الأربعاء: 05/02/2025 بتوقيت القدس الشريف

التفاوض خارج اطار منظمة التحرير ..خيانة..واليسار انحرف عن المسار

نشر بتاريخ: 24/08/2015 ( آخر تحديث: 24/08/2015 الساعة: 23:30 )

بقلم: ياسر عبدالله

حين قررت منظمة التحرير التفاوض كان الشعب جزء من القرار الوطني، واعتمدت ايضا على العمق العربي، (الاردن، العرق ، مصر .السعودية، سورية)، وكذلك على اصدقاء القضية في انحاء العالم. اما قطر فهي تغرد خارج السرب العربي وتلعب دور الواشي بين الدول العربية، وكذلك تركيا والتي سعت مراراً من اجل الدخول الى الاتحاد الأوروبي وحين فشلت، عادت لتعبث في اوراق الشرق الأوسط، تدعم حركات ارهابية من اجل تفكيك سوريا الى دويلات، وتدعم حماس في غزة لتغذية الانقسام، وكذلك قطر الدولة العربية والتي تفتح مكتباً تجارياً اسرئيلياً "سفارة اسرائيلية" في الدوحة ولها صلاحيات وامتيازات تتجاوز تلك التي حصلت عليها السفارة الفلسطينية، وقامت بشراء شخصيات فلسطيني وعربية دينية وسياسية وفكرية وإعلامية من اجل العبث باستقرار الوطن العربي، هي وتركيا يلعبان على تغذيت الصراعات دائما في المنطقة من اجل الظهور امام الجماهير العربية بأنهم يلعبون دورا إيجابيا وانهم حمائم سلام ، فمن يذكر حين ارتكب الاحتلال جريمته على سفينة "مرمرة"، وسقط (10) شهداء على متنها على يد الاحتلال، لم نسمع من تركيا سوى الكلام فكيف نعول عليها في دعم القضية.

باعتقادي يكفي شعارات لمن يقول "إن حركة حماس لم تتوصل لاتفاق تهدئة نهائي مع إسرائيل"، و"ان حماس لن تقدم اي تنازلات تمس الثوابت والحقوق الفلسطينية، وان اي اتفاق ستبرمه الحركة لن يكون بمعزل عن الإجماع الوطني، مؤكد ان لا دولة في حدود غزة ولا دولة بدون غزة، ويقول " نؤمن بالشراكة في صنع القرار السياسي ،ولن نتوصل لأي اتفاق الا برؤية وطنية مشتركة" . ان هذا الكلام بحاجة الى ترجمة حقيقة، برد حركة حماس على من يعرض عليها مبادرات تهدئة، بان الشرعية هي منظمة التحرير، وان الشرعية هو رئيس الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الرئيس ابو مازن، ومن يريد ان يعرض مبادرته عليه ان يختار العنوان الصحيح، هكذا تتحول الشعارات الى واقع فلسطيني، ولن يحسب لنا حساب من الاحتلال ونحن منقسمون بل سوف يستهتر بقضيتنا. 

واليسار الفلسطيني لم يحسم امره لا في الضفة ولا في غزة، فكثير من قيادته تحول من رمز للنضال والمقاومة الى رمز وعنوان للممولين من خلال انخراطهم المتهور في منظمات ال (NGOS)، ومنهم من رفع المنع الامني عنه واصبح مرحب فيه على الحدود والمعابر، وهؤلاء اصبحوا غير مهتمين ان كان الانقسام استمر ام لم يستمر فهم يروا انفسهم خارج المعادلة، حتى اقلامهم جفت وتلونت فلم يعد لهم موقف واضح اتجاه الواقع الفلسطيني.

خلاصة القول ان القضية الفلسطينية تمر في اصعب مراحلها، وما تقوم به حماس من فتح قنوات للتفاوض مع اسرائيل حول "فك الحصار"، وتنازلها عن المقاومة، ووضعها في ثلاجة تركية او قطرية ان لم تكن ثلاجة صناعة اسرئيلية، ان ذلك يشكل خطرا على مستقبل الصراع الفلسطيني مع الاحتلال ويجعل الاحتلال يستغل الخلافات ويلعب على توسيع الفجوة بين فتح وحماس، لذلك على قيادة حماس ان تعود الى شرعية "منظمة التحرير" و"الرئيس ابو مازن" في أي خطوة قادمة لان المجال الان مفتوح، والفرصة قائمة للوحدة الفلسطينية، وعلى اليسار الفلسطيني ان يعود الى دوره الحاسم في تعزيز الوحدة من اجل ان نقف موحدين امام التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية وهي الأخطر، وان لم نكن يد واحدة فاننا سوف نخسر جميعاً، لان هؤلاء الذين يدعمون طرف على حساب الاخر من اجل استمرار الانقسام والخلاف لهم مصالح في استمرار الانقسام، ولا يريدون ان يكون هناك استقلال فلسطينيي في مجابهة الاحتلال، واقول لمن يقول "لا دولة في حدود غزة ولا دولة بدون غزة"، ان هذا الشعار بحاجة الي ترجمة فعلية من خلال العودة الى منظمة التحرير وإغلاق كافة القنوات التي تسعى الى تعميق الخلاف الفلسطيني وليس كل من يدعمكم بالمال يعني انه حريص على مصالحكم، ولكنه هو يستخدمكم ادوات من اجل اجندات تخدم في النهاية الاحتلال وتعيق الطريق نحو التحرير والحرية للشعب والأرض الفلسطينية.