الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

اللهم في شهرك الفضيل نشكو إليك الظالمين

نشر بتاريخ: 18/07/2015 ( آخر تحديث: 18/07/2015 الساعة: 16:42 )

الكاتب: د. مصطفى يوسف اللداوي

الظالمون ليسوا الإسرائيليين فقط، الذين اغتصبوا أرضنا، وسرقوا حقوقنا، ونهبوا خيراتنا، واعتدوا على كرامتنا، ودنسوا مقدساتنا، وقتلوا أبناءنا وشردوا شعبنا، وطردوا وأبعدوا أهلنا من وطنهم العزيز، وبلدهم الغالي فلسطين، واستوطنوا فيه واغتصبوه من أصحابه، وسرقوه من ملاكه، وإن كانوا هم الأسوأ والأظلم، والأكثر اعتداءً وجرماً، فاستحقوا بذلك منا ومن كل العرب والمسلمين اللعنة، والدعاء عليهم، وتمني زوالهم وهلاكهم، والتبتل إلى الله عز وجل أن يمحوهم من الوجود، وأن ينتقم لنا منهم شر انتقام، وأن يشردهم ويشتتهم، فيشفي بذلك صدورنا، ويروي غليلنا، ويرضي نفوسنا، ويبرد نار قلوبنا.

فإن كنت أتوجه بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى، الكبير المتعال، الحق العدل، الفرد الصمد، شاكياً إليه اليهود الذين وصفهم في كتابه العزيز بالمغضوب عليهم، وأنهم الأشد عداوةً لنا، وعلى غيرهم ممن يناصرونهم ويساندونهم، ويؤيدونهم ويقفون معهم، ويمدونهم بالسلاح أو بالمال، أو يتعاونون معهم في السياسة والاقتصاد، فإنهم يستحقون منا أن نرفع الأكف إلى الله عز وجل ضارعين، بقلوبٍ خاشعةٍ، وعيونٍ دامعةٍ أن يثأر لنا منهم، وأن ينتزع لنا حقوقنا من بين أيديهم، وأن يعيدها إلينا خالصةً كما كانت لنا وحدنا.

الدعاء على الأعداء سنةٌ موروثة، وتقليدٌ متبعٌ، وهو سلوكٌ طبيعي، يلجأ إليه كل مظلوم، وينهجه كل شعبٍ مضطهد، ويناله كل عدوٍ ظالم.

إلا أنني أتوجه في هذا الشهر الفضيل، وفي هذه الأيام المباركات، وفي العشر الأواخر التي يلتمس فيها ليلة القدر، التي هي خيرٌ من ألف شهرٍ، وفيها دعوةٌ مستجابةٌ، وأبوابٌ للرحمن مفتوحة، والحجب بينه وبين عباده مرفوعة، بالدعاء على الظالمين من بني جلدتنا، وعلى المعتدين من أمتنا، والغاصبين من قادتنا، ممن يتقدمون صفوفنا، ويرأسون جمعنا، ويتحدثون باسمنا، ويدعون أنهم قادة ورؤساء، ومسؤولين وأمناء، وصادقين وغيورين، ومحبين ومخلصين، بينما هم يغتصبون حقوق الناس، ويأكلون سحتاً أموال الرعية، ويحرمون أصحاب الحقوق من حقوقهم، فيحتجزون رواتبهم، ويمنعونهم منها بقوةٍ قانونٍ باطلٍ صنعوه بأنفسهم، أو جاء لهم به أفَّاقٌ مثلهم، أو حواريٌ يخطب ودهم، ويلتمس عطاءهم، ويرجو قربهم، فأشار عليهم بالحرمان، ونصحهم بالجحود والنكران.

اللهم إنهم يأكلون حراماً، ويرومون سحتاً، ويغتصبون حقاً، وينهبون مالاً، ويستغلون منصباً، ويستخدمون عباداً، ويخدعون شعباً، ويخونون أمانةً، ويبتزون أصحاب حاجةٍ، ويتعمدون حرمان أصحاب حقٍ، وهم يعلمون أنهم يرتكبون جريمةً، ويقترفون إثماً، ويعصون الله الخالق، فاللهم أدخلهم ناراً يستحقونها، وعذبهم جزاءً نكالاً يكون لهم ولمن بعدهم آية، وانتقم منهم عدلاً يفتقدونه، وأذقهم مراً لا يعرفونه، واحرمهم من نعيمٍ لا يقدرونه، ونكل بهم في الدنيا قبل الآخرة.

