نشر بتاريخ: 02/08/2015 ( آخر تحديث: 02/08/2015 الساعة: 11:03 )
الكاتب: خالد معالي
بعد عام من جريمة حرق الطفل الشهيد المقدسي محمد أبو خضير؛ خرج علينا إرهاب وبلطجة المستوطنين فجر الجمعة 31 72015 بحرق الطفل الشهيد علي سعد دوابشه (عام ونصف)؛ في استهتار ولا مبالاة، واستخفاف واضح ومتواصل بأرواح وأملاك الفلسطينيين؛ لتهز صورة جنازته وحرق جسده الطاهر البريء ضمير الإنسانية والعالم أجمع.
أوجع قلوب الفلسطينيين والإنسانية جمعاء خبر ومنظر حرق الطفل الشهيد علي؛ وقبل ذلك صورة الشهيدة الطفلة إيناس، والطفل أبو خضير؛ فما ذنب الطفولة والبراءة أن تقتل قبل أن ترى نور الدنيا؟!
حرق الطفل الشهيد علي من قبل المستوطنين؛ ليس عبارة عن ردة فعل عابرة وغير مخطط لها؛ بل هي حرب ممنهجة وسياسة متواصلة، يغذيها فتاوى دينية يهودية شاذة؛ والتطرف المتزايد في قمة هرم دولة الاحتلال؛ أمثال "ليبرمان" و"بينت" وغيرهم من دعاة التطرف والإرهاب وطرد الفلسطينيين من أرضهم ومصادرة أراضيهم.
لوثة دينية تضرب المستوطنين؛ يتواصل معها حرق المساجد، والمنازل ومصادرة الأراضي ؛ والفتاوى الدينية جاهزة من قبل حاخاماتهم تدعوهم للاستمرار والمواصلة، فالشعب الفلسطيني بنظرهم من "الغوييم"، والتي تعني حيوانات بهيئة بشر حتى يأنس بهم اليهودي، وهم شعب الله المختار، و"الأغيار" وُجدوا لخدمة اليهود.
لولا أن ألطاف الله؛ تصيب عباده الله؛ لأحرق المستوطنون وقتلوا كافة أفراد عائلة الشهيد الطفل علي؛ مع أن وضعهم في المستشفى هو الآن ما بين الحياة والموت؛ وهو ما يشير إلى أن إرهاب المستوطنين لن يتوقف ضد الأطفال والنساء في كافة أماكن تواجدهم في الضفة الغربية؛ في ظل استيطان رخيص ومريح كتب عنه كذلك كتاب ومفكروا دولة الاحتلال أنفسهم ووصفوه بأرخص احتلال في العالم.
المجرمون ممن قاموا بفعلتهم النكراء؛ مرتاحون لردة الفعل على حرقهم للأطفال الفلسطينيين؛ فهم يطربون لسماع الاستنكار والشجب؛ ويعلمون مسبقا أن هناك من يحميهم من حكومة "نتنياهو" وسيخرجون منها كما خرجوا من جرائهم السابقة؛ أو كما يقول المثل :" مثل الشعرة من العجين".
تشير جريمة حرق الطفل علي وحرقه حيا؛ إلى أننا مقبلون على توتير أكبر، وصراع أشمل، مع المستوطنين الذين "لا يرقبون في مؤمن إلًّا ولا ذمة"؛ وهو ما يستدعي الحذر والجاهزية التامة لصد اعتداءاتهم المتكررة؛ والتي قد تضرب بعد فترة في أي مكان آخر في الضفة الغربية المكلومة.
مخطئ من يظن أن المستوطنين سيتوقفون؛ بل سيواصلون اعتداءاتهم في المدى القريب ما دام لا يوجد رادع؛ فشهود عيان من قرية دوما؛ أكدوا أن عملية الحرق جرت من قبل قطعان المستوطنين الذين استغلوا قرب المنزل من الطرق الالتفافية التي يسلكونها؛ ومن ثم سرعة هروبهم من موقع الجريمة؛ مستغلين الأوضاع الراهنة التعيسة ومعرفتهم المسبقة أنه لن يتم المسّ بهم .
هناك عوامل مساعدة كثيرة لمواصلة إجرام المستوطنين، خاصة حرية الحركة والتنقل بين المستوطنات، وسرعة الدخول والخروج من قرى بعينها في مناطق محددة في الضفة، واحتضان حكومة "نتنياهو" المتطرفة للمستوطنين، وتركهم ليصولوا ويجولوا دون حسيب ولا رقيب.
المرحلة الحالية بما تحمل من استيطان، وأرخص احتلال مريح عرفه التاريخ، وغير مكلف ورخيص الثمن؛ يشجع المستوطنين على مواصلة سياسة سرقة الأراضي واستنزاف الضفة، وحرق المساجد والمنازل؛ وحتى حرق الأطفال كما حصل مع الطفل الشهيد علي دوابشة ومحمد أبو خضير، وهو يشكل جزءا من سياسة الاستنزاف العامة للفلسطينيين لحملهم على ترك وطنهم.