نشر بتاريخ: 29/07/2015 ( آخر تحديث: 29/07/2015 الساعة: 12:24 )
الكاتب: صادق الخضور
الكلمات التي حملها معه المقال الأخير للدكتور إبراهيم أبراش عن المثقفين ودورهم، والمكانة المفترض أن يحظوا بها؛ كلمات تثير الكثير من التأملات في ظل واقع انعدم فيه حضور المثقفين إمّا بسبب ما يعتري حالهم من تغييب أو احتواء الكثيرين منهم وفق منهجيات جعلت حضورهم غير ذي بال.
حال المثقفين من حال الثقافة، أو العكس، وأيّا كان الواقع فالنتيجة واحدة، حتى الحديث عن التعديل الوزاري الذي لم يتم، غيّب الحديث عن وزارة الثقافة.
لا نريد مقارنة وزارة الثقافة بغيرها من الوزارات في الوطن العربي، ولا بغيرها من الوزارات في فلسطين، لكن يكفي مقارنة وضعها حاليا بما كانت تنجره في بدايات تأسيسها، فإلى ماذا تشير المقارنة؟
حال الثقافة بائس إلى أبعد حد، ووحدهم المثقفون يدفعون ضريبة مضاعفة، ضريبة الغياب والتغييب، والإبداع الثقافي في حالة تراجع، أو بالأحرى الاهتمام به يشهد حالة موات، ما يجعل المثقفين يتعاطون مع الموضوع بمنطق فدوى طوقان: أكتب؟ ماذا أكتب؟ مع التباين في السياقات واختلاف الزمان والمكان، فالأرض التي ينتظر نمو الثقافة فيها" يباب".
حال الثقافة يتطلب مراجعة إن لم يكن احتراما لمثقفينا، فوفاء للثقافة باعتبارها مكونا رئيسا من مكونات بناء الشخصية الوطنية، والخلل ليس مقصورا على "قصقصة" موازنات الثقافة، والتعاطي معها باعتبارها غير ذات قيمة.
حال الثقافة والمثقفين بحاجة إلى مراجعة، وفي الوقت الذي اعتلى فيه مثقفون سدّة الثقافة لاتخاذها جسرا للعبور، أو أقحم سياسيون أنفسهم في الثقافة أملا في التعبير عن شمولية إبداعهم، ما بين هذا وذاك تراجع المشهد، وحتى المهرجانات المنعقدة على كثرتها باتت لا تقدّم أي جديد، ولا تبوح بولادة أي إبداع، والرقصات الإيقاعية والدبكة الشعبية تتم على أصوات موسيقى جاهزة وتسجيلات مكرورة.
حال المثقفين يعكس التراجع الرهيب في نمطية التعامل مع المعطى الثقافي، وبدل البحث في سبب الإشكالية أهي في المبدع أم في المتلقي أم في الإبداع ذاته؟ وجب البحث في إشكالية منهجية التعاطي.
• مؤتمرات كثيرة، هنا وهناك، ألا تستحق الثقافة أن ينبري أحدها لها؟
• نقد أدبي غائب وبامتياز، لماذا؟؟؟؟؟؟؟؟
• رعاية قطاع خاص لأنشطة سطحية والتغاضي عن رعاية ذات مضامين!!!!
كثيرة هي الوقائع، والمثقّف بات غريبا لا لأنه غريب بطبعه بل لأن الواقع أجبره على عيش حالة اغتراب، والأجسام والهيئات المفترض أن ترعى الثقافة في خبر كان.
المثقون والثقافة: إشكالية، وواقع لا يحمل معه أيّة بشائر، وليس غريبا أن نعتاش على بقايا ما خلفه مبدعون حقيقيون مع التقدير لقلّة من المبدعين الحاليين.
حال الثقافة: لا يسر أحدا لا عدواّ ولا صديقا، عفوا بل يسرّ الأعداء، فقد بات المشهد الثقافي خاليا من أي دور حقيقي للثقافة في بلورة معالم الشخصية التي نريد، وبدلا من منح المثقفين مكانا رياديا صاروا في الحضيض، فهل نشهد قريبا محاولات جادّة وإستراتيجيات كفيلة بإعادة الثقافة إلى الواجهة؟ أم تبقى الثقافة في دائرة الانتظار بانتظار من يبادر لمنحها ما تستحقه من اهتمام؟.!!