نشر بتاريخ: 08/10/2015 ( آخر تحديث: 08/10/2015 الساعة: 12:29 )
الكاتب: عطا الله شاهين
لمْ يكُنْ يدري الطِّفل عبد الرحمن بأنَّ قنَّاصاً سينالُ منه حينما خرجَ للهو بلعبته .. فكان يقِفُ تَحْتَ مُجسّمِ مُفتاحِ العودة ومن ثمَّ سارَ باتجاهِ مركز لاجئ للعبِ هناك ، لكنّ رصاصة " توتو" اخترقتْ جسدَه وسقطَ شهيدا ، وبحسبِ صحيفة هآرتس فإنّه يتمُّ إطلاقُ رصاص " التوتو " مِنْ بُندقيةِ روجر ، وهذا الرَّصاصُ مُحرّم دوليا ، ولقدْ أشارتْ هآرتس في السابق الى أنَّ رصاصاتِ بنادق "روجر" او رصاصات "التوتو" هي عبارة عنْ طلقاتٍ معدنيّةٍ مِنْ عيارِ 0.22 بوصة (إنش) اي 5.56 مليمترات..
فرصاصُ "التوتو" قاتلٌ ومن استخدامه استشهدَ الكثير مِنَ الشُّبّانِ الفلسطينيين بسببِ إصابته الفتَّاكة .. فالطّفلُ عبد الرحمن ابن 13 ربيعا قُتلَ مِنْ رصاصِ قنَّاص " التوتو" ، مع أنَّه لمْ يكنْ في المواجهاتِ التي كانتْ تدورُ بالقُربِ مِنْ مسجدِ بلال بن رباح ..
ولا يقلُّ خطورةُ رصاص " التوتو " عنْ رصاصِ الدُّمدم لأنّه يحوي بعض الرَّصاص على رؤوسٍ تنفجرُ داخل الجسم .. فالقنَّاصُ أرادَ بحسبِ زعمه قتلَ أحد الأطفال ، ولكنّه قامَ بقتلِ الطِّفل عبد الرحمن الذي لمْ يشكّل البتة أي خطرٍ على جنودِ الاحتلال .. وبحسبِ تقريرٍ طبيٍّ فإنَّ الطِّفلَ عبد الرحمن أُصيبَ برصاصٍ مِنْ نوعِ " توتو " وأدى لقطعِ الشّريان الرئيس المُغذي واخترقّ الرِّئتين وحدثَ نزيفٌ حادٍّ تسببَ بالوفاةِ..
والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا أطلق الجندي رصاصته على مكانٍ حساس ؟ مع العلم بأنه كان بإمكان القنّاص أنْ يطلقَ على أرجلِه مثلا .. فطفولة عبد الرحمن أنهتها رصاصة " توتو " ، لكنّ الحُزْنَ عليه سيبقى في عُيونِ والديه وأصدقائه ..