نشر بتاريخ: 06/10/2015 ( آخر تحديث: 06/10/2015 الساعة: 11:11 )
الكاتب: غسان مصطفى الشامي
لا وقت للكلام، ولا وقت للخطابات الرنانة، والساحة الآن في الضفة والقدس المحتلة مفتوحة للرصاص والمقاومة، والمواجهات مع جنود الاحتلال، على هذا الحال تعيش الكثير من المدن والأحياء في الضفة الغربية والقدس، وأصبحنا نسمع بين الفينة والأخرى عمليات بطولية نوعية للشبان الفلسطينيين في الضفة المحتلة والقدس، وتتسارع في كل حين التطورات الميدانية في المواجهة وتنفيذ عمليات طعن ضد جنود الاحتلال، وما يحدث يضرب بعرض الحائط كافة الخطط الميدانية، وجهود التنسيق الأمني مع الاحتلال، الهادفة لخنق المقاومة واستهداف رجالها واعتقال النشطاء من أبناء شعبنا .
وخلال الأيام القليلة الماضية أثلجت صدورنا سماع أخبار العمليات البطولية في القدس المحتلة والقدس، وأعادت إلينا الأمل بعودة العمليات الاستشهادية إلى قلب القدس المحتلة، ووقف مخططات الاحتلال في تقسيم القدس زمانيا ومكانيا؛ وبالفعل فقد نفذ الشبان الفلسطينيين في الضفة والقدس وعودهم بصورة عملية ودافعوا عن شرف القدس والمسجد الأقصى من خلال هذه العمليات البطولية الثائرة.
إن ما يحدث اليوم من تطورات ميدانية مهمة في الضفة والقدس يؤكد للقاصي والداني أن الأيام القادمة ستكون أيام أليمة للجنود الصهاينة، حيث شهدت مدن الضفة والقدس المحتلة خلال الأيام الماضية مواجهات عنيفة في كافة مناطق الضفة وعمليات نوعية للمقاومة، وقد اشتعلت الضفة أكثر بعد خطاب (القنبلة الصوتية) للرئيس عباس في الأمم المتحدة، والذي اعتبره الصهاينة مجرد فرقعات هوائية ولا يحسبون له أي حساب، ولكن ما حدث من عمليات نوعية الأيام الماضية، جعلت من رئيس الوزراء الصهيوني يوقف زيارته للولايات المتحدة ويعود مكفيا على وجهه من هول المفاجأة ومن شدة الانتقادات له من قبل الصهاينة والجمهور اليهودي.
العمليات البطولية التي جرت في الضفة المحتلة والقدس خلال الأيام الماضية، والتي أدت إلى مقتل أربعة مستوطنين بينهم ضابط صهيوني في هيئة الأركان، أدت إلى استنفار كبير وسط قوات الاحتلال، وقد نشرت الاستخبارات العسكرية الصهيونية في الصحافة العبرية تقارير حول جهودها الكبيرة على مدار يومين كاملين وتطويق مدينة نابلس واغلاقها بالكامل من أجل البحث عن منفذين عملية (إيتمار) البطولية في مستوطنة جنوب شرق نابلس، وتشير التقارير الإسرائيلية إلى أن كافة الجهود باءت بالفشل بحسب وصف ضابط إسرائيلي عملية البحث بالعملية المعقدة مشددا على أن هناك ضغط كبيرة من القيادة الإسرائيلية بالإسراع بإلقاء القبض على منفذي عملية نابلس البطولية؛ وبعد عملية نابلس فوجئت القيادة الإسرائيلية بعملية القدس الأخيرة التي أدت إلى مقتل اثنين من المستوطنين وإصابة آخرين، أيضا هي عملية ليست بسيطة، وجاءت في توقيت صعب خاصة حيث يخشى الصهاينة أن يكون هناك خلية منظمة لتنفيذ هذه العمليات في الضفة المحتلة والقدس.
ويؤكد كاتب السطور أن ما يحدث من تطورات ميدانية في الضفة والقدس هو بمثابة إنجاز كبير للمقاومة الفلسطينية خاصة في الضفة المحتلة التي تعيش ظروف أمنية معقدة وسط تعاون أمني كبير بين سلطة أوسلو وبين قوات الاحتلال في البحث عن رجال المقاومة وتفكيك خلايا المقاومة وتضييق الخناق على المسيرات والمظاهرات في شوارع الضفة المحتلة.
إن مراكز الأبحاث والاستخبارات الصهيونية تؤكد على خطورة الأوضاع في الضفة المحتلة والقدس، وتشير إلى أنه في حال اشتعال انتفاضة جديدة فإن جموع المستوطنين سيكونون في قلب النيران المقاومة، لذا تنصح مراكز الأبحاث الصهيونية بتشديد القبضة الحديدية الإسرائيلية على الضفة المحتلة وتوسيع أطر التنسيق والتعاون الأمني مع رجال السلطة من أجل مواجهة الخطر الداهم في الضفة المحتلة، ومحاصرة أنشطة المقاومة وتحركاتها في الضفة.
ويشدد الكاتب على أن العدو الإسرائيلي يحسب ألف حساب لأي عمل مقاوم في الضفة الغربية، وهو يدرك أن حسابات المقاومة في الضفة تختلف عن غزة، وأن وصول الصواريخ إلى الضفة لها حساب آخر وقد لا تنفع معها كافة القباب الحديدية، لأن الجغرافية في الضفة المحتلة تختلف وإمكانيات الميدان تساعد رجال المقاومة في تنفيذ الكثير من العمليات البطولية النوعية، لذلك فإن العدو الصهيوني يكثف جهوده الاستخباراتية والتعاون والتنسيق الأمني مع السلطة لخنق المقاومة هناك، بل إن الجيبات الإسرائيلية لديها تعليمات بالاقتحام الفوري والسريع لأية مدينة في الضفة وتنفيذ أعمال القتل والاعتقال بحق الفلسطينيين دون التنسيق مع سلطة رام الله، كما أن العدو الصهيوني يسارع في أعمال الاستيطان التي تخنق الضفة من كل مكان حتى لا يكون هناك مجرد متنفس لأهلنا في الضفة للتحرك ضد جنود الاحتلال .
إن العمليات البطولية الأخيرة التي حدثت في الضفة والقدس المحتلة، لها أبعاد خطيرة من وجهة نظر الصهاينة، فقد دعا عدد من الوزراء إلى ضم مناطق في الضفة المحتلة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، كما لا يخفى على أحد الأوضاع الصعبة التي تحياها فصائل المقاومة الفلسطينية في الضفة المحتلة والقدس وهي بين نارين نار الاحتلال ونار التنسيق الأمني مع العدو، كما أن قرارات وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال التي دعا إليها المجلس الوطني لم تطبق بعد؛ لذا المطلوب من سلطة عباس رفع يدها عن المقاومة في الضفة، والمطلوب الوقف الفوري للتنسيق الأمني، وتنفيذ دعوات فصائل المقاومة الفلسطينية، التي تدعو إلى إطلاق يد المقاومة في الضفة المحتلة والقدس للدفاع عن أرضنا وشعبنا من جرائم الاحتلال .