نشر بتاريخ: 12/09/2015 ( آخر تحديث: 12/09/2015 الساعة: 17:44 )
الكاتب: صادق الخضور
العلّة في المنهج أم في النقد؟ تساؤل محيّر في ظل واقع محيّر تغيب فيه الحركة النقدية الأدبية بامتياز، فلا زال القصور في واقع الحركة النقدية واضحا للعيان مع أن هناك مواقع رسمية كثيرة تقلدّها أدباء ومبدعون، ورغم ذلك لم نلمس بعد انعكاسا مباشرا لذلك على مردود التعاطي مع تفعيل المجالات الثقافية والفنية.
العلّة في المنهج -وأعني به طريقة التعاطي- أم في النقد- أي المال والموازنات-؟ سؤال تكشف إجابته إن كانت بموضوعية عن مكامن الخلل.
حتى في الصحف والدوريات يكاد العثور على مقال نقدي أو رؤية نقدية شبه مستحيل، وتقتصر بعض الآراء على مجاملات تحمل معها طابع الإشادة أكثر من طابع التعمّق والتحليل.
دور دوائر اللغة العربية في الجامعات: ما طبيعته؟ وما المطلوب؟
وزارة الثقافة ومسؤولياتها، كيف السبيل إلى إعادة منح هذا الملف اهتماما خاصا؟
تفعيل الحركة النقدية مسؤولية وأولوية تغيب حتى الآن، والمطلوب تدارك هذا الوضع قبل فوات الأوان، وغريب أمرنا، فنحن نتحدث عن تعزيز التفكير الناقد، وعن ضرورة تعزيز طرح السؤال على حساب مجرّد الإجابة، وعن وعن ........ثم نرى أنفسنا وقد عززّنا كل ما يتنافى وهذه المحاور.
العلّة في المنهج أم في النقد؟ ويبدو أنها في الاثنين معا، لأنها علّة شاملة، تحمل معها مؤشرات مقلقة، وبانتظار مؤتمرات تنبري لرؤى نقدية، ومطبوعات بمضامين، وندوات وحلقات نقاش، وكلها مما يمكن أن يوجد واقع نتدارك فيه خللا استشرى في طبيعة تعاطينا مع المنتج الثقافي الإبداعي.
تقييم وتأمل : وليس أقل من هذا في هذه المرحلة، وإعادة استقطاب خبرات أكاديمية جامعية وجدت نفسها في واقع لا يولي النقد الأدبي أي اهتمام، وكثيرة هي الأسماء، لكن المطلوب المبادرة لتفعيلها ودعوتها من جديد للمشاركة.
العلّة في المنهج أم في النقد؟ أم فينا؟ فقد حان الوقت لطرح هذا التساؤل بعد أن ذهبت مطالبات سابقة بتفعيل هذا الجانب أدراج الرياح، وظلّت قاصرة لا لأنها قاصرة بل لأنها لم تحظ بالاهتمام الكافي من ذوي الشأن.
وزارة الثقافة أول المدعويّن للتدارك، وللمبادرة، مع أن مطالبة أي كان بالمبادرة تتنافى أصلا وروح المبادرة!!!
هي كلمات لا تستهدف أحدا بعينه مع أنها قد تستهدف الكل، والمراجعة النقديّة لواقع الحركة النقدية يجب ألا تنسلخ عن روحها النقديّة إن أردنا فعلا تجاوز نمطية الدوران في حلقة مفرغة.
الحركة النقدية في سبات، والمشهد ليس كذلك، فثمة إبداعات ظلّت منسيّة على الرف، مع أن النقد كفيل بمنحها فرصة التداول.
مرّت فترات كنا نقول فيها: هذا نقد بنّاء، وهذا نقد هدّام، أما الآن، فقد غاب النقد أصلا، ويبقى السؤال: العلّة في المنج أم في النقد؟ وأضيف إليها: أم فينا؟؟؟!!!! ويبدو أنها فينا.