من نخلق الفوضى ونستريح لبقائها ويطيب لنا ان ننسف جهود الحكومة وان ننعتها بالعجز والشلل.

ولاثبت ذلك تخيلوا لو ان الشرطة اعتقلت طلاب التوحيهي الذين فتحوا جبهة المفرقعات بالامس من امام مدارسهم وساحات بيوتهم واسطح منازلهم لهب اهل الحل والعقد والوجهاء وانا وانت نتهم الشرطة بافساد فرحة الشباب والاستقواء علينا بدل تحرير الاقصى وابادة اسرائيل.
السلطة فشلت في منع وصول المفرقعات الى الاسواق لاسباب كلنا نعرفها ولا حول لنا ولا للسلطة فيها لكن ما الذي يجبرنا على شرائها وتخزينها لنلوم السلطة بعد ذلك لعدم قدرتها على السيطرة على الاسواق.

ان ما جرى بالامس يعتبر استفتاء على قانون حظر المفرقعات وقد قال الشعب كلمته بوضوح وكانت نتيجة الاستفتاء:
نحن الشعب الفلسطيني مصدر السلطات وبعد تاكدنا من ان المفرقعات والالعاب النارية هي خطر داهم يمكن ان يقتل ابناءنا ويبتر ايديهم وبعد ما تاكد لنا اننا نهدر اموالنا في الهواء بلا فائدة وبعد ان ثبت لنا ان المفرقعات من اكثر وسائل الازعاج نجاعة فاننا نرفض قانون منع المفرقعات,ونطلب من اصحاب القرار الغاء هذا القانون فورا لاننا ببساطة لن نسمح بتطبيقه.
هذا راي الشعب اعلنه بالامس سمعت به واهتزت له الارض والسماء .
ولا اعرف لماذا يخطر لي في هذه اللحظات ان اختم ببيت من الشعر:
لا يبلغ الاعداء من جاهل.
ما يبلغ الجاهل من نفسه.