نشر بتاريخ: 11/08/2015 ( آخر تحديث: 11/08/2015 الساعة: 23:58 )
الكاتب: فارس الصرفندي
ان قرار الرئيس الفلسطيني زيارة الجمهورية الاسلامية الايرانيه لم يكن وليد اللحظة كما يظن البعض وفكرة العلاقات الكاملة مع ايران كانت تراود السلطة الفلسطينية منذ اعًوامً لكنها كانت تراود قادة فتح منذ زمن طويل ولن اذيع سرا ان قلت ان احد اعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح بدا باجراء اتصالات مع الايرانيين قبل اعوام بلقاءه نائب الرئيس الايراني في احدى الدول وكانت رسالة الاخير الى القيادي الفتحاوي ان ابواب ايران مفتوحه للرئيس عباس وان ايران لا يهمها انتماء الفلسطيني الذي تفتح ذراعيها له بقدر ما يهمها انه فلسطيني.
قبل ثلاثة اعوام عندما زار الرئيس الفلسطيني طهران للمشاركة في قمة عدم الانحياز وقبل توجه الرئيس بساعات جاءت انباء من غزه بان اسماعيل هنيه سيتوجه الى ايران للمشاركة في القمه.
ابو مازن ابرق للايرانيين انه لن يشارك في القمه ان دعي احد غيره وكانت المفاجاة ان الايرانيين ابلغوا ابو مازن ان المدعو الوحيد للقمه عن فلسطين هو لا غيره بصفته رئيسا لمنظمة التحرير ورئيسا للسلطة الفلسطينية.
البعض يحاول ان يطرح فكرة ان عباس بعد ذهاب حماس نحو السعوديه واحتضان الاخيرة للاخوان المسلمين لمواجهة ايران في اليمن يبحث عن محاور جديده ولم يجد غير المحور الايراني لكي يثبت للسعوديه ان كانت ستحتضن حماس فان ايران قادرة على احتضانه ..ايران التي ستستقبل ابو مازن واستقبلت موفده احمد مجدلاني تدرك نظرية ابو مازن وتختلف معه فيها لكن هذا لا يعني ان تغلق ابوابها في وجهه او ان ترفضه.
ولا ينكر الايرانيون لابي بان موقفه في سوريا كان يمثل قمة العقلانيه السياسيه وكذا سوريا اعلنت عدة مرات رغم انتقاد دمشق لسياسة ابو مازن تجاه الاحتلال انها تحترم موقفه في احداثها ...لكن الواقعية السياسية تقول ايضا بان ايران اصبحت دوله اقليميه بعد تًوقيع الاتفاق النووي واعتى المعارضين للجمهوريه الاسلاميه في مفاوضاتها مع الغرب كان اول الشادين الرحال اليها واقصد هنا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس وحتى الدول التي تناصب ايران العداء بدات منذ اشهر مفاوضات سريه وشبه علنيه مع ايران فلماذا لا يكون الرئيس الفلسطيني ضيفا على طهران دون ان ينضم الى محور الجمهورية الاسلاميه ...وبما ان ايران تحولت الى لاعب اقليمي مهم وصاحب كلمة فاصله فعليها ان تستقبل وتحاور من يعارضها ومن يؤيدها.
الدول الكبرى وصاحبة الكلمه الفصل عليها ان تكون قادرة على الاستيعاب...ومحمود عباس كرئيس للسلطة الفلسطينية وكرئيس لمنظمة التحرير وكقائد لحركة فتح سيكون مرحب به في ايران والرجل سيجد هناك افاقا كثيره كي يخوض فيها ويقتحمها.
ليس بالضرورة في علم السياسة ان تفتح فقط الابواب التي تعرف ما خلفها سلفا ولكن الذكاء ان تفتح الابواب التي تجهل ما خلفها وان تطوعها لصالحك ...ابو مازن سيجد خوش امديد كبيره تنتظره في طهران.