اللهم إنهم يحرمون أطفالاً من حليبهم، ويجوعون أسراً بقراراتهم، ويضطهدون ضعفاء بسلطاتهم، ويحتجزون أموالاً هي لشعبهم، ويسخرونها لغير قضيتهم، ويستخدمونها في غير محلها، لأهدافٍ هم يرونها، فمزق اللهم سلطانهم، وشتت شملهم، وفرق جمعهم، وانتقم للضعفاء منهم، واقتص للمحرومين وخذ بحقهم، فإنك أنت القادر عليهم، والمنتقم منهم.

اللهم إنهم طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد، وأضلوا الناس وظلموا العباد، وأحبوا الدنيا وأموالها حباً جماً، وأكلوا التراث فيها أكلاً لمَّا، فكن لهم يا الله بالمرصاد، وخذهم أخذ عزيزٍ مقتدر، ولا تأخذك بهم شفقةً ولا رحمةً، فأولئك لا يعرفون في الناس إلاً ولا ذمة، ولا يتمنون لأهلهم عيشاً كريماً ولا حياةً مصونة، اللهم إنَّا نسألك أن تنتقم من كل غاصبٍ ومعتدي، وأن تسترد منهم حقوقنا، وأن تنتزع منهم ما سلبوه منا، فإنك أنت الحكم العدل، وما خاب من دعاك، ولا ذلَّ من استجار بك وسألك.

اللهم إننا نتكفل بالعدو وننال منه، ونؤلمه ونوجعه، ونقدر على أن نؤدبه ونعلمه، وننتقص من أطرافه ونقتل جنوده، فنحن بحولك يا الله عليه ننتصر، ونتغلب عليه ونقهره، ونستعيد منه حقوقنا ونطرده، ونحن بإيماننا بك أقوى، وبقيننا فيك أثبت، وعليه وأنت معنا أقوى وأقدر، فلا مغلوبٌ لمن كان الله معه، ولو كان أقل عدداً وعدة، وأنت يا الله معنا، ناصرنا وحامينا، وحافظنا وراعينا، فلا نخاف وأنت معنا بخساً ولا رهقاً، ولا عدواً ولا خطراً، ولا نخشى وأنت إلهنا من عدوٍ متربصٍ بنا أو معتدٍ علينا، فهذه معركةٌ معه اسمها جهادٌ، وغايتها تحريرٌ، وعاقبتها جنة ونعيم.

أما المعتدون علينا وهم منا، والغاصبون لحقوقنا وهم قادتنا، والمتغولون على الضعفاء فينا ظلماً وعدواناً، وهم زيفٌ سادتنا، فإننا نحيلهم إليك سبحانك، ونسألك أن تتولى حربنا عليهم، وأن تستعيد حقوقنا منهم، فإنه لا يقدر عليهم إلا أنت سبحانك، فإنهم يتحصنون بالقوة، ويحتمون بالسلطة، ويتدثرون بثياب الطهر، ويلبسون ملابس العفة، ويحملون المسبحة، وفي جباههم زبيبة، ولسانهم يرطن بكلامٍ يبدو ذكراً، ولكن قلوبهم خبيثة، ونفوسهم مريضة، وألسنتهم جميلة، يخدعونك اللهم والذين آمنوا، ويتظاهرون وأنت بهم عليمٌ أنهم أمناءٌ وأتقياء، وأنهم يخافونك ويرجونك، ويسألونك ويدعونك، ولكنهم إلى المعصية يسبقون، وإلى الجرم يسرعون.

اللهم في هذه الأيام المباركات لا تدع ظالماً إلا وأخذته، ولا معتدياً إلا وقصمته، ولا متآمراً إلا وكشفته، ولا كاذباً إلا وفضحته، واضرب اللهم على أيديهم، وأذقهم لباس الذل والهوان، ومرغمهم بالتراب والأوحال، واجعلهم اللهم عبرةً لأنفسهم ولغيرهم، وآيةً لمن بعدهم.

ولا تمتعهم اللهم بما اغتصبوا، ولا تطمئنهم على مستقبل أيامهم، واهدم بنيانهم الذي بنوا، ولا تجعل لهم الخلود في الدنيا ذكراً إلا لعنةً، وفي الآخرة إلا قصاصاً، واقصهم اللهم عن مراكزهم التي بها يبطشون ويعتدون، وفيها يظلمون ويحرمون، واضرب على أيديهم بما يردعهم ويخيفهم، ويردهم عن غيهم وكيدهم، واجعل اللهم علينا خيار عبادك، ولا تجعل علينا شرارهم، إنك على ما تشاء قدير، وبالإجابة جدير.

