الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

أزمة التحرر الوطني الفلسطيني

نشر بتاريخ: 05/08/2015 ( آخر تحديث: 05/08/2015 الساعة: 12:14 )

الكاتب: أحمد أبو دقة

دائما نحن الفلسطينيين منهمكين في التسويق لوطنيتنا، رغم أن المؤمنين بقضيتنا من غير أبناء جلدتنا أكثر من الكثير منا، لأننا أصبحنا في الوقت الراهن نؤمن بمصالحنا الحزبية و الاقتصادية و الاجتماعية أكثر من أي وقت مضى..
هناك أزمة سياسية عميقة ورثت الواقع الحالي الفلسطيني ركيزتها الأساسية تتمثل بمجلس تشريعي ورئيس للدولة لايتمتعان بأي شرعية دستورية أو وطنية، كل ما في الأمر أننا تحولنا في غابة يحكم فيها الأقوى.
غزة تعيش مأزق الحصار و الكهرباء و البطالة و معبر رفح وغيرها من الأزمات المتلاحقة منذ عشر سنوات، و المسئول عنها وإن كان سبباً فيها هو الإحتلال.

في الضفة المحتلة كذلك لا يختلف الحال كثيراً عن غزة إلا أنه أفضل والسبب في ذلك ضعف الموقف السياسي لممثلي الشعب الفلسطيني في مقارعة الإحتلال، فهم لا يستطيعون توفير حماية للمدنيين من غلاة المستوطنين، وكذلك لا يستطيعون إلزام الدولة العبرية بالإتفاقات التي وقعتها، من بينها إقتحام الدوريات العسكرية الإسرائيلية المتواصل للمدن الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية، ووقف الإستيطان..

إذا كان الطريق الذي تسير فيه خاطئ فلنغيره، لم أعلم أن أحداً أدرك أنه يواجه وحش فألقى عليه التحية، إسرائيل لا تؤمن بالسلام، فلا تجعلوا السلام ذريعة للحفاظ على مصالحكم الخاصة وشركاتكم واقتصاد أقربائكم ومناصبكم العليا على حساب جيل بأكمله..
أزمة معبر رفح سببها تعنت فلسطيني خالص، و أزمة الكهرباء كذلك، و السبب مناكفات حزبية و الضحية المواطن الفلسطيني، لأن الإحتلال يجد خصماً ضعيفاً..
رضخ الاستعمار الاجنبي للكثير من الثورات بمدة أقصر من مدة الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين و السبب أنه واجه شعوب موحدة خلف قيادتها..

إذا كان السياسي فاسد فعلينا نحن الإعلاميين صناعة مشهد فكري و ثقافي جديد داخل المجتمع الفلسطيني، المطلوب فيه أن نحرك الرأي العام بإتجاه صناعة قرار سياسي يضمن وحدة المجتمع ويصحح مسار السياسيين، ماذا فعل مهاتما غندي في الهند خلال حقبة الاستعمار؟ وماذا فعل عمر المختار؟ وغيرهم كثيريين، و السبب في ذلك وحدة الشعوب وليس قوة الأحزاب السياسية.

لدي قناعة بأن الأحزاب اختراع استعماري لزيادة الفجوة داخل المجتمعات المتماسكة لإضعاف الخصوم فقط، وهذا ما اتضح فعلياً خلال العشر سنوات الماضية على صعيد القضية الفلسطينية..
ولو أن أحد منهم غير أولوياته سيكون أمامه امتحان صعب خصوصاً في قضية الدعم المالي الذي يأتي من الخارج.. نريد دور أكبر لرجال الدين و المثقفين و الإعلاميين ليتحرر الشعب الفلسطيني من وهم الحزبية وأفقها الضييق..

تحررت ليبيا من الايطاليين بدون الحاجة لفتح أو حماس وكذلك الجزائر وتونس و مصر و السودان، لأن الشعوب آمنة بفكرة التحرر و الحرية و المقاومة ودعمتها دون أن تجعل منها مثار صراع بين طبقاتها أو فصائلها.