نشر بتاريخ: 14/09/2015 ( آخر تحديث: 14/09/2015 الساعة: 11:23 )
الكاتب: غسان مصطفى الشامي
أخيرا أضيفت سارية علم فلسطين إلى سواري الأعلام المرفوعة أمام مبنى الأمم المتحدة في نيويورك، ولكن يبدو أن هذا العلم سيبقى حزينا أمام هذه المؤسسة الدولية، التي تكيل بمكيالين، ولا تنظر بعدالة للقضية الفلسطينية .
إن فلسطين لا تنتظر من الأمم المتحدة بعد 67 عاما من الاحتلال مجرد رفع علمها، حيث اعتمدت الأمم المتحدة دولة الكيان الغاصب (إسرائيل) عضو فيها منذ عام 1949م ورفعت أعلامها منذ ذلك العام – بل تنتظر من الأمم المتحدة رفع الظلم الدولي، وإحقاق الحقوق الفلسطينية المشروعة، والمحزن أكثر في قضيتنا ونكبتنا أن الأمم المتحدة تتعامل بطيبة كبيرة مع الكيان الصهيوني وعندما تغضب (إسرائيل) من سلوك الأمم المتحدة، تبادل المنظمة الدولية هذا الغضب بالبحث عن إرضاء الكيان الصهيوني، ففي كافة التقارير الأممية الدولية لم توجه الأمم المتحدة التهم المباشرة للكيان الصهيوني، ولم تدعو مباشرة (إسرائيل) إلى إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية وتطبيق الشروط والمعاهدات الدولية، وكم من الحروب منذ عام 1948م شنتها (إسرائيل) ضد الفلسطينيين دون حسيب أو رقيب أممي يضمن الأمن والأمان للفلسطينيين أو الحماية الدولية.
إن خطوة رفع العلم الفلسطيني مقدرة، وهي أقل ما يقدمه المجتمع الدولي لشعبنا الفلسطيني الذي قدم التضحيات الكبيرة من أجل حريته واستقلاله، ومن أجل بناء دولته المستقلة على كامل التراب الفلسطيني، هي خطوة رمزية، والواجب أن يتبعها مجموعة خطوات من المجتمع الدولي من أجل الحرية وتقرير المصير وكنس الاحتلال الغاشم عن أرضنا المباركة.
ويرى كاتب السطور أن أمام الأمم المتحدة جهود حثيثة تجاه حقوق الشعب الفلسطيني غير رفع العلم وتسجيل دولة فلسطين كعضو مراقب في عدد من هيئات الأمم المتحدة وأبرزها محكمة الجنايات الدولية_ أمام الأمم المتحدة خطوات عملية أبرزها، ووقف المجازر الإسرائيلية التي ترتكب يوميا بحق الإنسان الفلسطيني والأرض والمقدسات، وأمام الأمم المتحدة فرصة كبيرة في مقاضاة ومحاكمة الجنرالات الصهاينة دوليا كمجرمي حرب وملاحقتهم قانونيا في كافة دول العالم.
اليوم القضية الفلسطينية خطت خطوات كبيرة في المجال الدولي والدبلوماسي، وهناك نشاطات كثيرة في الدول الأوربية داعمة للقضية الفلسطينية، فقد واجه رئيس الوزراء الصهيوني (نتنياهو) مسيرات ومظاهرة غاضبة جابت شوارع بريطانيا رفضا لزيارته لبريطانيا، وبين يدي الزيارة حقق اليساري البريطاني (جيرمي كوربن) فوزا ساحقا برئاسته لحزب العمال البريطاني، ويعد كوربن من أكبر الداعمين للقضية الفلسطينية في بريطانيا، وقد زار غزة مرات عديدة من أجل رفع الحصار عنها، وتعتبره دولة الكيان الصهيوني من أشد المعارضين لسياساتها تجاه الفلسطينيين، حيت تصفه (إسرائيل) بالمعارض العنيد، هذا الفوز له أبعاده على دعم القضية الفلسطينية في بريطانيا وفي الدول الأوربية قاطبة، كما أن هناك حملات واسعة في كافة البلدان الأوربية ضد منتجات المستوطنات( الإسرائيلية) حتى تواجه مقاطعة شديدة، مما يزيد العداء والكراهية في أوروبا تجاه الصهاينة، حيث تمتد حركات المقاطعة إلى الجامعات والمؤسسات الأكاديمية .
إذن القضية الفلسطينية باتت اليوم تحظي بدعم كبير من الكثير من الشعوب الأوربية ومن محبي الحرية والعدالة في كافة بقاع الأرض.. وها هي فلسطين تخطو خطوات دبلوماسية رائعة من أجل تصدير الموقف الفلسطيني ومعاناة شعبنا ومطالبه العادلة وحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس؛ في المقابل يجب علينا كفلسطينيين الحفاظ على الانجازات الأممية، والحشد والدعم المتواصل لهذه الانجازات الكبيرة، ومواصلة إرهاق العدو الصهيوني عبر المؤسسات الدولية، ومواصلة فضح جرائم الاحتلال أمام المؤسسات الأممية، وهناك الكثير من الملفات أبرزها الأرض واللاجئين الفلسطينيين والأسرى ومجازر الاحتلال المتواصلة بحق أبناء شعبنا الفلسطيني.
وسط هذا الإنجاز الدبلوماسي يواصل العدو الصهيوني مجازره بحق القدس والمسجد الأقصى المبارك، ويواصل انتهاك حرمة المسجد الأقصى ومنع المرابطين من التواجد في باحاته، حيث أصدر وزير الدفاع الصهيوني (موشي يعلون) الأسبوع الماضي قرارا عسكريا اعتبر فيه المرابطين والمرابطات المتواجدين الدائمين في المسجد الأقصى تنظيماً محظوراً، كما حظر القرار العسكري أيضاً المسميات المنبثقة عنها كمجموعات تعليم القرآن الكريم والسنة النبوية والعاملة بالأقصى "مصاطب العلم " أو "مجالس العلم".
وبعد هذه القرارات الظالمة بحق المرابطين في المسجد الأقصى يستعد الصهاينة لتنفيذ الخطط الخاصة بتأمين اقتحامات الصهاينة لباحات المسجد الأقصى المبارك لإقامته (الصلوات التلمودية) بمناسبة ما يسمى (رأس السنة العبرية)، حيث قامت قوات كبيرة من الشرطة الصهيونية أمس الأحد 13_9 – بحسب مصادر المركز الإعلامي للمسجد الأقصى- بمنع دخول كافة النساء والرجال دون سن الخمسين، وطالبات المدرسة الشرعية والحراس وموظفي الأوقاف إلى المسجد الأقصى، وبعدها قامت سلطات الاحتلال الصهيوني باقتحام المسجد والاعتداء على المصلين والمرابطين في المسجد، مما أدى إلى سقوط إصابات كبيرة وسط المرابطين والمصلين، واندلاع حريق جنوبي المصلى القبلي، كما تم الاعتداء على النساء والحرائر، ومدير المسجد الأقصى المبارك.
ما يحدث في المسجد الأقصى المبارك من مجازر يومية يندى لها الجبين، ومواصلة القوات الإسرائيلية الاعتداء على الحرائر والمرابطين يوجب علينا كفلسطينيين أن نتوحد وأن تبقى رايتنا موحدة وخطابنا موحد، ولا مجال اليوم إلا أن ينتهي الانقسام البغيض، وتعود المؤسسات الفلسطينية موحدة من أجل مواجهة هذا مجازر العدو بحق الأقصى وخدمة قضايانا الوطنية موحدين غير منقسمين على أنفسنا.