الأحد: 08/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

أعيدوا لأمهاتكم أسماءهن

نشر بتاريخ: 11/08/2015 ( آخر تحديث: 12/08/2015 الساعة: 13:45 )

الكاتب: سناء العاجي

كنت أسمع من أصدقائي في الشرق، لكن أيضا في الأفلام والمسلسلات المنتجة في المنطقة، كيف أن الأم تنادَى باسم ابنها الأكبر: أم أحمد، أم علي، أم ابراهيم... إلى آخره.

لكني اكتشفت مصعوقة في الأسابيع الأخيرة أن الأمر أكبر من ذلك. في بلدان كالأردن واليمن ومصر وربما دولٍ أخرى غيرها، يعتبر الرجل أن نطق اسم أمه أمرٌ مهين له وفيه انتقاص من رجولته.

تصورت في البداية أن الحكاية مبالغٌ فيه أو حتى أنها مفبركة، فليس كل ما نتابعه على الأنترنيت صحيح؛ إلى أن شاهدت حملةَ توعية نظمتها مؤسسة الأمم المتحدة للمرأة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة لهذه السنة؛ وقد كانت الحملة موجهة لدول المنطقة وناطقة باللهجة المصرية. الحملة اعتمدت على هاشتاغ #MyMothersNameIs ، مع فيلم جميل عن الموضوع متوفر على اليوتوب بعنوان Give mom back her name، أعيدوا لأمهاتكم أسماءهن.

صعقت في الحقيقة لأني أولا لم أعرف هذه الممارسة أبدا في المغرب؛ حيث ربط الأم بابنها في التسمية غير موجود بتاتا. في المغرب، تُنادى المرأة باسمها الشخصي سواء كانت عازبة أو متزوجة أو أرملة أو مطلقة: فتيحة، نادية، أو منانة كما هو اسم والدتي الحبيبة، الله يخليها ليا. بل حتى أنه، في بعض مناطق القروية شمال المغرب، ينسب الشخص لأمه، كأن يقال: "محمد ولد عائشة".

صديقة مشاكسة من اليمن نشرت منذ فترة على صفحتها الفايسبوكية منشورا تفتخر فيه ساخرة بأربعة أصدقاء لها اعتبرتهم شجعانا لأنهم يصرحون بأسماء أمهاتهم وزوجاتهم.

إنه ليس مجرد تفصيل بسيط، بل هو يترجم عقلية متحجرة وصلت إلى اعتبار اسم المرأة جزءا من عورتها الذي يجب ستره، والذي في التصريح به إهانة للشرف. كيف وصلنا إلى هذا؟ لن يقول لي أحد إنها تقاليدنا الدينية، ففي عهد النبي وفي عهد الخلافة، كانت أسماء النساء معروفة؛ وأسماء زوجات الأنبياء جميعهم وأمهاتهم وبناتهم معروفة، فكيف تطور الأمر ببعض المجتمعات لتصل إلى مستوى اعتبار ذكر اسم الأم إهانة وانتقاصا من الرجولة ومسا بالشرف؟

التغيير يبدأ من مساءلتنا لمثل هذه البديهيات المغلوطة.