نشر بتاريخ: 08/10/2015 ( آخر تحديث: 09/10/2015 الساعة: 09:30 )
الكاتب: ماهر حسين
يدور الحديث شعبيا" الآن عن ضرورات الإعلان عن (إنتفاضة ثالثة) ويستخدم البعض الآخر مصطلحات الحرب والمقاومة وبالطبع هناك من يتحدث عن الجهـــاد والكفاح المسلح وحرب الشوارع وسمعت أخيرا" مصطلحات حرب السكاكين وبالطبع كذلك هناك أحاديث عن عصيان مدني وثورة شاملة .
ولكن تبقى الكلمة الأقرب الى الفلسطيني (الإنتفاضة) .
(الإنتفاضة الكبرى ) أو (إنتفاضة الحجر) تبقى الفعل الجماهيري الأجمل والأكثر إبداعا" في تاريخ قضيتنا .
بالنسبة لي الإنتفاضة ليست هدف وإنما وسيلة وكذلك الكفاح المسلح.
الوسيلة الفلسطينية لتحقيق أهدافنا بالحرية والإستقلال والسلام يجب أن تكون وسيلة تلائم الفلسطيني وقدراته وإمكانياته ..الوسيلة التي يجب أن يستخدمها الفلسطيني يجب أن تناسب كل شعبنا ويجب أن لا تكون مصدر قوة للإحتلال ...الوسيلة التي يجب أن يستخدمها الفلسطيني يجب ان تعزز من منجزات شعبنا السياسية ويجب أن تٌضعف خيارات الإحتلال باستخدام القوه المٌفرطة.
علينا أن لا نسمح للإحتلال بإختيار أداة الصراع التي تناسبه والمقصود هنا في حالنا الفلسطيني (القوة المفرطة) التي ستمنح الإحتلال فرصة لممارسة هوايته في القتل والتدمير والتخريب لكل ما هو قائم و سيدفع ثمن هذا العنف الإحتلالي شعبنا .
الوسيلة والهدف والصراع وطبيعة وأداة الصراع والعوامل المؤثرة به وباختيار أداة الصراع كلها قضايا لا تهم الكثير من أبناء شعبنا وللأسف فصائل منظمة التحرير عموما" وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) خصوصا" تتحمل مسؤولية تراجع مستوى الوعي الوطني الجماهيري بهذه المفاهيم الهامة..المهم وما يعني الناس الأن هو (الإنتفاضة) .
ولكن الإنتفاضة أداة وليست هدف .
فالهدف كان ومازال التخلص من الإحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة .
الإنتفاضة التي يدعو لها البعض الآن وحسب ما أرى عبر وسائل التواصل الإجتماعي هي ليست الإنتفاضة الأولى والتي تسمى بالانتفاضة الكبرى أو إنتفاضة الحجر فالمطلوب الآن لدى البعض هو إنتفاضة مسلحة وهذا مكمن الخطر وهذا هو الهدف الذي يتلاقي مع اهداف إسرائيل الساعية لتحقيق إنتصار جديد على الأرض يمكنها من عزل قيادتنا وضرب إنجازاتنا الوطنية وتدمير كل المنجزات الفلسطينية على الأرض شاملا" الإقتصاد والبنية التحتية في مدننا وقرانا ومخيمات شعبنا العظيم .
الإنتفاضة المسلحة بمفهوم الإشتباك المسلح مع الإحتلال وكما أرى ليست من صالحنا .
المقاومة الشعبية والعمل الجماهيري القائم على مفاهيم العصيان والمقاطعه والمقاومة السلمية سيكون حتما" من صالحنا وإضافة لموقفنا السياسي وسيعزز من عزلة إسرائيل .
من صالحنا العمل بعقل وضمن ما يتناسب مع طبيعة الموقف المحتدم وعلينا التمسك بموقفنا السياسي المقبول دوليا" وعلينا أن نظهر للعالم بأننا نتطلع للحرية لا للقتل ونتطلع للسلام لا للحرب ونتطلع للإستقرار لا للقضاء على الأخرين.
يجب علينا أن نعزز من الحراك السياسي ومن المقاطعة الدولية عبر المقاومة الشعبية السلمية التي ستضع إسرائيل في مأزق جديد وللعلم ليس من أهدافنا أن نضع إسرائيل في مأزق فنحن نهدف الى الحرية والإستقلال والسلام وكل ما يدعم ذلك هو هدف لنـــا سياسيا" وشعبيا".
للأسف لم يرتقي أغلب من هم على الساحة الفلسطينية للاهداف المذكورة فهم غارقون في مستنقعات المزاودة والتحريض والشتم وهذا لن يُفيد أحد أبدا" .
وهنا أدعو الجميع للتكاتف مع القيادة الفلسطينية لضمان نجاحها في تحقيق ما نريد وعلينا أن نسعى لتقليل الخسائر الفلسطينية بالحد الأدنى ..أوجه كلامي لمن تبقى من اليسار الغائب والواقع في أسر المال من منظمات المجتمع المدني وأوجه كلامي لحماس التي تقف صامتة في غزة لأن حسابات حماس وإلتزامتها مع إسرائيل وبالنسبة لها أهم من ألف أقصى وقدس .
نحن أصحاب المشروع ونحن أصحاب الفعل ونحن أصحاب الرأي ولن نتراجع عن عملنا السياسي والشعبي لتحقيق أهداف شعبنا بالإستقلال والحرية والسلام .
بالنسبة لي لا يجب أن نتعرض للخداع من (أبطال التواصل الإجتماعي ) و(المحرضين ) و(مثيري الشغب والفتن ) وأعداء المشروع الوطني الفلسطيني ممن يًدعون بأنهم حريصين على فلسطين وشعبها .. فكل من سبق ذكرهم لن يكونوا مع شعبنا أبدا" ..فنحن بالنسبة لهم (تغريدة) أو (كلمتين على الفيس) .
بالنهاية أدعو القارئ للتفكير والتفكر بما كتبه اليوم الدكتور مجدي نجم عيسى من خلال وسائل التواصل الإجتماعي حيث قال :
(من أهم ملامح السياسة الجديدة للقيادة الفلسطينية تبنيها قواعد جديدة لإدارة الصراع؛ من أبرزها استخدام القوة العاقلة في مواجهة القوة الغاشمة).
مؤكدا" على أن القوة العاقلة هي القوة التي تفيد ولا تؤذي ..القوة التي تنفع ولا تضر ...القوة التي تحقق أهدافنـــا ولا تدمر مشروعنا.