نشر بتاريخ: 28/09/2015 ( آخر تحديث: 28/09/2015 الساعة: 16:05 )
الكاتب: محمد علوش
" يا أيتها النفس المطمئنة "
لا موت بعد الموت
تلغي المواعيد قداستها المرهفة
تحلق في عرينها حرّة كسماء شفافة
وديدنها فصول ذابلة
وجراحات بليغة
كبلاغة الشّعر الجاهليّ
تفنى كأنها لم تكن سوى حلما
أو سرابا
أو قصيدة ولدت ميتة ومشوهة
تنتحر على ضفافها شهقة الأمنيات
تذرف دموعها الأخيرة
فصلا لسرمدية الغياب
" ارجعي إلى ربك راضية مرضية " .
خذني إليك يا موت
خذني فاني لا أخافك
ولن أركع لعادتك السيئة
خذني إليك طائرا للنار
شهوة لجهنمك الحمراء
للفراق الأبديّ مع أحبتي
لا أخافك يا موت
وهامتي لن تحني شموسها لجنونك الأخاذ
وسطوتك الغليظة
ستموت يا موت
تموت فينا بكرة وأصيلا
وننهض من تحت رمادك المتناثرة
نتلو على أنقاضك بيان البقاء .
وجهك مظلم يا موت
شبحا منبوذا
وعيونك المطفأة فيضا من خراب
حاولت مرارا أن تهزمني ، فهزمتك
وظلت معاركك خاسرة أمام قلاعي المنيعة .
هل نلتقي في أعالي الآخرين
بين جنة جثة
ونار ثأر
وصراط يسكنه فحيح الصراخ
ولهاث اللاهوت وفصل النهاية ؟
أنلتقي وننهي جرد الحساب
ونلهب الطريق بالهتاف والمناشير
ونضرم النار بأرشيف اللوح المحفوظ
وتابوت العهد
ونمضي إلى الله أطهارا من دنس الأكاذيب
تجري من تحتنا الأنهار
ومن فوقنا تنهمر السماء بالعصافير
والمطر
والوعود
والوعيد .
للموت شكلان لا ثالث لهما :
موت مجاني
وموت مدفوع الأجر
سيّان
تعددت الكمائن
وتعددت الوجوه صفراء كأوراق الخريف
وظل الموت غريقا
تتلاطم أمواجه في بحر من ظلام .
