الكاتب: يونس العموري
هي ليست كلماته الاخيرة ... لسبارتاكوس الكثير من الصراخ بالظرف الراهن والكثير من النداءات لكم يا معشر العبيد الذين استكانوا وسكنوا الكهوف بملء ارادتهم وراحوا يبحثون عن جنس الملائكة ذكرا كانت ام انثى .. وعن طبيعة حور العين بالجنان الموعودة والطريق الى جهنم بالنوايا الحسنة معبدة .... فالمشانق ما زالت معلقة والقيصر المتربع على عرشه بصراع العبيد مستمتعا ويحاول بايماءة منه ان يباشر حكمه من خلال استكانة العبيد ...
وهو الليل الذي لا بد ان يسود في ظل صمتكم وفي ظل خنوعكم وهدوءكم والفتات من موائد الرحمان تكفيكم ... ويا ايها الجالسون على جوانب الطرقات بعبور مواكب سادة القوم من امامكم انحنوا قليلا حتى تمر مواكبهم لتعودوا لممارسة عنتريات رجولتكم بعد ان ضاعت معاني الرجولة بمواقفكم ولعل هذه الرجولة خُصيت فيكم ... ولتتصارعوا على ما تبقى من فتات ... كنتم الاسياد والسادة حينما كنتم تدركون حقيقة المعادلة التي من خلالها تفهمون حقيقة الواقع ... وحساباتكم كانت بلحظتها بسيطة الحرية تعني حريتكم والاستقلال يعني سيادتكم وحق تقرير المصير يعني ان تكون انسانا حرا وسيدا بهذا المسمى بالوطن بصرف النظر عن اوامرهم وارائهم وحساباتهم ومفاوضاتهم ...
يا عبيد اللحظة والشهوة انظروا جيدا الى ما انتم فاعلون وكيف تقضون نهاركم وراقبوا سلوككم اليوم والامس ليس ببعيد عن غدكم ....
يا ارباب اليمين والمتمسكون بالنصوص بصرف النظر عن مكنوناتها والجالسون عن يسار المشهد اصحاب المعادلات الحسية الملموسة احساسكم باللحظة قد قتل .... واصبحت هذه اللحظة مجردة من وقائعها وتفاعلاتها لا معنى لها والقتل بحلبة صراع العبيد متواصل ومستمر والقيصر يعتلي المدرج ويعطي اوامره بمصارعة العبيد والقاتل لابد ان يكون مقتولا في الجولة التالية ....
هي اللحظة الراهنة التي من خلالها نلاحظ اننا نُساق الى الحلبة والكل يُباع ويُشترى والمزاد العلني يتواصل على الرابح والخاسر وحتى يستوي المشهد فالقيصر والنبلاء وسادة القوم والعبيد وجموع الرعاع المصفقون ينحشرون معا في تلك الساحة والكل هنا يمارس دوره بدقة وعناية والعبيد ايضا لهم الدور الرئيسي بحلبة القتل والقتال ....ومعشر العبيد يُراد لهم ان يعايشوا النمطية والروتين ولهم ادوار مخطط لها ليصبحوا ورقة في اوراق وملفات مطالباتهم حتى تستوي الرذيلة وممارسة كل اشكال فنون العهر والتعهير بحق انسانيتكم .... لتصبح الثورة بلا عنوان وبلا جدوى في ظل استكانة العبيد وان يكون الصراخ مجرد ارتدادات الصدى بالاودية السحيقة ولا حياة لمن تنادي .....
المجد للفرعون الذي يحيا في كنفكم ومن لا يواجهه بوصايا الانبياء لا يستحق ان يعيش الا عبدا منفذا لأوامره وصلواتكم ستصبح مجردة من ابتهالاتها ومفرغة من تراتيل كلام الرب وحكمته من خلقكم لتثوروا فقولوا (اللا) بوجه من قالوا (النعم) .... وارفضوا كل دساتيرهم وقوانينهم واعملوا لو القليل من خلال قناعاتكم التي لابد من ان تسود في ظل حكم فرعون والفراعنة ومن يتفرعن على حسابكم ... مارسوا ضجيجكم وارفضوا كل ما يأتونكم به واعلموا ان حكمة خلقكم لن تستوي في ظل رضوخكم وهدوئكم وان تساقون الى مقصلة الحياة ... تهرولون بالصباح الباكر عابسة وجوهكم كالقطيع لتكونوا مجرد ارقام في اتون مؤامرات سادة واولي امركم او هكذا هم يعتقدون ...
