نشر بتاريخ: 11/10/2015 ( آخر تحديث: 11/10/2015 الساعة: 10:54 )
الكاتب: مصطفى ابراهيم
المتابع لما جرى حلال التظاهرات الشبابية إسناداً للقدس والضفة الغربية في قطاع غزة، يلاحظ القتل بدم بارد و البطش والقمع المفرط و التمييز المتعمد في تعامل قوات الجيش الإسرائيلي مع المتظاهرين في الضفة والقطاع.
في قطاع غزة سقط في أقل من ساعتين ستة شهداء و أكثر من 70 إصابة، وتركز إطلاق النار في المنطقة العليا من الجسم الصدر والرأس، برغم علم قوات الجيش عدم وجود إشتباك و تهديد حقيقي على جنودها، وهناك مسافة كبيرة وجدار حديدي مرتفع و شائك بين الجنود و الشبان المتظاهرين الذين يرشقون الحجارة.
منذ أن أعلنت إسرائيل عن قطاع غزة كياناً معادياَ في شهر سبتمبر/ أيلول 2007، على إثر سيطرة حركة حماس على القطاع، وفرضت حصار خانق، و بدأت تتعامل معه بطريقة و شكل مختلف وشنت ثلاث حروب قاسية وفشلت في تحقيق الردع وكي الوعي رغم إدعائها أنها حققته في حرب العام الماضي، لذا فهي تعمدت القتل في القطاع، و تريد الإستمرار في كي الوعي كما تدعي و إرسال رسائل لإعادة الردع و إرهاب الفلسطينيين في القطاع وتذكيرهم بما جرى خلال العدوان العام الماضي، و كي لا يفكروا مرة أخرى في العودة إلى التظاهر هناك، وهي تبحث عن ذرائع لصرف الأنظار عن ما يجري في القدس و الضفة، و جر المقاومة إلى معركة جديدة محسوبة لتدفع غزة ثمن جديد.
إسرائيل تريد التأكيد على أن غزة ليست جزءً من ما يجري في القدس أو الضفة، و برغم القمع والعقوبات الجماعية في القدس، تحاول إسرائيل تحقيق تهدئة الأوضاع و الردع في آن معاً، وتشدد على التمييز بين المتظاهرين في الضفة والسكان الذين لا يشاركون في التظاهرات، بل تؤكد على القول بناء على تحليل الجيش و الشاباك أن الفلسطينيين في الضفة لا يرغبون في التصعيد، وهم يعلمون ثمن ذلك إذ أنهم دفعوا ثمنا قاسياً في الانتفاضة الثانية.
ومن أجل ذلك لم يتخذ الجيش الإسرائيلي إجراءات كبيرة بحق المتظاهرين وإطلاق النار الحي إلا في حالات قليلة مع أنه ينفذ إعتقالات لكنه لم يتخذ حتى الآن فرض عقوبات جماعية أو حتى فرض الإغلاق الشامل أو منع عشرات ألاف العمال من الضفة الدخول إلى إسرائيل، أو اتخاذ إجراءات مشددة.
إسرائيل فقدت السيطرة في القدس وباقي المدن الفلسطينية خاصة في الداخل وعمليات طعن السكاكين وصلت مدينة تل أبيب وغيرها من المدن، وهي تدرك خطورة ذلك وصعوبة القضاء على هكذا عمليات فردية.
الحكومة الإسرائيلية تشعر بالقلق و تدرك خطورة ما يجري، وظهر ذلك واضحا في خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو ووزير الأمن موشي يعلون ورئس هيئة الأركان ووزير الأمن الداخلي ومفتش الشرطة الذين عبروا عن خشيتهم من ما يجري، لكنهم أبدوا حرص على إستغلال ما يجري خدمة لمصالحهم ووضع جميع الاحتمالات و السيناريوهات للمواجهة بدون خوف لإعادة السيطرة لأنهم يدركون حالنا البائس و الإنقسام وخوفنا من ما يجري.
فنحن يسيطر علينا الإرتباك والقلق والخوف من ذواتنا قبل الخوف من الإحتلال وبطشه، وبيتنا منقسم وتغيب الحكمة عن القيادة والفصائل في إستغلال الفرصة و حالة الغضب الثورية السائدة لمواجهة جرائم الإحتلال بالتوحد وإنهاء الانقسام، و إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، والتصرف على أننا حركة تحرر وطني تقاوم الإحتلال وتتحمل مسؤوليتها في النضال ودفع الثمن، وحقنا في تقرير المصير و الحرية.