هل استشعرت تركيا بالخطر....؟؟؟؟"" نظرة تحليلية""

تركيا العضو في حلف الناتو منذ عام 1952 والتي اسند لها مهام هامة في محاصرة النفوذ السوفيتي وصولا الى المهام الرئيسية التي اسندت لها فيما يسمى الربيع العربي في ليبيا ومصر وتونس واليمن وفلسطين والتي تماشت رغباتها السياسية والامنية مع التدبيرات والمدبرات التي صنعها الغرب لاحداث جغرافيات سياسية وتغيير هوية الانظمة الوطنية في منطقة الشرق الاوسط واستبدال الدولة الوطنية بدول مذهبية طائفية والتي ارتأت تركيا منها بالثورات التي صعد فيها الاخوان المسلمين لتسلم السلطة وحلم تركيا باسترجاع نفوذ الدولة العثمانية، وان كانت تركيا في حلف الناتو الا ان تركيا تعاني من التصنيف السياسي والامني والعرقي من دول اوروبا والتي تقف حائلا دون انضمامها للسوق الاوروبية المشتركة.

من الوقائع على الارض وافرازات ما يسمى الربيع العربي في سوريا والعراق وتونس واليمن ومصر قد نقول قد احبط المشروع التركي في كلا من مصر وتونس وليبيا واليمن وما زالت تركيا تراهن على بؤرة ساخنة من اهم البؤر التي تحدث تحولات سياسية وامنية في المنطقة وهو الصراع العربي الاسرائيلي وما جاز تعريفه بعد ذلك بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي ولعب دور نظري في مساندة حماس في غزة ومناورات فك الحصار ومأساة اسطول مرمرة التي خسرت فيه تركيا قتلى على يد البحرية الاسرائيلية، ولم تكن ردود فعل تركيا الا بالونات فارغة من سوء العلاقة بينها وبين اسرائيل ومحددات تركيا لرجوع العلاقات بالاعتذار الاسرائيلي وفك الحصار عن غزة.... وهذا لم يحدث حيث تعرضت غزة لعدوان اسرائيلي موسع طال البنية التحتية للقطاع، بل تركيا دعمت مشاريع همشية في القطاع وحفلات للزواج الجماعي، وربما الوجود التركي في المعادلة الفلسطينية والغزية بالتحديد هو وجود يحاول ان يعاكس الوجود الايراني بحلف تبلور اخيرا بينها وبين السعودية وقطر، حيث كشفت في الاونة الاخيرة عن مقترحات لهدنة طويلة الامد بين حماس واسرائيل ودور قطري في حل مشكلة الكهلرباء والغاز واعادة الاعمار بعيدا عن شسلطة محمود عباس ونهجه الانفرادي ايضا بمشروع سياسي فاشل لم يجني منه الفلسطينيين الا الاسوء، وربما يتماشى الدور التركي مع منظور فصل غزة عن الضفة وهذا ما يعمل عليه محمود عباس رئيس السلطة وقوى اقليمية اخرى ودولية.

ولكن يبدو ان تركيا استشعرت بان الرمال تتحرك من تحت اقدامها وخسارة في الاغلبية في البرلمان التركي في الاونة الاخيرة وتراجعات وانتكاسات لنهج الاخوان المسلمين في مصر وتونس واليمن وسوريا، ولكن هل الحكم والسلطة الاردوغانية التي حققت في السنوات الماضية انتعاشا في الاقتصاد التركي قادرة على ان تحتوي متغيرات خطرة في المنطقة وخاصة على حدودها الغربية والجنوبية مع سوريا والعراق، وهل هي قادرة مع الرمال المتحركة والجارفة والتي يلعب فيها اكثر من تناقض ان تحتوي تلك المتغيرات وبدون تعرضها للخطر وامنها الاقليمي والقومي؟؟ تركيا التي ساهمت في صنع ما يسمى الربيع العربي وما يسمى الثورات العربية...!!! ولكن يبدو ان النار الملتهبة والفوضى قد تطال تركيا وفي حدودها الغربية والجنوبية في كل من العراق وسوريا.

في عام 2003 منعت امريكا تركيا من التدخل في شمال العراق وحذرتها بان قواتها ستكون محل استهداف من الجيش الامريكي اذا اجتاحت شمال العراق ومنطقة الاكراد، امريكا صنعت منطقة حذر جوي على شمال العراق ومكن الاكراد من بناء جيش ومؤسسات وبرلمان وحكومة وسيطرة على منابع النفط واصبح شمتال العراق بمثابة دولة مستقلة لاكراد العراق...

التطور المقلق لتركيا والتي جعلتها تحشد قواتها على شمال سوريا هو ما حققته وحدات حماية الشعب الكردية من سيطرة على تل ابيض التي تمثل مساحتها مساحة لبنان وسيطرتها على الحدود مع تركيا وربط المناطق المسيطر عليها من قبل وحدات حماية الشعب الكردية في الحسكة وعين العرب كوباني وطرد قوات داعش منها.

