الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

من دون سلاح .. قد تستمر التظاهرات لعشر سنوات قادمة

نشر بتاريخ: 10/10/2015 ( آخر تحديث: 10/10/2015 الساعة: 14:47 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

في كل شارع وفي كل مكتب يسأل الناس : الى متى تستمر الاوضاع هكذا ؟ وهل هي انتفاضة جديدة لمدة سنوات ؟ ما اسمها ؟ وما هي ادواتها ؟ ما هي شعاراتها ؟ وغاياتها ؟

الجواب ببساطة : انتهى عصر اوسلو مرة والى الابد ، وقد أصدر الشعب العربي الفلسطيني شهادة الوفاة للسيدة اوسلو وقرر لها جنازة شعبية مناسبة ، ومن خلال الايام العشرة الماضية قرر الشعب الفلسطيني مساعدة القيادة في مراسم الدفن وحفر قبرا مناسبا للاتفاقية الظالمة وطمر فوقها التراب ، وبالتالي فان هذه الاتفاقية لن تعود ولن تتكرر ولن تعدّل ولن تتطور ، وانما ماتت وتم دفنها . وعلى الحكومات والدول العظمى ان تبحث عن اتفاقية بديلة لها ، اتفاقية أكثر عدلا واخلاقا وقانونية وشرعية لتكون قادرة على الديمومة والصمود في " الشرق الاوسط المتوحش " .

انطلق قطار الاستقلال ولكن الركاب لا يعرفون بعد في اي المحطات سيتوقف ولا في اي الاتجاهات يسير ، وانما يعرفون ان هذا القطار سيأخذهم نحو الدولة والاستقلال والقدس عاصمة للدولة العربية الفلسطينية . سينقلهم من مرحلة العبودية والابارتهايد الى مرحلة أفضل ، وان جاز لي القول بلسان الجيل الجديد فانهم ربما يفضلون المجهول على هذا الواقع الذي يجعل من كل شارع حدود ، ومناطق الف وباء وجيم وغيرها من الاهانات التي لا يتحملها اي شعب في العالم .
هل هناك دولة في العالم يتحرك رئيسها بتصريح من الحاكم العسكري ؟ هل هناك دولة في هذا العالم تطلب من المسافر ان يرحل الى دولة اخرى قبل ان يصل الى المطار ؟ هل هناك دولة في العالم يصبح عمر الانسان فيها 20 عاما ولم ير طوال حياته سفينة او بحر او قطار ؟ هل هناك دولة في العالم تحمل نقودا عليها صور قادة الاحتلال وجنرالاته ؟ هل هناك دولة في العالم يجبر مواطنوها على حمل بطاقات هوية باللغة التي لا ينطقون بها ولا يتحدثونها ؟ هل هناك دولة في العالم يجري فيها تفتيش الوزراء وضربهم امام المواطنين حتى الموت كما حدث مع الوزير الشهيد زياد ابو عين ؟

الرئيس عباس لن يدعو الى حمل السلاح لانه قرر وبشكل قاطع ان يسير على هدى نلسون مانديلا وغاندي ، لن يحمل السلاح ابدا ولكنه لن يتراجع ابدا عن المقاومة الشعبية حتى لو انطبقت السماء على الارض . وقد تسبب دخول المتطرفين اليهود الى المسجد الاقصى واحراقهم لعائلة دوابشة ان يحسم قراره مرة والى الابد .
اقول وأكاد اجرم ، لقد قرر الرئيس عباس الانتهاء من اوسلو مرة والى الابد والمضي في طريق الدولة ، دولة مستقلة او دولة واحدة لشعبين لم يعد يهم الفرق بينهما . دولة ببرلمانيين او القدس دولية ، ولكنه لن يتراجع وسينتظر من العالم ان يتدخل يوما ما من اجل حماية الشعب الفلسطيني .
وقد تستمر المرحلة القائمة ايام ، او أسابيع واشهر ، أو سنوات كثيرة .... لكن قطار الاستقلال انطلق , ولن يعود ابدا الى الوراء مهما حدث ... وستكون المسؤولية في رقبة الادارة الامريكية اولا ، ورقبة اسرائيل ثانيا ، ورقبة الشيطان الاخرس .