نشر بتاريخ: 30/09/2015 ( آخر تحديث: 30/09/2015 الساعة: 22:03 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
لم يفتح ابو مازن مخازن السلاح بعد ، لكنه استدعى الاحتياط من جميع الفصائل والقوى والمحاربين القدامى ، عن طريق التزامه بقرارات البرلمان الفلسطيني ( المجلس الوطني ) وقرارات المجلس المركزي ، وتعطيل التزام فلسطين بجميع الاتفاقات التي وقعت مع اسرائيل .
وكانت اسرائيل سخرت كثيرا من خطاب الرئيس الفلسطيني قبل موعده ، وشكّكت على لسان قائد الادارة المدنية بانه لن يجرؤ على اية خطوة ، بل ان صحف عربية كانت نشرت وثائق قالت انها مسربة للقاء الوزير حسين الشيخ مع اسرائيل " تكشف " من خلالها تراجع الرئيس عن قراراته خشية من اسرائيل ... وجاء خطاب الرئيس ، ليعلن مكنب نتانياهو : خطاب ابو مازن كاذب ويشجع التحريض والشغب .
ورأى كثيرون انه لن يجرؤ على تحدي امريكا او التنصل من الاتفاقات مع اسرائيل ، حتى ان كثير من رسامي الكاريكاتير غمسوا ريشتهم في قناته ، ولكن السياسي العجوز اكبر رؤساء العالم عمرا وأطولهم خبرة ، وجه صفعة كبيرة لوزير الخارجية الامريكي جون كيري وأعفى الفلسطينيين من هذه الاتفاقات الثقيلة على صدر الشعب .
والاهم من الخطاب نفسه ، كيف سيترجم الفلسطينيون القرار الذي اصدره الرئيس ، ولو اردنا ان نعرف "القيمة الشرائية" للخطاب على المستوى السياسي والامني فعلينا ان نقرأ ردود الفعل الاسرائيلية لنعرف مدى تأثير هذه الخطوة التي تأخرت 17 عاما ، وقد كان على الفلسطينيين ان يعطلوا اتفاق اوسلو في العام 1998 حين تنصل منه نتانياهو وشارون بعد قتل رابين .
ابو مازن لم يفتح مخازن السلاح بعد ، ولكنه اعاد الكرة للشعب الفلسطيني ولكل الفصائل . والان بدأت قوى تدعو لتشكل جبهة موحدة للمقاومة الشعبية وانهاء الاحتلال باعتبارها هي المهمة الاولى لكل القوى الوطنية . فالشعب الفلسطيني لا يعاني من الانقسام ، بل النخب السياسية هي التي تعاني من الانقسام .
ابو مازن قال للعالم : لا تسقطوا غصن الزيتون من يدي ، لكن بطريقة لغوية مختلفة ، وحذّر من الحرب الدينية . وهو كلام لا تفهمه اسرائيل التي أغشى الله على عيون قادتها .
ابو مازن وافق على المبادرة الفرنسية ، تاركا بيده ورقة واحدة ليلعب بها في الساحة السياسية الدولية ، والمبادرة الفرنسية تقضي الى اقامة دولة فلسطينية عام 2017 سواء قبلت اسرائيل المفاوضات ام لم تقبل .
اليوم اعاد ابو مازن الكرة للشعب وللقوى الوطنية كلها ولمنظمة التحرير ، واليوم قال للعالم : نحن نطلب حماية دولية ، ولكنه بين السطور هدد بأن العالم كله سيطلب حماية دولية اذا غضب الشعب الفلسطيني مرة اخرى .