نشر بتاريخ: 08/10/2015 ( آخر تحديث: 08/10/2015 الساعة: 14:40 )
الكاتب: تمارا حداد
تمثل المرأة الفلسطينية حضورا في اسرتها ومجتمعها ووسط شعبها فهي ركيزة اساسية ومورد انساني ووطني تتوزع طاقاتها على مختلف المجالات والفروع ,فهي نواة الاسرة وحجر الاساس واهم فرد في الاسرة الفلسطينية فهي مكون اساسي في العملية التنموية والاقتصادية فهي اثبتت مقدرتها في كافة مجالات الحياة فهي عطاء بلا حدود فهي تقف الى جانب الرجل في كثير من المواقف فهي الآن المعلمة والمربية والكاتبة والطبيبة والمهندسة .
فالمرأة الفلسطينية تستثمر طاقاتها وجهودها لرفعة اسرتها ومجتمعها فهي تمتلك القوة والإرادة ما يمكنها من احداث تغيير في المستوى المعيشي لأسرتها ولمجتمعها الفلسطيني ,فهي تغرس زهرات الصمود والأمل والعنفوان وتشكل المرأة رائدا ووجودا حيويا في مختلف الميادين.
وهناك من النساء الفلسطينيات احدثن تغير جذري في مجتمعهن من اجل ان تربي اجيالا يترعرعوا على العزة والكرامة وسمو النفس ومنهن ام مراد التي تعمل على بسطة خضار امام حسبة البيرة في محافظة رام الله والبيرة .تقول ام مراد انها تعمل منذ 20 عاما فهي تسكن في بيت لحم وتخرج باكرا قبل اذان الفجر لتصل حسبة البيرة وتغادر الحسبة الى ما بعد المغرب لتأتي كل يوم مكابدة ومكافحة تشق طريقها للعيش عيشة كريمة لها ولأسرتها وتقف الى جانب زوجها صابرة وقانعة لا تنحني ولا تنكسر فهي قمة شامخة تسطر تاريخ كفاحها العملي بكلتا يديها فهي لا تكل ولا تمل رغم المعيقات والصعوبات التي تعانيها من حواجز الاحتلال من بيت لحم الى رام الله.
وقد نجحت في تحمل هذه الاعباء والمهمات التي حملتها من اجل عائلتها بكفاءة عالية فهي ابتدأت أما وزوجة لتصبح عمادا لأسرتها فهي تعمل لتحسين الانتاج وزيادة دخل اسرتها ورفع انتاجية وتيرة العمل التنموي.ام مراد انسانة ومواطنة تعمل داخل منزلها وخارجه فلها دور فاعل ومهم ومترجم اول لاحتياجات اسرتها فهي تضع البسطة امامها بلباس الثوب الفلاحي المطرز بعروق الاصالة والعراقة وتضع على البسطة النعنع والكوسا والباذنجان وورق العنب والميرمية والفاصولياء والبقلة والسفرجل والسبانخ والجرجير واللوبيا فتعتبر بضاعتها من اجود البضائع فهي تجلبها من بيت امر وحلحول ومناطق بيت لحم وقد تأتيها من قرى رام الله من منطقة دورا القرع .فالزبائن والسياح ينظرون الى بضاعتها يشترونها بكل راحة وطمأنينة ناهيك عن اسعارها المناسبة.
فأم مراد تفتخر بعملها فهي ربت اطفالها حتى كبروا ووصلوا مرحلة الجامعة وأوصلتهم الى مرحلة الامان فأولادها ساعدوها في عملها فهي كانت تصعد الجبال هي وأبنائها من اجل التقاط المزروعات من اجل المشاركة في الظروف الحياتية الصعبة.فأم مراد اثبتت وجودها بمسيرتها متجذرة عبر سنوات العمل فهي شامخة كجبال الكرمل ممتدة الى الارض الطيبة كشجر الزيتون الاخضر فهي عملت وغيرها من النساء الفلسطينيات على صياغة المستقبل فهي مدرسة الاجيال وصانعة الرجال فهي تاريخ طويل من المساهمات.
فالمرأة الفلسطينية خنساء عصرها فهي نواة المجتمع الفلسطيني وركيزة الصمود في فلسطين فهي تقف الى جانب الرجل من اجل محاربة الفقر والجوع ,فالمرأة الفلسطينية صابرة لا تعرف اليأس تقدم الفداء تلو الفداء فهي تجر الامل والتفاؤل الى قلوب ابناء المجتمع الفلسطيني في اصعب الظروف بإصرار وعزيمة..