نشر بتاريخ: 21/08/2015 ( آخر تحديث: 21/08/2015 الساعة: 11:40 )
الكاتب: يونس العموري
يا سادة العتمة، وخفافيش السواد، وسارقي ابتسامة طفل عند اول الصبح حينما يصحو متثائبا من فراشه الدافىء، هذا بياننا لكم وهذا قولنا نرتله على مسامعكم فهل أنتم مصغون..؟ هل لكم ان تستمعوا لضجيجنا..؟ ولصرخانا..؟ ام انكم قد اعتليتم ابراجكم وما عاد الصوت يصل اليكم..؟ هو القدر ان تتربعوا على عرشنا وعلى سدة حكمنا وان تنطقوا بأسماءنا برغم عنا.. وان تحللوا المحرم وتحرموا المحلل وكأنكم تملكون صكوك الغفران وتفاسير كلمات أمنة مطمئنة كان قد القى الرب بها في نفوس المؤمنين الفقراء الهاربين من شطئان اسلافكم حينما كان الرقيق متعة في البيع والشراء لسادة البيداء.
يا سادة القهر مناسبة ما نقول ما يحدث الأن وما يمكن ان يتواصل حدوثة حتى يصبح عادة من عادات سادتنا وأولي امرنا وقادة حكمنا، ففي كل يوم يطل علينا واحدا من هؤلاء ليجلدنا ويلسعنا بتصريحات لا نعلم مراميها وكيف من الممكن ان تخدم مصالحنا الوطنية العليا وكيف من الممكن ان تصنع لنا وطن او جزء من وطن او شيء من استحقاقات الوطن بل نطمح يا سادتنا العظام ان تتفقوا على تعريف هذا الوطن وفقا لمقاييسكم واعرافكم وانسجاما وأطروحات جهابذة العصر الجديد الناطقون الجدد باسمنا وباسم مقاومتنا وباسم شعبنا وبأسم فقراءنا ونساءنا واطفال الشوارع والحواري ..
صار فعل التخوين امرا طبيعيا في هذه الايام فمن السهل على اولي الأمر منح صكوك الغفران لمن يشاءون ومنح اوسمة الشرف والبطولة لمن يرغبون، وشطب الأسماء من قوائم الوطنيين وحتى رسم المعادلات وحساب الحسابات للكيفية التي من خلالها من الممكن ان تكون فلسطينيا عربيا وهناك من يصنفنا على أساس اننا عرب عاربة مستعربة واخرين من الفلسطينين الأقحاح وسادة القوم من يمتلكون الحق في ممارسة فعل التصنيف هذا..
وبمكان اخر وبزمان نحيا في كنفه اليوم فقد صارت الخيانة وجهة نظر تتطلب التنظير وممارسة مقارعة الحجة بالحجة وصار العناد المبدئي والثبات على المواقف امرا فيه الكثير من الرجعية ولغة خشبية اكل الزمان عليها وشرب.. ومن يزأر بصوته ويمارس كلاما له رنين الصدى المرتد من افئدة المظلومين والمقهورين وممن يحيون تحت الأرض انما يمارس بعرف هؤلاء الفعل القبيح، ومن يحاول ان يمارس غضبه انما يقترب من افعال الشياطين، واختلط الحق بالباطل وصار الأسود لونا رماديا والأبيض لونا مزركشا بشتى الخربشات الممهورة بمواقف لا نفهم مضامينها..
فحينما يعتلي منصة الكلام واحدا من هؤلاء ليعلن ان الخصم السياسي له قد صار جزء من معادلة اخرى غير معادلة الشعب وبمكان اخر غير مكان الجماهير وانه قد اصبح مع من يمثل غرباء عن الدار وجب طردهم ونفيهم وابعادهم حيث انه قد اضحى صاحب البيت والبيت هو من يحميه ولم يعد للبيت ربا الا هو منصبا ذاته الها جديدا تقدم له قرابين المغفرة والإستغفار ومحتكرا الصلوات في محراب معبده.. يصير الوطن (رقعة الجغرافيا) مكان اضيق من ان يستوعب أهات المؤمنين بشمس مشرقة على تلاله وتصبح قطرات الندى المتشكلة عند اول الصبح مزعجة لعاشقة ربما تمر بالمكان خلسة..
مرة اخرى نحن فقراء الوطن وعشاقه.. ومن نحاول ان نحيا في كنفه.. نمارس صراخنا وعويلنا ونحاول ان نصمت طويلا ونمشي الهوينا لنعبر ازمنتكم وازمنة الأمراء الجدد وزعماء التطرف ومن يركعون بحضرة البزنس ومن يصنعون ممالك لهم ويريدون ان نصدق دساتير مزاميرهم الجديدة بأن كفوا عنا واوقفوا نباحكم وعودوا الى جحوركم.. واعلموا ان هذا الوطن للجميع ومن لا يريد ان يكون للجميع فليرحل...