قد ترى تركيا من داعش ووجودها لا يمثل خطرا عليها ولان داعش لا تمتلك مقومات الاستمرار والوجود بل هي ظاهرة مؤقته افرزتها ظروف مذهبية وقبلية وسلوكيات انظمة ما بعد غزو العراق ومهاجمة الدولة السورية واثارة النعرات المذهبية والقوميات ولا تتوفر لها حاضنة شعبية وسياسية ويمكن لهذه الظاهرة ان تنتهي اذا حلت مشكلة المذهبيات، بل ترى تركيا من سيطرة الاكراد على شمال سوريا ما يهدد الامن القومي والاقليمي التركي والمصاحب لرفع رايات الاحزاب التركية على المنناطق وعدم رفع العلم السوري ولنشاء جيش كردي وبرلمان ومؤسسات على غرار اكراد شمال العراق، قد ترى تركيا من اقامة دولة كردية في شمال سوريا ما يهدد وحدة اراضي تركيا وربما تمرد من اكراد تركيا جنوب تركيا والتي يتجاوز عدد هم حوالي 8 مليون كردي ويمث تعدادهم 56% من تعداد الاكراد في المنتشرين في العالم اما تعدادهم في سوريا حوالي 2 مليومن كردي وفي العراق حوالي 4 مليون وفي ايران حوالي نصف مليون ومجمل تعداد الاكراد في العالم حوالي 30 مليون.

( يتواجد الاكرادغرب إيران وشمال شرق سوريا وجنوب شرق تركيا. يعتبر الكُرد كعرقٍ جزءًا من العرقيات الإيرانية بالإضافة إلى هذه المناطق - بأعداد قليلة في جنوب غرب أرمينيا وبعض مناطق أذربيجان ولبنان. يعتبر الأكراد إحدى أكبر القوميات التي لا تملك دولة مستقلة أو كياناً سياسياً موحداً معترفاً به عالمياً. وهناك الكثير من الجدل حول الشعب الكردي ابتداءً من منشأهم، وامتداداً إلى تاريخهم، وحتى مستقبلهم السياسي. وقد ازداد هذا الجدل التاريخي حدة في السنوات الأخيرة وخاصة بعد التغيرات التي طرأت على واقع الأكراد في العراق عقب حرب الخليج الثانية، وتشكيل الولايات المتحدة لمنطقة حظر الطيران التي أدت إلى نشأة كيان إقليم كردستان في شمال العراق.

ينقسم الاكراد إلى اربعة مجموعات ( الكرمانجي، والكلهود، والكوران، واللور ) وكل مجموعة لها لهجة خاصة.

مصطلح الاكراد تاريخيا كان يطلق على جميع البدو الرحل والقبائل البدوية في إيران على اختلاف اعراقهم ولغاتهم بما في ذلك البلوش والفرس واللور.

تم ذکر اسم الاکراد في كتاب "صورة الارض" للمؤرخ العربي ابن حوقل عام 977م في خريطه توضح منطقه اقليم الجبال شمال العراق)"" الموسوعة الحرة"

ولكن هل بعد تلك الحشودات على شمال سوريا هل ستقدم سوريا على اجتياح تل ابيض وهل الاكراد وعمليات تصفياتهم العرقية وترحيل العرب والتركمان من شمال سوريا فعلا قفزوا خطوات لتصفية المناخات للقومية الكردية في سوريا.....؟؟؟

اسئلة يجب ات تطرح......؟؟ هل تركيا قادرة على تجاوز القانون الدولي واجتياح اراضي دولة عضوا في الامم المتحدة وذات سيادة على اراضيها....ز وهل تقبل الدولة السورية بهذا الاعتداء والاجتياح الاجنبي لاراضيها.... ومع ادراك تركيا بان الجيش العربي السوري ما زال يحتفظ بكامل قدراته من اسلحة استراتيجية...؟؟ وهل تقبل امريكا بهذا الاجتياح وخاصة انها تمهد لدولة كردية وتجزءة سوريا والعراق وخلق كيانات مذهبية في المنطقة ..... وهل تجد تركيا نفسها متعارضة مع سياسة امريكا والغرب لمام خطر محدق بوحدة اراضيها وسيادتها........ حسابات كثيرة ودقيقة في معادلة المنطقة قد تجعل تركيا هدفا بعد سوريا يفرض عليها تحالفا مع الدولة السورية كما صرح اوباما بان محاربة داعش يحتاج زمنا طويلا وبتحالف مع الحكومة الوطنية السورية ولم يذكر خطرا للاكراد على وحدة سوريا واراضيها وهذا ما يزعج تركيا.....