نشر بتاريخ: 18/08/2015 ( آخر تحديث: 18/08/2015 الساعة: 10:24 )
الكاتب: م. طارق أبو الفيلات
حضرت الكثير من مؤتمرات الاستثمار في فلسطين وشاركت في العديد من اللقاءات الترويجية للاستثمار في الاقتصاد الفلسطيني وندوات هنا ولقاءات هناك ووفود سافرت ووفود قدمت "بعد عناء" .وتولد لدي انطباع ان المجاملة هي سيدة الموقف وان الخوف والقلق يسيطران على الكثير ممن التقيتهم واغلب الظن أن معظم من زاروا فلسطين تحت شعار مؤتمرات الاستثمار كانت الزيارة هي الهدف والصلاة في الأقصى هي المقصد ولقاء الأهل والأحباب هو الدافع .
ربما عقدت بعض الصفقات وأعلن عن بعض المشاريع المشتركة لكنها تعد على أصابع اليد الواحدة ولها ظروف خاصة وخاصة جدا ولا اعتقد ان كل تلك المؤتمرات قد حققت اية نتيجة تبرر تكرار الفعاليات واذكر ان احد الضيوف الخليجيين في احد المؤتمرات قال على من تضحكون علينا ام على أنفسكم أي استثمار أضعة وانتم لا تملكون منحي تأشيرة لازور استثماري أو أتفقد أموالي؟؟
أخر جاء من دبي انتقدنا بشدة لفكرة الاستثمار وقال انتم بلا بنية تحتية فقلنا الاحتلال لا يسمح.
وأخر سال عن المدينة الصناعية في قلعة الصناعة الفلسطينية فدارت العيون ولم يسمع آلا ان الاحتلال لا يسمح.
وأخر سال سعر الطاقة والوقود قلنا الاحتلال لا يسمح.
زائر سال عن بعض المعدات قلنا الاحتلال لا يسمح.
وكثرت الأسئلة وتعددت الاستفسارات ونحن نرد الاحتلال لا يسمح.
فكان الاستنتاج :نتمنى إن نساعد في دعم الاقتصاد لكن ظروفكم لا تسمح.
كان هذا في قاعة الغرفة التجارية في الخليل قلعة الصناعة ووجدتني اطرح وجهة نظري التي ربما لا يوافقني عليها البعض والتي تتمثل في اننا نعيش في واقع معقد يصعب علينا شرحه ويصعب على الناس فهمه فهذه حالة اقتصادية فريدة لا مثيل لها ونحن من خلقها وابتكرها ولا عجب ان الآخرين لا يفهمون كيف نستطيع العيش فضلا عن كيف نبني وننشي مشاريع والعيب ليس فينا وليس فيمن لا يستطيع إن يتصور استثمارا اقتصاديا في ظل سلطة تحت الاحتلال الكامل.
الضيوف اجمعوا إننا لاعتبارات كثيرة نرغب في دعم الاقتصاد الفلسطيني لكن كيف؟
أصحاب المؤتمرات يعرضون دائما بعض المشاريع لإقناع الضيوف بجدواها وانا أقول لم يطرح مشروع واحد لا نستطيع القيام به لوحدنا فمن فضل الله ان هناك راسمال فلسطيني قادر على النهوض بأي مشروع فالمال ببركة هذه الأرض لا ينقصنا بل ان بعض من أصحاب رؤوس الأموال عندنا لديهم مشاريع واستثمارات في الأردن ومصر ودبي.
لدينا مصانع وصناعات صالحة للتصدير الى كل ارجاء الدنيا والى العالم العربي بالذات نصنعها بجهدنا وبظروفنا وبتعقيدات حياتنا وببنيتنا التحتية ومناطقنا الصناعية او في ورشنا لا تهتموا كثيرا بكيف نصنع فقط اهتموا بماذا نصنع وماذا نقدم واقول لكل من يريد حقا ان يستثمر في فلسطين بلا مجازفة او قلق فقط اشتري منتجاتنا واعمل على فتح الأسواق لها في أي دولة تستطيع.
هذا الاستثمار لا خوف فيه ولا قلق فقط تعاون مع المصانع لتحصل على المنتج الذي تريد لا تجمد أموالك ولا تشتري معدات او ماكينات فقط ادفع ثمن البضاعة وسوقها واربح واستثمر في بضاعة فلسطينية تحقق هدفك وتخدم فلسطين وعمالها واقتصادها واتركنا نحن نحل مشاكلنا كما فعلنا كل تلك السنين.
ادعم الصناعات القائمة بل إذا وجد من يفتح السوق لآية سلعة فنحن جاهزون لفتح مصانع فقط ادعمونا بالتسويق الجاهز وليكن استثمارا تجاريا حرا تستعيد فيه رأس المال بعد كل صفقة والبضاعة تصل إليكم ولستم في حاجة الى ذل التأشيرة.
هي فكرة راودتني لمن يرغبون ويخافون وطبعا نرحب بكل من اقتنع بالاستثمار الكامل عندنا فقضيتنا قضية وجود وبقاء والبطالة تعني الهجرة.