الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الوزارة والوزراء والتعديلات الحكومية ، بين الاصطفاف والمنفعة

نشر بتاريخ: 04/08/2015 ( آخر تحديث: 04/08/2015 الساعة: 15:44 )

الكاتب: بهاء رحال

البعض يرى في هذا التعديل الوزاري أنه ذو فائدة ، وأنه يأتي ليخدم مصالح الشعب الفلسطيني وسوف يعود بالنتيجة النهائية بالمنفعة على المواطن ، هذا من وجه نظر بعض المحللين والسياسيين والتابعين كما يطلق عليهم البعض ممن هم لا يرون في هذا التعديل الوزاري اية ايجابية ، ولا يرون فيه سوى انه عبء اضافي على كاهل الميزانية العامة التي سترهق بمزيد من النفقات المالية لوزراء جدد يكونوا عبء على الميزانية العامة والتي هي بالاساس تعاني من الفقر والعجز وتحتاج الى المزيد من المساعدات والتبرعات والهبات الحكومية والغير حكومية ، لكي تستطيع ان تواصل تقديم بعض او جزء  مما يوكل لها من مهام وتؤدي ما عليها من واجبات في كافة النواحي الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والصحية والزراعية .. الخ . 

وكلنا يعلم العجز الكبير الذي تعانيه الحكومة وقلة امكانياتها ومواردها لهذا قد ترجح الغلبة لاصحاب الرأي الذي هو ضد زيادة عدد الوزراء ، كنوع من التقنين المستحب من اجل درء تبعات ما قد تحمله الموازنة من اعباء مالية واقتصادية يكون المتضرر الاول منها هو المواطن الذي يقوم بتسديد كل ما عليه من التزامات دون أدنى مستوى من الحقوق التي يجب ان يحصل عليها ، فلا الطرقات جيدة ولا الخدمات الصحية سليمة ولا حتى المياه تصل بانتظام ولا شركات الكهرباء قادرة على الايفاء بالتزاماتها ولا التعليم متاح للجميع ، ووسط هذا كله بدأت أصوات تعلو بعد حادثة الاعدام التي حدثت قبل ايام بحق الطفل الرضيع في نابلس ان يتم تشكيل لجان شعبية لحماية المواطنين ، والغريب بالامر ان الذي يتزعم تلك الحملات المحافظين ، فهل هذا معقول !!

 وأين هو دور الأجهزة الأمنية والعسكرية وأين قوى الأمن !! السؤال هنا ، اذا ما اتخذ المواطن دور تلك الأجهزة وشكل لجان للحراسة والدفاع عن املاك المواطنين ، فما هو حاجتنا لتلك القوى الامنية والعسكرية التي تستحوذ على حصة الأسد في الموازنة العامة للسلطة ؟ وهل هذا القرار منطقي ! أم أنه يمكن اعتباره فورة دم وردة فعل لاسترضاء الناس على غرار فورات الدم التي تشهدها المحافظات في الاونة الأخيرة بعدما ارتفعت وتيرة الاحداث والاشكالات الداخلية خلال الأشهر الاخيرة خاصة تلك التي حدثت في شهر رمضان .

ويبقى السؤال ، ما الذي يقدمه الوزراء مما يتطلع له المواطن ؟ وهل نحن حقاً بحاجة الى وزراء ؟!!