ايها الخاضعون الخانعون ... لا تستمعوا كثيرا للخطب المنطلقة من حناجرهم ولاتقبلوا زوجاتكم فقد يعلن الرفض على هدوئكم القاتل وهن يغتصبن على مرأى ومسمع منكم ولا تقبلوا الجميلات بالخفاء فقد ادركن انكم مجرد ذكور غادرتهم رجولة الموقف والمواقف ... واعلموا ان الفارس حينما يمتطي اليمامة الزرقاء تطارده عيون كل النساء وينتظرن عودته المظفرة ويكفي انه مارس قناعاته وتمرد على من يدعي انه السيد الامر الناهي ....
ايها العابرون بين ثنايا الخيوط الدقيقة ما بين الحلال والحرام .... انما الحرام وجودكم في ظل خوفكم وقعودكم منتظرين عطاياهم .... الميدان قد لفظكم ورفضكم وكل ساحات الوغى صارت بلا معنى وصارت بلا اسماء والقتلى يتساقطون وانتم كما انتم تأكلون وتشربون وتمارسون متعة الشهوة بلا رضى .... واعلموا انكم عطشى وان شربتم من المياه الراكدة والبحر كالصحراء لا يروي العطش ....
ايها العبيد اخلوا اماكنكم ومساكنكم فالحدائق التوراتية ستشيد على انقاض احلامكم ... والملك داود سيعود لممارسة فسحة الركض عصرا بجوار البيت العتيق وحيث انكم عبيدا قاعدون حيث انتم فلا مكان لكم بين اشجار التين والزيتون وبالتالي اذهبوا حيث يجب ان تكونوا على هوامش صناعة التاريخ ... فامراؤكم يعتلون منصات الكلام لمجرد الكلام ويبقى من ليس له سوى الانتظار ان يرضى بما سيكون له ان يكون و(سلوام) الاسم المرادف لعبثية الانسان بالوادي السحيق حينما كانوا متحصنين لحماية المياه الجارية من عيون متفجرة بارادة الرب وتضرع المؤمنين حينها .... ستصبح مدينة داود بالعبرية ناطقة ...
مارسوا غضبكم واعلنوا عن نفيركم واعدوا لهم ما استطعتم من الحب والارادة ... وثورتكم اعلنوا عنها بوجه التنين وللتنين اوجه متعددة وليس بالضرورة ان يكون ذاته ذاك المتغول ببراري الارض السمراء بل ربما سيكون من اتباعه ممن هم بالضاد ايضا ناطقين وانتم تعلمون وتعرفون وتدركون مرامي الكلام ومغازي المعاني ...
ولتعلموا ان من يرث البيت والمسكن والارض هم الاقوياء والتاريخ لا يتوقف كثيرا عند تغير الاسماء وسيمحو من ذاكرته اسماءكم ودلالات وجودكم ان بقيتم باسدال حلبة القتل دائرون دون ان تقاتلوا وتسطروا مواقف تعرفكم الارض من خلالها ....والثورة هي صناعة وحياكة المستحيل ولبس اثواب العزة فأنزعوا عنكم ثوب العبيد ولتكن بداياتكم من حيث انتم الان اخرجوا من عباءات امرائكم وسيطروا على مشاهد يومكم ....ولا تنحنوا للريح وكونوا كما انتم ولا تزيفوا حقائقكم ولا تجاملوا فالانحناء مر ... وعلموا اطفالكم ركوب المستحيل والله سيتكفل باليتامى والمساكين وعابري السبيل ان كانوا ممن يملكون الايمان بحتمية انسانيتهم وبقدرتهم على ان يكونوا بشرا لهم القدرة على تحدي قوانين الظلم والظالم والمظلوم .....
ايها القاتل ويا قاتل احلامي وغدي ويومي .... هذه وصاياي ان تشأ فاسمعها واحفظها عن ظهر قلب .. اقتلني خلسة ولا تجاهر بالقتل ولا تجعل مني بطلا شهيدا فالجمع قد اضحوا عبيدا عند جلال سلطانك لكن ارجوك ان ترحم الشجر وكما هي كلماتي كقائد في غابر الازمان حينما كانت ثورتي على قياصرة روما اجدد ( لكنني اوصيك ان تشأ شنق الجميع ان ترحم الشجر ... لا تقطع الجذوع كي تنصبها مشانق... لا تقطع الجذوع فربما يأتي الربيع والعام عام جوع ....)