نشر بتاريخ: 09/10/2015 ( آخر تحديث: 09/10/2015 الساعة: 15:24 )
الكاتب: جهاد حرب
تستكمل "موجة المواجهة العنيفة" اليوم أسبوعها الاول بعنفوان الشباب وعزيمة الصبايا. الفعل الشعبي يُجْمَع ويحشد دون الحاجة لتدخل الفصائل والتنظيمات في انطلاق هذا العمل. هنا يثار السؤال حول دورها في استثمار هذه الحالة "الثورية" أي التقاط لحظة التحول في السلوك الشعبي. الاجابة على هذا بسيط وهو كُنْهُ الدور الطليعي للنخبة السياسية أي القيادة والتنظيم والتأطير. استكمال الحالة الثورية تحتاج في الاساس الى ايمان الشباب والصبايا بهذه القيادة للإبقاء على هذه الحالة اولا، واستثمارها في الفعل السياسي ثانيا، وعدم حرفها عن اهدافها وغاياتها ثالثا، وحمايتها من المخاطر الداخلية قبل الخارجية قبل كل شيء.
السؤال المتداول اليوم في العديد من وسائل الاعلام؛ هل بدأت الانتفاضة الثالثة أو أنها على وشك الانفجار؟ الاجوبة غارقة أحيانا في التمني وأخرى غارقة في الخوف من هذا الفعل بحكم تجربة الانتفاضة الثانية فتصفها بهبة شعبية. شخصيا أجيب على هذا السؤال؛ ما نشهده اليوم هو "موجة من المواجهة المباشرة العنيفة" تستكمل موجات سبقتها خلال السنتين الاخيرتين في اطار انتفاضة يعيشها الشعب الفلسطيني منذ ثلاث سنوات على الاقل؛ ترتفع حدة المواجهة فيها أحيانا وتنخفض أحيانا، ويأخذ الصدام أشكالا مختلفة كالمظاهرات الشعبية في مواجهة جنود الاحتلال في مناطق التماس التي انتجتها اتفاقية "اوسلو" وتبعاتها، والعمليات الفردية كالدعس وطعن المستوطنين باستخدام الاسلحة البيضاء يقودها بالأساس ابناء القدس المحتلة.
هذه الانتفاضة تختلف في سماتها عن الانتفاضتين السابقتين بإدخال المجتمع الدولي في أتون المعركة سواء من خلال التوجه الرسمي الفلسطيني في الامم المتحدة وما بعدها من التوقيع على الاتفاقيات الدولية والانضمام الى المؤسسات الدولية بصفتها دولة، أو بحركة المقاطعة الاقتصادية ومنع الاستثمار في اسرائيل.
هذه الموجة من المواجهة تحتاج بشكل اساس، ناهيك عن التنظيم والتأطير والقيادة، عدم حرفها عن السلمية في استخدام ادوات النضال في مواجهة جنود الاحتلال ومستوطنيه ومنع استخدام الاسلحة النارية،حتى بالقوة وهو واجب السلطة الفلسطينية الآن، سواء أثناء المواجهات الشعبية أو اطلاق النار على المستوطنات من المناطق السكنية. نحتاج أيضا الى نقل المواجهة مع جنود الاحتلال من مداخل المدن الى مناطق المستوطنين وطرقاتهم "لتعكير صفو حياتهم" أكثر من تعكير جنود الاحتلال لحياة الفلسطينيين. نحتاج الى انجاح موسم الزيتون في اطار المواجهة مع الاحتلال، كما نحتاج الى تراكم الفعل الثوري لإحداث التحول النوعي في هذا الصراع بإنهاء الاحتلال.
السؤال المركزي ليس فقط على من يطلق على نفسه لقب القيادة بل الاطارات الوسيطة والشباب والصبايا اليوم؛ كيف يمكن تحويل هذه المواجهة "المقاومة الشعبية" لنهج حياة في اطار الصراع مع الاحتلال، واستثمار الحالة الثورية لتفعيل أدوات المقاومة الشعبية.