نشر بتاريخ: 26/08/2015 ( آخر تحديث: 26/08/2015 الساعة: 11:44 )
الكاتب: سفيان أبو زايدة
مخيم عيون الحلوة في الجنوب اللبناني و الذي يعتبر من اكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين و لذلك يطلق علية ايضا اسم عاصمة الشتات، حيث يبلغ عدد سكانه حوالي مئة و عشرون الف لاجئ على مساحة لا تتجاوز الكيلو متر مربع، وهو نفس المساحة و نفس عدد السكان تقريبا لمخيم جباليا الذي نشأت و ترعرعت فيه ، و لذلك استطيع ان اتخيل الظروف الانسانية المأساوية هناك .
بين الحين و الاخر ، يصعد اسم عين الحلوة الى الواجهة . في الغالب يسمع عن تجدد الاشتباكات بين حركة فتح و قوى اخرى ، خاصة ما يسمى (الشباب المسلم) وهم بقايا جند الشام وفتح اﻻسلام وارهابيون محليون واجانب من تكفيريين و ظلاميين و هاربين من العدالة وجدوا لهم ملجأ في احدى اجزاء المخيم. و كثيرا ما يسمع عن اغتيال كادر او قيادي فتحاوي كما حدث مؤخرا من اغتيال للقائد الفتحاوي العميد طلال البلاونة ، وكما هو حادث اليوم من تجدد للاشتباكات و التوصل الى وقف لاطلاق النار و من ثم تجدد الاشتباكات بعد ان ينهار الاتفاق المرة تلو الاخرى.
لا شك انه و في ظل الانقسام الفتحاوي ، خاصة بعد القرار الظالم الذي اخذته اللجنة المركزية لحركة فتح بحق العميد اللينو قائد الكفاح المسلح و الذي كان و ما زال اهم شخصية عسكرية في المخيم. مع الاحترام لباقي القيادات، اعتقد اعداء الوطنية الفلسطينية قبل ان يكونوا اعداء حركة فتح و خصومها ان اللحظة مناسبة للانقضاض على هذه الحركة و انهاء وجودها ليس فقط في عين الحلوة ، بل كافة المخيمات الفلسطينية في لبنان.
العميد اللينو الذي تعرض الى عملية تشويه ممنهجة وصلت الى حد الاتهام بالخيانة ، لتجريده ليس فقط من فتحاويته بل من وطنيته ايضا ، بما في ذلك محاولة تحريض السلطة اللبنانية عليه و على من يمثل في داخل حركة فتح ، غير مكترثين لما سيحدث من اضعاف لموقف حركة فتح و ابناءها ، كان من المفروض ان يقف العميد اللينو و رفاقه موقف المتفرج لما يحدث من اعتداءات على ابناء فتح و قياداتها على اعتبار انه اصبح الان خارج الحركة.
لكن ما حدث عكس ذلك تماما. لم يكترث العميد اللينو لكل محاولات التشويه التي تعرض لها ، و لكل التقارير الكاذبة التي ارسلت هنا وهناك ، وخاصة للامن اللبناني و التي بعضها صور الامر على ان هناك مؤامرة على فلسطين و لبنان معا يقودها اللينو و رفاقه، و التي تعاملت معها السلطات اللبنانية ، وخاصة مدير الامن العام اللواء عباس ابراهيم على انها تتنافى على الاقل لما يراه على ارض الواقع، و ان ما يراه ان العميد اللينو يشكل صمام امان ليس فقط للفلسطينين في المخيم بل للامن في الجوار اللبناني ايضا و انه و رفاقه جزء من الحل و ليس جزء من المشكلة كما حاول ان يصورها البعض.
اللينو لم يكترث لكل الاجراءات التي اتخذت بحقه ، و لم يكترث لكل الاقلام الصفراء التي شاركت و مازالت في حملة التشويه بحقه وحق اخوته الذين يحملون ارواحهم على اكفهم دفاعا عن المخيم و ابناءه و دفاعا عن فتح و كرامتها التي تداس بين الحين و الاخر في انتظار قرار قد لا يصل او يصل متأخرا جدا و بعد فوات الاوان. هو في الحقيقة يعكس القيم الفتحاوية الطاهرة التي نفتقدها في هذا الزمان، ليس فقط على مستوى الافراد، بل على مستوى القيادة.
وفق اخلاق هؤلاء ، لو اراد اللينو ان يتصرف بنفس منطقهم و سلوكهم و دسائسهم و تفاهاتهم ، من المفروض ان يجلس جانبا ، يتفرج على ابناء فتح و هم يذبحون ، و يقول كما قال من سبقه في مواقف مشابهه بأن هذه المعركة ليست معركتي ، و اذا كان يريد ان يكون اكثر نذالة كما يتصرف البعض و يبحث عن الخلاص الشخصي او المصلحة الشخصية مفروض ان يتحالف مع هؤلاء التكفيريين و الظلاميين.
لكن انسان بحجم اللينو و ووطنيته و فتحاويته واخلاقه لا يمكن الا ان ينتصر لابناء شعبه و ابناء تنظيمه، دون النظر الى كل الحسابات الشخصية الضيقة ، ليس لديه فرق بين فتحاوي و فتحاوي لادراكه ان فتح اكبر من كل الاسماء و المسميات و المواقع و ان دماء ابناء فتح مقدسة بغض النظر عن مواقفهم سواء منه او من غيره.
مشكلة مخيم عين الحلوة لن تنتهي الا في حالة واحدة فقط، اذا استعادت حركة فتح عافيتها ووحدتها و كرست كل الامكانيات و الموارد و القرارات من اجل تحقيق ذلك. الاشتباكات و المناوشات و الاغتيالات لن تتوقف طالما هناك من لا يخشى العقاب الصارم و الفوري.
الى ان يتحقق ذلك، سيبقى عين الحلوة في عيون اللينو و رفاقه و كل الاوفياء المخلصين لهذا المخيم المكلوم.